ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية وبيعها؟
لا يجوزُ للمسلمِ الحَيِّ أنْ يُوصِيَ، قبلَ موتهِ، بأنْ يُؤْخَذَ شيءٌ من بَدَنهِ بعد مَوْتهِ كَيَدِهِ أو غيرِها من أعضائهِ لينتفعَ بها غيرُه. فإنْ أَوْصَى فلا تُنَفَّذُ وَصِيَّتُه. يُفْهَمُ ذلك من قولهِ صلَّى الله عليه وسلَّم [إنَّ كَسْرَ عَظْمِ المُؤْمنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِه حيًّا] .. رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ في (مسندِه) وغيرُه .. يُفْهَمُ من هذا الحديثِ أنه يَحْرُمُ أخذُ شيء من أعضاء المسلمِ بعد موتهِ ولو لم يَكُنْ فيه كَسْرُ عَظْمٍ لأنَّ فيه هَتْكًا لِحُرْمَةِ المسلم، وهَتْكُ حُرْمَةِ المسلمِ حرام.
لكنْ إذا أعطى مسلمٌ حَيٌّ في حياتهِ مسلمًا مريضًا كُلْيَةً لا يعيشُ المريضُ من دونها وكان الذي أعطى لا يَتَضَرَّرُ إلَّا الأَلمَ فقط فهذا جائزٌ . هذا يجوز. أَمَّا أخذُ الكُلْيَةِ منَ المسلمِ المَيْتِ فلا يجوز. لأَنَّ في هذا الفعلِ هَتْكًا لِحُرْمَةِ المسلم. وهَتْكُ حُرْمَةِ المسلم حرام. يُفْهَمُ ذلكَ من قولهِ صلَّى الله عليه وسلَّم[إنَّ كَسْرَ عَظْمِ المُؤْمنِ مَيْتًا مِثْلُ كَسْرِه حيًّا] .. وأمَّا أنْ يَتَبَرَّعَ المسلمُ بعينهِ لمسلمٍ أعمى فهذا حرامٌ لا يجوزُ لأنَّ المُتَبَرِّعَ يَنْضَرُّ والأعمى يستطيعُ أنْ يعيشَ حياتَه من دون أنْ يَنْضَرَّ ...
ولا يجوزُ للإنسانِ أنْ يَقْطَعَ من بَدَنهِ كُلْيَةً ثمَّ يبيعَها .. هذا حرام .. عليه ذنبٌ كبير .. لا يجوزُ للإنسانِ، سواءٌ أكانَ مسلمًا أَمْ غيرَ مسلم، أنْ يَقْطَعَ من بَدَنهِ عضوًا ثمَّ يبيعَه .. إنْ فَعَلَ ذلكَ فأكلَ هذا المالَ فقد أكلَ حرامًا .. ليس له ذلكَ ولو كانَ فقيرًا محتاجًا إلى المال .. ومِثْلُهُ مَنْ يبيعُ دَمَهُ .. وشراءُ هذه الأعضاء ولو من الكافرِ لا يَصِحُّ ..
والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين