www.sunnaonline.org

أبو جعفر الباقر

مولده ونسبه

الحاضر الذاكر الخاشع الصابر، من سلالة النبوة وممن جمع حسب الدين والأبوة رفيع النسب عالي الحسب تكلم في العوارض والخطرات وسفح الدموع والعبرات ونهى عن المراء والخصومات. هُوَ السَّيِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الـحـُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيُّ، الفَاطِمِيُّ، الـمَدَنِيُّ، وَلَدُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ.

وُلِدَ: سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فِي حَيَاة عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنهما.وكان عمره يوم قتل جده الحسين، رضي الله عنه، ثلاث سنين.وأُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ: هِيَ زوجة أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وَأُمُّ وَلَدِهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ.وأم أم فروة أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين، ولذلك كان الإمام جعفر الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين.

رَوَى عَنْ جَدَّيْهِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُرْسَلاً.وَعَنْ جَدَّيْهِ: الـحـَسَنِ، وَالـحـُسَيْنِ مُرْسَلاً أَيْضًاوَعَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَعَائِشَةَ مُرْسَلاً. وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، وَسَعِيْدِ بنِ الـمُسَيّبِ، وَأَبِيْهِ؛ زَيْنِ العَابِدِيْنَ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، وَطَائِفَةٍ.وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ مُرْسَلاً أَيْضًا.حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، وَالسُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ، وَالثِّقَةِ وَالرَّزَانَةِ.شُهِرَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالبَاقِرِ، مِنْ: بَقَرَ العِلْمَ، أَيْ: شَقَّهُ، فَعَرَفَ أَصْلَهُ وَخَفِيَّهُ.وَلَقَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِمَامًا مُجْتَهِدًا، تَالِيًا لِكِتَابِ اللهِ، كَبِيْرَ الشَّأْنِ.

حبه للعبادة

عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَقِيْلٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ نَخْتَلِفُ إِلَى جَابِرٍ، نَكْتُبُ عَنْهُ فِي أَلْوَاحٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ كَانَ يُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مائَةً وَخَمْسِيْنَ رَكْعَةً.

ما ورد في مدحه

وَقَدْ عَدَّهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ فِي فُقَهَاءِ التَّابِعِيْنَ بِالـمـَدِيْنَةِ، وَاتَّفَقَ الـحـُفَّاظُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِأَبِي جَعْفَرٍ.قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ يُقَالُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ: بَاقِرُ العِلْمِ، وَأُمُّهُ: هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ.وعَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: أَجْلَسَنِي جَدِّي الـحـُسَيْنُ فِي حِجْرِه، وَقَالَ لِي: رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ.وعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَانِي جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَنَا فِي الكِتَابِ، فَقَالَ لِي: اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ، فَكَشَفْتُ، فَأَلْصَقَ بَطْنَهُ بِبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ أَنْ أُقْرِئَكَ مِنْهُ السَّلاَمَ.

من أقواله

وعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: مَا دَخَلَ قَلْبَ امْرِئٍ مِنَ الكِبْرِ شَيْءٌ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِقْدَارَ ذَلِكَ.وَعَنْهُ، قَالَ: سِلاَحُ اللِّئَامِ، قُبْحُ الكَلاَمِ. حَدَّثَ لَيْثُ بنُ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَذْكُرُ ذُنُوْبَهُ، وَمَا يَقُوْلُ النَّاسُ فِيْهِ، فَبَكَى.وعَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: يَزْعُمُوْنَ أَنِّي الـمَهْدِيُّ، وَإِنِّي إِلَى أَجَلِي أَدْنَى مِنِّي إِلَى مَا يَدْعُوْنَ.

وفي بيان العقيدة الحقة أن العبد له مشيئة تحت مشيئة الله، نقل الإمام أبو حنيفة أن الإمام محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم قال: لا جبر ولا تفويض.اهـ أي لا جبر على العباد فيما يصدر منهم من الأفعال ولا اضطرار لهم فيه كما قال الجبرية، ولا تفويض إليهم فيه ولا إيجاد لهم عن اختيار كما قاله القدرية. وروى الإمام الشافعي والحافظ ابن عساكر عن عبد الله بن جعفر عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال للسائل عن القدر: سر الله فلا تتكلف، فلما ألح عليه قال:أما إذ أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض. اهـ

وصفه

قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ جُبَّةَ خَزٍّ، وَمُطْرَفَ خَزٍّ.قَالَ عُمَرُ بنُ مَوْهَبٍ: رَأَيْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ. وعَنْ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ يُرْسِلُ عِمَامَتَهُ خَلْفَهُ.

حب آل البيت للصحابة الكرام

عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَجْمَعَ بَنُوْ فَاطِمَةَ عَلَى أَنْ يَقُوْلُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحْسَنَ مَا يَكُوْنُ مِنَ القَوْلِ.عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالاَ لِي: يَا سَالِمُ، تَوَلَّـهُمَا، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً.وعَنْ بَسَّامٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَتَوَلاَّهُمَا، وَأَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، وَمَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي إِلاَّ وَهُوَ يَتَوَلاَّهُمَا.وعَنْ عُرْوَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عَنْ حِلْيَةِ السُّيُوْفِ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ، قَدْ حَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ سَيْفَهُ. قُلْتُ: وَتَقُوْلُ الصِّدِّيْقُ؟ فَوَثَبَ وَثْبَةً، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ الصِّدِّيْقُ، نَعَمْ الصِّدِّيْقُ، فَمَنْ لَمْ يَقُلِ الصِّدِّيْقَ، فَلاَ صَدَّقَ اللهُ لَهُ قَوْلاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

وفاته

مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَوَمائَةٍ.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : ســـــير وتــــــراجم
الزيارات : 4418
التاريخ : 14/7/2011