القسم : - الزيارات : 2070 - التاريخ : 16/7/2020 - الكاتب : محمد عبد الجواد الصباغ
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله
وبعدُ فإنَّ المُسلمين في أميركا الشَّماليَّة كانوا يتَّجهون إلى جهة الجنوب الشَّرقيِّ في صلواتهم وهُو الاتجاه الصَّحيح المُوافق للقواعد الشَّرعيَّة؛ وكانت كُلُّ المُصليَّات والمساجد في كندا والولايات المُتَّحدة مِن غير استثناء تتوجَّه محاريبها إلى الجنوب الشَّرقيِّ بناء على فتاوى عُلماء بلاد الإسلام.
واستمرَّ الوضع على ذلك حتَّى قام بعض المُعاصرين مُنذ نحو خمسين عامًا وبالتَّحديد بَين سنتَي 1973ر و1974ر بنشر كتاب يذكُر فيه أنَّ جهة القِبلة هي الشَّمال الشَّرقيُّ في كُلٍّ مِن الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وكندَا؛ وحمل النَّاس على هذا القَوْل الباطل فأفسد عليهم والعياذ بالله.
وقد تمسَّك المُتصولحة الجَهَلَة بهذا القول الباطل حتَّى غلا أحدهم غُلُوًّا حين عَلِمَ أخيرًا أنَّ الشَّمس تُشرق مِن الشَّرق الشَّماليِّ يوم تعامُد الشَّمس فوق الكعبة: "إنَّه قد ثبت عندَه (بالعَين المُجرَّدة) أنَّها اتِّجاه الكعبة"! وقوله مِن أجهل الجهل فإنَّه لم يرَ الكعبة المُشرَّفة ليدَّعي ذلك، ولكنَّه الغُلُوُّ.
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف الخلق والمرسلين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت يا حي يا قيوم تجعل الحزن إذا شئت سهلا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل اللهم جنبنا الفتوى بغير علم. أما بعد،
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا تنزه عن الشريك والزوجة والولد، تنزّه عن أن يحل في مكان أو على مكان، كان قبل الزمان وقبل المكان وهو الآن على ما عليه كان. والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا أحمد بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا. جعله اللّه خاتمًا للنبيين والمرسلين وهو ءاخر من جاء بالاسلام وهو خاتم النبيين فلا نبي بعده وبوفاته عليه السلام انقطع الوحي.
اعلموا اخوة الإيمان أن التقوى هي ثمرة العلم والعمل الذي امر الله به وهو القائل في القرءان الكريم {إِنَّمَا يَخشَى اللهَ مِن عِبادِهِ العُلَمَاء}فاطر / 28. فهذه الآية الكريمة فيها بيان فضل العلماء الأتقياء الأنقياء الحكماء الذين وصفهم سيدنا عيسى بن مريم صلّى الله عليه وسلّم بقوله "علماء حلماء بررة أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء".