معنى قول أبي حنيفة والبخاري: فعل الله أزلي والمفعول حادث
لا خلاف بين المسلمين في أزلية الصفات الثلاث عشرة الذاتية لله تعالى كالوجود والقدرة والعلم والكلام والمشيئة والسمع والبصر، ومن قال إنها حادثة مخلوقة كفر بالإجماع لأن حدوث الصفة يستلزم حدوث الذات، فكل ذات يطرأ عليه صفة حادثة دلَّ ذلك على أنه حادث، فمن قال إن صفات الله حادثة أو شك أو توقف فهو كافر كما نص الإمام أبو حنيفة على ذلك، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان من عوامّ المسلمين فضلاً عن علمائهم. والصفات الذاتية هي الصفات التي يوصف الله بها ولا يوصف بمقابلها كالتي ذكرناها ءانفًا، أما صفات الفعل فهي الصفات التي يوصف الله بها ويوصف بمقابلها كالإحياء والإماتة، ومن المتفق عليه أن الله لا تقوم بذاته صفة حادثة، وبالنسبة لصفات الفعل يقول الماتريدية وكثير من الأشاعرة إنها أزلية أبدية وهي كالصفات الذاتية ليست حادثة، وقال جمع من الأشاعرة إن صفات الفعل ليست قديمة وليست هي صفات قائمة بذات الله إنما هي أثر القدرة أي خلْق من خلق الله لذلك لم يقولوا بأزليتها، وهم متفقون مع الباقين في أزلية القدرة وسائر الصفات الذاتية لأن أقوى أمارات الحدوث التغير، وطروء الصفة تغيّر يدل على حدوث الذات فيستحيل على الله.
قال الإمام أبو حنيفة والإمام البخاري: فعل الله أزليٌّ والمفعول حادث. معناه إحياء الله وإماتته وإسعاده وإشقاؤه ورزقه كل هذه صفات أزلية والحادث المفعول أي الـمُحيَا والـمُمَات والـمُسْعَد والـمُشْقَى والمرزوق وهذا أمر مهم فهمه جدًّا لأن الغلط فيه مهلك.