ما هي الحجامة؟ وهل صح عن النبي أنه احتجم، وفي أي وقت تكون أحسن؟
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحتَجِمُ على هَامتِه وبينَ كتِفَيْه ويقول [مَنِ اهْرَاقَ مِنْ هذه الدّمَاءِ فلا يَضُرُّه أنْ لا يَتداوَى بشَىء لشَىء]. رواه أبو داود وابن ماجه. على هامته أي رأسه والمراد بالرأس هنا ما عدا النقرة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحتجِمُ في الأخْدَعَيْن والكَاهِلِ، وكان يحتجِمُ لسَبْعَ عشْرَةَ وتِسْعَ عشْرَةَ وإحْدَى وعِشرِيْنَ. رواه الترمذي والحاكم والطبراني. الأخدعان عِرْقان في مَحلّ الحِجامة منَ العُنق، وهما في جانبي العنق قد خفيا وبطنا والكاهل هو مقدَّم أعْلى الظَّهْر مما يَلِي العنُق وهو الثلُث الأعلى وفيه سِتّ فقَرَات، وقيل ما بين الكتفين، وقيل مَوصِل العُنق ما بين الكتِفين. وقال عليه الصلاة والسلام [إذا اشْتدّ الحرُّ فاستعِيْنُوا بالحِجامة لا يَتبَيَّغِ الدمُ بأحَدِكُم فيَقتُلَه]. رواه الحاكم. قوله [فاستعينوا بالحجامة] أي على دفع أذاه لغلبة الدم حينئذ، قوله [لا يتبيغ] أي لئلا يَهِيْج.
وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحتجِمُ في رأسِه ويسَمّيْها أمَّ مُغِيْث. رواه الخطيب البغدادي. وقال عليه الصلاة والسلام [احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو إحدى وعشرين، لا يتبيغْ بكم الدمُ فيقتلَكم]. رواه البزار وأبو نعيم.
الحجامة ركن من أركان الشفاء، وقال الإمام أحمد تكره الحجامة السبت والأربعاء. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [منِ احتَجم يومَ الأربعاءِ أو يوم السّبتِ وأصابَه برَص فلا يلوْمَنّ إلا نفسَه]. وعن أبي عمر محمد بن جعفر بن مطر النيسابوريّ قال قلتُ يومًا إن هذا الحديث ليس بصحيح فافتصَدت يوم الأربعاء فأصابني البَرص فرأيت رسول الله في النوم وشكوت إليه حالي فقال إياك والاستهانة بحديثي فقلت تبتُ يا رسول الله. فانتبهت وقد عافاني الله وذهب ذلك عني .
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي عليّ مهران بن هَرْوٍ الحافظ الهازِجيّ قال سمعت أبا مَعين الحسين بن الحسن الطبريَ يقول أردت الحجامة يوم السبت فقلت للغلام ادع الحجام فلمّا ولّى الغلام ذكرت خبر النبي [من احتجم يوم السبت ويومَ الأربعاء فأصابه وضَحٌ فلا يلومنّ إلا نفسه] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك وعبدالرزاق في مصنفه. قال فدعوت الغلام ثمّ تفكّرت فقلت هذا الحديث في إسناده بعضُ الضّعْف فقلت للغلام ادع الحجام لي فدعاه فاحتجمت فأصابني البرَص، فرأيت رسول الله في النوم فشكوت إليه حالي فقال إياك والاستهانة بالحديث، فنذرت لله لإنْ أذهَب اللهُ ما بي من البرص لن أتهاون في خبر النبي صحيحا كان أو سقيما فأذهب الله عني ذلك البرص.
الرسول احتجم في رأسه وفي يديه وبين كتفيه. من احتجم فليحتجم يوم الخميس أو يوم الأحد وكذلك يوم الاثنين ويوم الثلاثاء فإنه يوم دفع الله فيه عن أيوب البلاء وضرّه به يوم الأربعاء، ويتجنب الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت، والحجامة على الريق أمثل، وهذا للحجامة والفصد.
الوَضَح برصٌ
الفصد شقّ العِرق
الحجامة من الحَجْم الذي هو البَدَاء أي الظّهور لأن اللحم ينتبِر أي يرتفع.