www.sunnaonline.org

فوائد منثورة عن ليلة القدر

مقتطفات من كتاب المجموع شرح المهذب:

يستحب طلب ليلة القدر لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، والمستحب أن يقول فيها: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، "لما روي أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"

فرع في مذاهب العلماء في مسائل في ليلة القدر وقد جمعها القاضي الإمام أبو الفضل عياض السبتي المالكي في شرح صحيح مسلم، فاستوعبها وأتقنها، ومختصر ما حكاه أنه قال: أجمع من يعتد به من العلماء المتقدمين والمتأخرين على أن ليلة القدر باقية دائمة إلى يوم القيامة، للأحاديث الصريحة الصحيحة في الأمر بطلبها، واختلفوا في محلها فقيل: هي متنقلة، تكون في سنة في ليلة وفي سنة في ليلة أخرى وبهذا يجمع بين الأحاديث ويقال: كل حديث جاء بأحد أوقاتها فلا تعارض فيها. قال: ونحو هذا قول مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وغيرهم، قالوا: وإنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، قال: وقيل: بل كل رمضان خاصة، وهو قول ابن عمر وجماعة، وقيل: بل في ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين، وهو قول ابن عباس. وقيل ليلة أربع وعشرين، وهو محكي عن بلال وابن مسعود والحسن وقتادة رضي الله عنهم وقيل: ليلة سبع وعشرين، وهو قول جماعة من الصحابة، منهم أبي وابن عباس والحسن وقتادة رضي الله عنهم، وذكر غير القاضي هذه الاختلافات مفرقة.

(فرع) اعلم أن ليلة القدر يراها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة من رمضان، كما تظاهرت عليه الأحاديث وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر. (فرع) قال صاحب الحاوي: يستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتمها ويدعوا بإخلاص ونية وصحة يقين بما أحب من دين ودنيا، ويكون أكثر دعائه للدين والآخرة.

فرع في بيان جملة من الأحاديث الواردة في ليلة القدر
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر "أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد توطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخاري ومسلم. وعن عائشة قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري ومسلم، ولفظه للبخاري. وفي رواية للبخاري "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعه تبقى، في سابعه تبقى، في خامسه تبقى" رواه البخاري . وعن عبادة بن الصامت قال "خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خير لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" رواه البخاري، ومعناه رفع بيان عينها ولا رفع وجودها، فإنه لو رفع وجودها لم يأمر بطلبها، قال العلماء ومعنى "عسى أن يكون خيرا لكم" أي لترغبوا في طلبها والاجتهاد في كل الليالي. وعن أبي سعيد الخدري قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (وقيل) إنه جيد ولم أره، وعن زر بن حبيش قال "سألت أبي بن كعب فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف أن لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها" رواه مسلم، وفي رواية لمسلم "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين" وفي رواية أبي داود بإسناد صحيح "قلت يا أبا المنذر إني علمت ذلك؟ فقال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لزر: ما الآية، قال تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع". وعن معاوية بن أبي سفيان "عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال: ليلة سبع وعشرين" رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال: هي في كل رمضان" رواه أبو داود هكذا بإسناد صحيح وقال: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر لم يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا كلام أبي داود، وهذا الحديث صحيح، وقد سبق أن الحديث إذا روي مرفوعا وموقوفا فالصحيح الحكم برفعه؛ لأنها رواية ثقة.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الخــطب والـــدروس
الزيارات : 7351
التاريخ : 24/8/2011