SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات ســـــير وتــــــراجم الإمام أبو الحسن الأشعري
الإمام أبو الحسن الأشعري
هو أبو الحسن عليّ بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُردَة عامر ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى الأشعري. ولد رحمه الله سنة ستين ومائتين بالبصرة، وقيل: بل ولد سنة سبعين ومائتين، وفي تاريخ وفاته اختلاف منها أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين، توفي رحمه الله ببغداد ودفن بين الكرخ وباب البصرة.
كان أبو الحسن الأشعريّ سنيًّا من بيت سنّة ثم درسَ الاعتزالَ على أبي عليّ الجُبّائي وتبعه في الاعتزال، ثم تاب ورقيَ كرسيًّا في المسجد الجامع بالبصرةِ يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإنّي أعرّفه بنفسي، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرءان وأن اللهَ لا تراه الأبصار وأن أفعال الشرّ أنا أفعلها وأنا تائب مقلع، معتقد للردّ على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم. قال الفقيه أبو بكر الصَّيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السَّماسم.
وقد استفاد من الأشعري خلق كثير من أكابر العلماء وفحول الأئمة فتأدبوا بآدابه وسلكوا مسلكه في الأصول واتبعوا طريقته في الذب عن الدين ونصرة أهل السنة، إذ كان فضل المقتدي يدل على فضل المقتدى به، وهم من أعيان الأئمة ومشاهير القوم وقد ذكرهم مؤرخ الشام وحافظها أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر في كتابه الذي ألفه في الدفاع عن الشيخ أبي الحسن الأشعري مع ذكر مناقبه ومؤلفاته وثناء الأمة عليه، وقد أفرد قاضي القضاة الشيخ تاج الدين ابن الإمام قاضي القضاة تقي الدين السبكي فصلاً خاصًّا بذكر أكابر المنتسبين إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وذلك أثناء ترجمته في كتابه طبقات الشافعية. وقد افتتح ترجمته بقوله "شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر وتقي برّ حمى جناب الشرع من الحديث المفترى وقام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصرًا مؤزرًا وما برح يدلج ويسير وينهض بساعد التشمير حتى نقَّى الصدور من الشُّبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ووقى بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس فلم يترك مقالاً لقائل وأزاح الأباطيل، والحقُّ يدفع تُرَّهاتِ الباطل" انتهى.
قال الأستاذ أبو اسحاق الإسفراييني "كنت في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب بحر، وسمعت الباهلي يقول "كنت في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر"، وقال لسان الأمة القاضي أبو بكر الباقلاني "أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن". وقال كذلك أي التاج السبكي في طبقات الشافعية (2/245) أثناء ترجمة الأشعري ما نصه: ذكر بيان أن طريقة الشيخ -يعني الأشعري- هي التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها، وتلاه على قولها حيث ذكروا أن المالكية والشافعية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري ومنتسب له وراض بحميد سعيه في دين الله، مثنٍ بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه، وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمه، وتباهي بإظهار جهلها بقدر سعة علمه.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله "اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إمامًا من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الدين على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدع وكان على المعتزلة والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفًا مسلولاً، ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة" وترجمه الحافظ أبو بكر البغداديّ في تاريخ بغداد (11/346-347) بقوله "أبو الحسن الأشعري المتكلّم صاحب الكتب والتصانيف في الردّ على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة". ووصفه المؤرخ ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب (2/303-305) بالإمام العلامة البحر الفهامة المتكلم صاحب المصنفات، ثم قال "ومما بيَّض به وجوه أهل السنة النبوية وسوّد به رايات أهل الاعتزال والجهمية فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل الإيمان والعِرفان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبائيّ التي قصم فيها ظهر كل مبتدع مرائي". وذكره شمس الدين بن خلكان في وفيات الأعيان (3/284-286) ووصفه بقوله "صاحب الأصول، والقائم بنصرة مذهب أهل السنة، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه" انتهى.
وقال أبو بكر بن قاضي شهبة في طبقات الشافعية (1/113) "الشيخ أبو الحسن الأشعريّ البصريّ إمام المتكلمينَ وناصر سنّة سيد المرسلين، والذاب عن الدين". وقال اليافعيّ في مرءاة الجنان (2/298) ما نصه "الشيخ الإمام ناصر السنّة وناصح الأمة، إمام الأئمّة الحقّ ومدحض حجيج المبدعين المارقين، حامل راية منهج الحق ذي النور الساطع والبرهان القاطع" انتهى.
ويقول القرشيّ الحنفي في الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/544-545) "صاحب الأصول الإمام الكبير وإليه تنسب الطائفة الأشعرية" وقد أثنى عليه الأسنوي الشافعي في طبقات الشافعية (1/47) فقال "هو القائم بنصرة أهل السنة القامع للمعتزلة وغيرهم من المبتدعة بلسانه وقلمه، صاحب التصانيف الكثيرة، وشهرته تغني عن الإطالة بذكره". وأجاب قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني الحنفيّ على سؤال ورده ببغداد ونصه "ما قول السادة الأئمة الأجلة في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعريّ وتكفيرهم، ما الذي يجب عليهم؟ فأجاب بقوله "قد ابتدع وارتكب ما لا يجوز، وعلى الناظر في الأمور أعز الله أنصاره الإنكار عليه وتأديبه بما يرتدع به هو وأمثاله عن ارتكاب مثله" انتهى.
وبعده كتب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعليقًا على الجواب المذكور "الأشعريّة أعيان أهل السنّة وأنصار الشريعة انتصبوا للردّ على المبتدعة من القدرية وغيرهم فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنّة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد" انتهى. ووقَّع على هذا الجواب أيضًا بالموافقة الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي تلميذ الشيخ أبي إسحاق.
ويكفي في بيان فضل أبي الحسن الأشعريّ ثناء الحافظ البيهقي عليه وهو محدّث زمانه وشيخ أهل السنة في وقته فقال كلامًا أورده بطوله التاج السبكي في ذكر شرف ءاباء وأجداد أبي الحسن وحسن اعتقاده وفضله وكثرة أصحابه مع ذكر نسبه ثم قال البيهقيّ رحمه الله :"إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يُحدِث في دين الله حدَثًا ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين". وقد وصف الإمام الأشعري الحافظ المتقن أبو عمرو بن الصلاح في طبقاته بقوله "إمام المتكلمين".
صنف الشيخ العلامة ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمرو بن يوسف بن عمر القرطبي رسالة سماها "زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري" ردّ فيها على بعض المبتدعة الذين هجوا الإمام الأشعري ولما وقف عليها الشيخ تقي الدين بن دقيقِ العيد قرَّظَها.
أما مؤلفات الشيخ الأشعري رحمه الله فكثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين مصنفًا وقيل أكثر من ذلك، نذكر بعضًا منها:
1. إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان.
2. تفسير القرءان، وهو كتاب حافل جامع.
3. الرد على ابن الراوندي في الصفات والقرءان.
4. الفصول في الرد على الملحدين والخارجين عن الملة.
5. القامع لكتاب الخالدي في الإرادة.
6. كتاب الاجتهاد في الأحكام.
7. كتاب الأخبار وتصحيحها.
8. كتاب الإدراك في فنون من لطيف الكلام.
9. كتاب الإمامة.
10. التبيين عن أصول الدين.
11. الشرح والتفصيل في الردّ على أهل الإفك والتضليل.
12. العمد في الرؤية.
13. كتاب الموجز.
14. كتاب خلق الأعمال.
15. كتاب الصفات، وهو كبير تكلم فيه على أصناف المعتزلة والجهمية.
16. كتاب الرد على المجسمة.
17. اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع.
18. النقض على الجبائيّ.
19. النقض على البلخي.
20. جمل مقالات الملحدين.
21. كتاب في الصفات وهو أكبر كتبه نقض فيه ءاراء المعتزلة وفنّد أقوالهم وأبان زيغهم وفسادهم.
22. أدب الجدل.
23. الفنون في الرد على الملحدين.
24. النوادر في دقائق الكلام.
25. جواز رؤية الله تعالى بالأبصار.
26. كتاب الإبانة.
وأما ما تزعم المجسمة من أن الإمام الأشعري قرّر في كتابه الإبانة ما يوافق التجسيم وأن الله حالّ في السماء فهو مدفوع بأن النسخ التي يعتمدون عليها في نسبة ذلك إليه مدسوسة عليه ولا يستطيعون أن يظهروا نسخة موثوقًا بها إنما هذه النسخة عَمَل بعض المسجمة، فهل يعقل أن تكون مثل هذه العبارة من كلام أبي الحسن الأشعري وهي: اتفق المسلمون في دعائهم على قول يا ساكن السماء، فهذه فِرية ظاهرة يكفي لكونها كذبًا وافتراء عليه أن هذا لا يعرف عن أحد من الأشاعرة خواصهم وعوامهم بل ولا عن أحد ممن سبق أبا الحسن الأشعري ولا من لحقه من أهل الإسلام في الزمن الماضي والحاضر.
وقد ساق ابن عساكر عددًا وافرًا من مؤلفاته لم نذكرها في هذه المقدمة خشية الإطالة فمن شاء فليراجع، وكذا أورد الكثير منها إسماعيل باشا في كتابه هدية العارفين (1/676-677). وعلى مذهبه في الاعتقاد علماء مئات الملايين من المسلمين في الشرق والغرب تدريسًا وتعليمًا ويشهد بذلك الواقع المشاهَد، ويكفي لبيان حقيّة مذهبه في الاعتقاد كون هؤلاء الحفاظ الذين هم رءوس أهل الحديث الحافظ أبو بكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري، ثم الحافظ العلَم المشهور أبو بكر البيهقي، ثم الحافظ الذي وُصف بأنه أفضل المحدّثين بالشام في زمانه ابن عساكر أشاعرة، كان كل واحد من هؤلاء علَمًا في الحديث في زمانه ثم جاء من هو على هذا المنوال الحافظ الموصوف بأنه أمير المؤمنين في الحديث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المكْنيُّ بأبي الفضل.
فمن حقّق عرف أن الأشاعرة هم فرسان ميادين العلم والحديث، ويكفي أن منهم أبو الحسن الباهلي وأبو إسحاق الإسفرايني والحافظ أبو نعيم الأصبهاني والقاضي عبد الوهاب المالكي والشيخ أبو محمد الجويني وابنه أبو المعالي إمام الحرمين وأبو منصور التميمي البغدادي والحافظ الإسماعيلي والحافظ البيهقي والحافظ الدارقطني والحافظ الخطيب البغدادي والأستاذ أبو القاسم القشيري وابنه أبو نصر والشيخ أبو إسحاق الشيرازي ونصر المقدسي والفراوي وأبو الوفاء بن عقيل الحنبلي وقاضي القضاة الدامغاني الحنفي وأبو الوليد الباجي المالكي والإمام السيد أحمد الرفاعي والحافظ أبو القاسم بن عساكر وابن السّمعاني والحافظ السّلَفي والقاضي عياض والنووي والإمام فخر الدين الرازي والعز بن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب المالكي وابن دقيق العيد والإمام علاء الدين الباجي وقاضي القضاة تقي الدين السبكي والحافظ العلائي والحافظ زين الدين العراقي وابنه الحافظ ولي الدين وخاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني، وخاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي والشيخ زكريا الأنصاري والشيخ بهاء الدين الرواس الصوفي ومفتي مكة أحمد زيني دحلان ومسنِد الهند ولي الله الدهلويّ ومفتي مصر الشيخ محمد عليش المالكي المشهور وشيخ الجامع الأزهر عبد الله الشرقاوي والشيخ المشهور أبو المحاسن القاوقجي نقطة البيكار في أسانيد المتأخرين والشيخ حسين الجسر الطرابلسي صاحب "الرسالة الحميدية"، والشيخ عبد اللطيف فتح الله مفتي بيروت، والشيخ عبد الباسط الفاخوي مفتي بيروت، والشيخ محمد بن درويش الحوت البيروتي وابنه عبد الرحمن نقيب أشراف بيروت، والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، والشيخ أبو محمد الويلتوري المليباري الهندي وقد ألف رسالة سماها "العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية"، والقاضي الجليل ابن فرحون المالكي، والقاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، والحافظ ابن فورك، وأبو حامد الغزالي، وأبو الفتح الشهرستاني، والإمام أبو بكر الشاشي القفال، وأبو علي الدقاق النيسابوري، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، والشيخ محمد بن منصور الهدهدي والشيخ أبو عبد الله محمد السنوسي والشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي والعلامة علوي بن طاهر الحضرمي الحداد صاحب التآليف الكثيرة، والعلامة المتفنن والفقيه المحقق الحبيب بن حسين بن عبد الله بلفقيه، وجميع السادة الحضارمة من ءال علوي، والسقاف، والجنيد، والعيدروس. وشافعي العصر رفاعي الأوان الشيخ الفقيه المحدث الأصولي عبد الله الهرري وغيرهم من أئمة الدين كثير لا يحصيهم إلا الله.
ومنهم الوزير المشهور نظام الملك والسلطان العادل العالم المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين الخير فإنّه أمر أن تذاع أصول العقيدة على حسب عبارات الأشعري على المنابر بعد أذان الفجر وأن تُعلّم المنظومة التي ألفها له ابن هبة الله المكي للأطفال في الكتاتيب. ومنهم الملك الكامل الأيوبي، والسلطان الأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون، بل وكلّ سلاطين المماليك رحمهم الله.
ومنهم السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية الذي جاء فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لتفتحنَّ القسطنطينية فلنعمَ الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" رواه أحمد، وكذا سائر السلاطين العثمانيين الذين ذبوا عن بيضة المسلمين وحموا حِمى الملة قرونًا متتالية رحمهم الله. وليس مرادنا بما ذكرنا إحصاء الأشاعرة، فمن يحصي نجوم السماء أو يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء؟! ولكن ما ذكرناه ينبىء عن المراد كما ينبىء عنوان الكتاب على مضمونه.