SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات ســـــير وتــــــراجم الإمام علي الرضا
الإمام علي الرضا
اسمه وكنيته وألقابه
هو الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين السجاد ابن الإمام السبط الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. كنيته: أبو الحسن، وألقابه: الرضا والصابر والزكي والولي، وأشهرها الرضا.
مولده
ولد الإمام علي الرضا رضي الله عنه بالمدينة المنورة يوم الجمعة، ويقال يوم الخميس لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وقيل: سنة ثلاث وأربعين ومائة، وأمه أم ولد تكنَّى أُمَّ البنين اسمها: سُكينة، ونقش خاتمه: حسبي الله.
صفته
كان رضي الله عنه أسود اللون معتدلا، لأن أمه كانت سوداء، دخل يومًا حمامًا فبينما هو في مكانه من الحمام إذ دخل عليه جندي فأزاله عن موضعه، وقال: صب على رأسي ياأسود فصب على رأسه، فدخل مَنْ عَرَفَه فصاح: يا جندي هلكت أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الجندي يقبل رجليه ويقول: هلاّ عصيتني إذْ أمرتك! فقال: إنها مَثوبة، وما أردتُ أن أعصيك في ما أثابُ عليه،ثمَّ قال:
ليس لي ذنبٌ ولا ذنبَ لمن قال لي: يا عبدُ أو يا أسودُ
إنَّما الذنبُ لمن ألبسني ظلمةً وهو سنًى لا يُحمدُ
ما ورد في مدحه وزهده وعبادته
قال إبراهيم بن العباس: ما رأيت الرضا سئل عن شىء إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه، بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شىء فيجيبه الجواب الشافي. كان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر ويقول: ذلك صيام الدهر.وكان كثير المعروف والصدقة وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.
فائدة: أورد صاحب كتاب (تاريخ نيسابور) أن عليا الرضا بن موسى الكاظم لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة وأبو مسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث ما لا يحصى فقال: يا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق ءابائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ماأريتنا وجهك الميمون، ورويت لنا حديثًا عن ءابائك عن جدك نذكرك به، فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة، وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته، وإذا له ذؤابتان معلقتان على عاتقه، والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرغ في التراب، ومقبل حافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمة الأعلام: معاشر الناس أنصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم.
وكان المستملي أبا زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي، فقال علي الرضا رضي الله عنه: حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الامام الحسين عن أبيه علي المرتضى قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثني جبريل عليه السلام قال: قال رب العزة سبحانه وتعالى: " كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي" ثم أرخى الستر على المظلة وسار، قال: فعد أهل المحابر وأهل الدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفًا. قال أحمد رضي الله عنه: لو قرىء هذا الإسناد على مجنون لأفاق من جنونه.
وقال أبو القاسم القشيري رضي الله عنه: اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرئي في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي أن محمدًا رسول الله. أورده المناوي في شرحه الكبير على الجامع الصغير.
عقيدته
قال صاحب كتاب (نثر الدرر): سأل الفضل بن سهل عليًا الرضا بن موسى في مجلس المأمون فقال: يا أبا الحسن الخلق مجبرون؟ قال: الله تعالى أعدل من أن يجبـِرَ ثم يعذب، قال: فمطلقون؟ قال: الله تعالى أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه. وروى الحاكم رحمه الله تعالى أنَّ عليّ الرضى بن موسى الكاظم كان يقعدُ في الروضة وهو شابٌّ مُلتحِفٌ بمَطرَفِ خَز فيسألهُ الناس ومشايخ العلماء في المسجد، فسُئِلَ عن القدر فقال: قال الله عز مِن قائل: {إنَّ المـُجرمونَ في ضلالٍ وسُعُرٍ* يومَ يُسحَبونَ في النارِ على وُجوههم ذُوقوا مَسَّ سقر* إنَّا كُلَّ شئٍ خلقناهُ بقدر} ثم قال الرضى: كان أبي يذكر عن ءابائه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يقول: "إن الله خلق كل شئ بقدرٍ حتى العجز والكيسَ وإليه المشيئةُ وبه الحول والقوة" اهـ.
ولده
لم يترك الإمام علي الرضا ولدًا إلا ابنه الإمام أبا جعفر محمد الجواد رضي الله عنهما، وكان سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرًا.
وفاته
توفي رضي الله عنه مسمومًا بطوس من أرض خراسان يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر سنة ثلاث ومائتين من الهجرة، ويقال: في رمضان والأول هو الأصح. رضي الله عنه وأرضاه.