SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات الصيــــام والزكــاة اتركوا لنا رمضان
اتركوا لنا رمضان
يقبل علينا بعد أيام قليلة أيامٌ مباركات، صيام وتراويح قرآن وتسابيح صدقة ودعاء، وبر وإحسان، وغيرها كثير مما يتقرب بها المسلمون إلى ربهم في هذا الشهر، لقدكثر المصلون، وهذا أمر طبيعي نشاهده في كل رمضان، وأقبلت الأسر على الشهر الفضيل لتتزود التقوى، لكن ثمة أمر آخر يتناقض مع كل ما سبق ذكره، يقع أيضاً من الكثيرين في رمضان، وهذا الأمر يعكس الأمور السابقة وهو قضية التلفاز والسهر في مواضع اللهو في رمضان. أيها المسلمون الصائمون إن البرامج التلفزيونية كما هو مشاهد أنها تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهود المحطات وقنوات البث. وهذا لا يتعارض مع حديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله قال "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم ،وسلسلت الشياطين". وفي رواية مسلم "وصفدت الشياطين" لأن الذي يسلسل هو الشياطين من الجن كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه"ومردةالجن"، لكن الذي وراء هذه البرامج هم مردة شياطين الإنس.
سبحانك ربي وكأن هذا النشاط المكثف لأمر مقصود، وهو عدم ترك الناس يحصلون الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل بل دفعهم لمتابعة هذه البرامج التي تقضي على وقتهم الثمين في شهر البركات الذي جاء في حقه في الحديث القدسي في ما رواه البخاري رحمه الله "كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". فهؤلاء الشياطين لم يدعوا الصائمين من جمع الحسنات حتى في النهار، فالتلفاز يعمل طوال ساعات الليل والنهار، فانشغل الكثيرون حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذا الجهاز، واكتفوا من الصيام بالإمساك عن الطعام فقط.
إن الذي يعرض على الناس في شهر الخير والبركات فيه من الفسق والرذيلة الشئ الكثير، يعرض على الناس تمثيليات ومسلسلات العشق والغرام، يعرض على الناس الطرب الذي فيه العهر الصريح واشد ما يؤذي في ذلك استخدام اسم هذا الشهر الفضيل فمن التلفزيون إلى الصحف التى تستقبل هذا الشهر بنجوم علب الليل والسهر المتجرد عن الحياء الخالي من التقاليد التى عرفها المسلمون في رمضان، عيب عليكم ان تذهبوا روحانية هذا الشهر بفنون شيطانيه بحجة خيم السهر ورمضان. رمضان في المساجد رمضان للتعبد والتزود من الخير وشكر الله والصلاة رمضان شهر نزل فيه القراءن الكريم وتزدحم فيه صنوف الخير والعبادة.
لقد تبلدت أحاسيس الناس، وماتت الكثير من الفضائل الإسلامية في نفوسهم حتى صاروا يتقبلون أن ينظروا في الشاشة أو غيرها المشاهد التى تؤذي الصائمين والأصوات التى تحرك النفوس إلى الخلاعة والمجون وكل هذا بمناسبة الشهر الفضيل!!، ونحن مطالبون أن نأخذ الأمر بعفوية وطبيعية حتى نكون في نظر البعض متعصرنين!!. أيها المحمديون هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان، شهر جمع الحسنات، وشهر نزول الرحمات والبركات كيف تنزل الرحمات على البيوت؟ ما هذه التناقضات التي نعيشها. نمسك عن الطعام والشراب، ولا نمسك عن النظر والاستمتاع المحرم، هل الصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟
أين هدوء ليالي رمضان التي كنا نعرفها قديماً، إن رمضان كان له جوه الخاص، وشفافيته الفياضة، وروحانيته الخاصة، بين قارئ لكتاب الله، ومستغفر بالأسحار، وقائم يصلي لصوته حلاوة المناجاة، الكل في هدوء وسكينة، فجاء التلفاز والخيام في رمضان وحرموا الناس تلك السكينة وذاك الهدوء، بأفلام ومسلسلات العنف والجريمة وأغاني لا تعرف ولاتفهم منها إلا الخلاعة والميوعة. وتنذهل في أشد ذلك أنها تفصل بأنباء وصور لمسلمين في فلسطين أوغيرها تظهر فظاعة وشدة الظلم الذي حل بهم فبدل ان يرفع يديه بدعوة صالحة يغير جوه ويفرفش برؤية الغانيات!! والأدهى من ذلك كله، أن يُخدع الناس في رمضان ببعض الأفلام التي يسمونها الإسلامية أو المسلسلات الدينية، فالممثلين الذين كانوا في شعبان يمثلون أفلام الخلاعة والدعارة، إذا جاء رمضان، مثلوا أدوار الصحابة في تمثيلياتهم. والممثلة الساقطة التي كانت في شعبان، تُقبل على شاشات التلفاز، ويُمارس معها الفجور تخرج في رمضان بحجاب وجلباب طويل لتمثل دور الصحابيات، أو زوجة أحد الشخصيات الإسلامية، أي مغالطة أعظم من هذا، بل أي منكر أعظم من هذا ونحن ننظر ونتقبل الأمر بشكل طبيعي، ماتت الغيرة عندنا حتى على أصحاب رسول الله.!!
زد على ذلك أصحاب الفتاوى التى ما أنزل الله بها من سلطان يملؤون الفضائيات ويمطرون الناس بفتاوى لا أصل لها عند المسلمين وكل ما في الأمر أن المتكلم ذاع صيته بين الناس أو راقصة تابت فانقلبت إلى عالمة مفتية فقيهة ولسنا ضد توبتها وتشجيعها ولكن للفتوى أهلها ولعلم الدين أهله وقد قال ابن سيرين رحمه الله "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" فلنتق الله أيها المسلمون، ولنعرف لرمضان حقه وحرمته، ولنترك المعاصي والذنوب، ونتوب إلى الله توبة صادقة في هذا الشهر فإنها والله فرصة، والمحروم من حرم ذلك .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}