SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات ســـــير وتــــــراجم الإمام موسى الكاظم
الإمام موسى الكاظم
نسبه
هو الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين السجاد ابن الإمام السبط الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
مولده وكنيته وألقابه
ولد موسى الكاظم بالأبواء موضع بين مكة والمدينة لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة. وكنيته أبو الحسن، وألقابه كثيرة أشهرها الكاظم ثم الصابر والصالح والأمين. أمه: أم ولد يقال لها: حميدة البربرية.كان رضي الله عنه أسمر اللون عقيقا، نقش خاتمه: الملك لله وحده.
مناقبه
قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر الأوحد الحجة الحبر، الساهر ليله قائمًا، القاطع نهاره صائمًا، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظمًا، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله.
حبه للصدقة
كان موسى الكاظم رضي الله عنه أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفًا وأكرمهم نفسًا، وكان يتفقد فقراء المدينة، فيحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا، وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك ولم يعلموا بذلك إلا بعد موته،كَانَ سَخِيّاً، كَرِيْماً، يَبلُغُه عَنِ الرَّجُلِ أَنَّهُ يُؤذِيْه، فَيَبعَثُ إِلَيْهِ بِصُرَّةٍ فِيْهَا أَلفُ دِيْنَارٍ، وَكَانَ يَصُرُّ الصُّرَرَ بِثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمائَتَيْنِ، ثُمَّ يَقسِمُهَا بِالمَدِيْنَةِ، فَمَنْ جَاءتْه صُرَّةٌ، اسْتَغنَى.
حبه للعبادة
كَانَ إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ، حَمِدَ اللهَ، وَمَجَّدَهُ، وَدَعَاهُ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يَزُولَ اللَّيْلُ، فَإِذَا زَالَ اللَّيْلُ، قَامَ يُصَلِّي، حَتَّى يُصَلِّيَ الصُّبحَ، ثُمَّ يَذْكُرَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَقعُدَ إِلَى ارْتفَاعِ الضُّحَى، ثُمَّ يَتَهَيَّأَ، وَيَسْتَاكَ، وَيَأْكُلَ، ثُمَّ يَرقُدَ إِلَى قَبْلِ الزَّوَالِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأَ، وَيُصَلِّيَ العَصْرَ، ثُمَّ يَذْكُرَ فِي القِبلَةِ حَتَّى يُصَلِّيَ المَغْرِبَ، ثُمَّ يُصَلِّيَ مَا بَيْنَ المَغْرِبِ إِلَى العَتَمَةِ. كان كثيرًا مايدعو بـ: اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب.
من كراماته
قال حسام بن حاتم الأصم قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجًا سنة ست وأربعين ومائة، فنزلت بالقادسية، فبينما أنا أنظر الناس في مخرجهم إلى الحج وزينتهم وكثرتهم، إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السمرة نحيف فوق ثيابه صوف، مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان، وقد جلس منفردًا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية، ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلّا عليهم في طريقهم، والله لأمضين إليه ولأوبخنه، فدنوت منه فلما رءاني مقبلا نحوه قال: يا شقيق (اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ثم تركني وولى، فقلت في نفسي: إن هذا لأمر عجيب تكلم بما في خاطري، ونطق باسمي، هذا عبد صالح لألحقنه وأسألنه الدعاء، وأتحلله بما ظننت فيه، فغاب عني ولم أره. فلما نزلنا وادي فضة فإذا هو قائم يصلي.فقلت: هذا صاحبي امض إليه واستحله، فصبرت حتى فرغ من صلاته، فالتفت إلي وقال: ياشقيق اتل (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) ثم قام ومضى وتركني فقلت: هذا الفتى من الأبدال قد تكلم على سري مرتين، فلما نزلنا بالأبواء إذا أنا بالفتى قائم على البئر، وأنا أنظر إليه وبيده ركوة فيها ماء، فسقطت من يده في البئر، فرمق إلى السماء بطرفه، وسمعته يقول: إلـهي وسيدي مالي سواك فلا تعدمنيها. فو الله لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه، فمد يده فأخذها فتوضأ منها وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيديه ويجعل في الركوة ويحركها ويشرب، فأقبلت نحوه وسلمت عليه فرد علي السلام، فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك.
فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا فيها سويق بسكر، فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب، فشربت ورويت حتى شبعت، فأقمت أيامًا لا أشتهي طعامًا ولا شرابًا، ثم لم أره حتى نزلنا بمكة، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب نصف الليل، وهو قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر، ثم قام إلى حاشية المطاف، فركع ركعتي الفجر هناك ثم صلى الصبح مع الناس، ثم دخل المطاف فطاف إلى بعد شروق الشمس، ثم صلى خلف المقام، ثم خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه، وإذا بجماعة أحاطوا به يمينًا وشمالا ومن خلفه ومن أمامه وخدم وحشم وأتباع خرجوا معه فقلت لأحدهم: من هذا الفتى يا سيدي؟ فقال: هذا موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أولاده
كان له سبعة وثلاثون ولدًا ما بين ذكر وأنثى منهم: علي الرضا، وإسماعيل، وجعفر، وإسحاق، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، ورقية، وحليمة، وأم كلثوم، وميمونة.
وفاته
كانت وفاته يوم الجمعة لخمس بقين من شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وله من العمر خمس وخمسون سنة.