SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات الخــطب والـــدروس طلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها
قال الله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}. قال ابن عطية: في هذا دليل على أن المراد بالبعض في قوله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك} طلوع الشمس من المغرب وإلى ذلك ذهب الجمهور.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} قال "طلوع الشمس من مغربها". رواه أحمد. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل". رواه البخاري. وروى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون فيومئذ، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا". ورواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وغيرهم. قال القاضي عياض رحمه الله: هذا الحديث على ظاهره عند أهل الحديث والفقه والمتكلمين من أهل السنة خلافا لما تأولته الباطنية.
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها".
قوله (ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته) بكسر اللام وسكون القاف بعدها مهملة هي ذات الدر من النوق. قوله (يليط حوضه) بضم أوله ويقال ألاط حوضه إذا مدره أي جمع حجارة فصيرها كالحوض ثم سد ما بينها من الفرج بالمدر ونحوه لينحبس الماء، هذا أصله وقد يكون للحوض خروقٌ فيسدها بالمدر قبل أن يملأه وفي كل ذلك إشارةٌ إلى أن القيامة تقوم بغتة كما قال تعالى {لا تأتيكم إلا بغتة}. قال الحاكم أبو عبد الله: الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه. قال الحافظ: والحكمة في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلا للمقصود من إغلاق باب التوبة.
قال ابن عطية وغيره ما حاصله: معنى الآية أن الكافر لا ينفعه إيمانه بعد طلوع الشمس من المغرب وكذلك العاصي لا تنفعه توبته. وذكر البيهقي في "البعث والنشور" فقال في "باب خروج يأجوج ومأجوج" فصل، ذكر الحليمي أن أول الآيات الدجال ثم نزول عيسى لأن طلوع الشمس من المغرب لو كان قبل نزول عيسى لم ينفع الكفار إيمانهم في زمانه ولكنه ينفعهم إذ لو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من أسلم منهم. ا.هـ
وفي صحيح مسلم من رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" فمفهومه أن من تاب بعد ذلك لم تقبل. ولأبي داود والنسائي من حديث معاوية رفعه "لا تزال تقبل التوبة حتى يطلع الشمس من مغربها" وسنده جيدٌ. وللطبراني عن عبد الله بن سلام نحوه. وفي حديث صفوان بن عسال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه" أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
روى مسلم عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما "أتدرون أين تذهب هذه الشمس" قالوا الله ورسوله أعلم قال "إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا". والمعنى أن سجود الشمس فهو بتمييز وإدراك يخلقه الله تعالى فيها.
عن صفوان بن عسال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا". ابن ماجه
عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم فقال لقد بلغني أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل فذكر الحديث فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال فما برح يحدثني حتى حدثني أن الله عز وجل جعل بالمغرب بابا مسيرة عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله وذلك قول الله عز وجل يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها. رواه أحمد
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا". وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بادروا بالأعمال ستا الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم". رواه مسلم. قال هشام: خاصة أحدكم الموت، وخويصة تصغير خاصة. وقال قتادة: أمر العامة القيامة، كذا ذكره عنهما عبد بن حميد.