SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات قـــصص ومـــواعــظ إبليس اللعين
إبليس اللعين
خلق الله تعالى الإنس والجن ليأمُرهم بعبادته، وأنعم عليهم بإرسال الرُسُل ليبينوا لهم طريق الجنة ليتبعوه وطريق النار ليبتعدوا عنه، وخلق الله تبارك وتعالى الملائكة من نور وهم عباد مكرمون لا يعصون الله تعالى ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فالملائكة كلهم مسلمون أتقياء ليس فيهم كافر ولا فاسق.
وخلق الله عز وجل الجن من مارج من نار وهو لهيب النار الصافي، وهم كالإنس حيث إن فيهم الكافر وفيهم المسلم التقي وفيهم المسلم الفاسق العاصي، وأما أبوهم الأول فهو إبليس اللعين وكان اسمه عزازيل وقد كان في بداية أمره في السماء مسلما مؤمناً يعبد الله تعالى مع الملائكة، لم يكن طاووس الملائكة كما يظن بعض الجهال. وقد شاء الله عز وجل إعمار هذه الأرض التي نحن عليها فخلق ءادم عليه السلام من طين ونفخ الملك فيه بأمر الله تعالى روح ءادم المشرفة المكرمة، وأراد الله سبحانه وتعالى تشريف ءادم عليه السلام فأمر ملائكته المكرمين، وأمر إبليس، أن يسجدوا لآدم عليه السلام سجود تحية، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، ولكن إبليس اللعين تحركت فيه نوازع الشر والكبرياء والحسد فاعترض على الله عز وجل وأبى أن يسجد لآدم عليه السلام سجود تحية كما أمره الله تعالى وقال معترضاً على الله عز وجل {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (سورة ص /ءاية76)
وبهذا الاعتراض استحق إبليس اللعنة والطرد من رحمة الله فكان من الكافرين. لقد بشر الله عز وجل عدوه إبليس اللعين بنار جهنم التي سيدخلها في الآخرة هو ومن اتبعه على الكفر من الجن والإنس، قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (سورة ص/ءاية 84-85)
فلما علم إبليس اللعين أنه مطرود من رحمة الله تعالى في الآخرة وأن الله عز وجل قد بشَّره بنار جهنم، أراد أن يفسد الإنسان حقداً وكراهية وأن يجعله مثله من أهل جهنم، قال الله عزَّ و جلَّ إخبارا عن عدوه إبليس اللعين {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (سورة ص/ءاية 82-83) صار إبليس اللعين في هذه الحياة الدنيا يتربص ببني ءادم ويقف لهم بكل طريق فيه خير لهم، وطاعة وعبادة لله عزَّ و جلَّ ليصدهم عنه، صار هذا العدو اللعين عدوًا للإنسان ظاهر العداوة يزين له أبواب الكفر والضلال ويشجعه على أعمال الشر والمعاصي حتى إذا جاء يوم القيامة تخلى عنه وأعلن أنه بريء، قال الله تعالى {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ} (سورة الحشر/ ءاية 16-17)
إن إبليس اللعين زعيم الكافرين يقود أتباعه الشياطين فينشرهم في نواحي الأرض ليضلوا الناس وينشروا الكفر والضلال والبدع الفاسدة بينهم، وليوقظوا الفتن بين الناس فالشيطان عدو مبين للإنسان، وقد حذر الله تعالى بني ءادم في القرءان الكريم من ألاعيبه ومكره وخداعه ليتيقظوا له ولحيله، يقول الله عز وجلَّ {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (سورة فاطر / ءاية 6)
فلنحذر من فتنة الشيطان اللعين وألاعيبه ومكره وحيله ولنتحصن بسلاح العلم الشرعي والعمل به حتى نحذره فنخالفه ولا نعمل بوساوسه، بل نتبع نبينا الأكرم فيما جاءنا به فنؤدي الواجبات ونجتنب المحرمات وبذلك نكون من المتقين الفائزين يوم القيامة