ما هو الجلباب وما حكمه بالنسبة للنساء؟
روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟ قال "إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها". والخمار بإجماع أهل اللغة ما تغطي به المرأة رأسها، والدرع قميص المرأة، فمعنى الحديث أنه يصح للمرأة أن تصلي في درع وخمار بشرط أن يكون هذا الدرع يغطي ظهور قدميها، ومن هنا يعلم أن الجلباب ليس فرضاً على النساء لأن الجلباب هو الثوب الذي تلبسه المرأة فوق ثيابها فوق الخمار وفوق الدرع من رأسها إلى رجلها، وهذا هو القول الصحيح في معنى الجلباب قال ذلك السيوطي والنووي والقرطبي وغيرهم، وهو الذي يسمى عند العرب الملاءة وبعرف أهل فارس الشادور وتسميها العامة اليوم الملاية وهو زيادة في التستر وهذا شئ حسن مرغوب فيه.
قال ابن قدامة الحنبلي في المغني ج 1/638 "فصل : والمستحب أن تصلي المرأة في درع - قال الدرع يشبه القميص لكنه سابغ يغطي قدميها - وخمار يغطي رأسها وعنقها وجلباب تلتحف به من فوق الدرع روي ذلك عن عمر وابنه وعائشة وعبيدة السلماني وعطاء وهو قول الشافعي قال قد اتفق عامتهم على الدرع وما زاد فهو خير وأستر ولأنه إذا كان عليها جلباب فإنها تجافيه راكعة وساجدة لئلا تصفها ثيابها فتبين عجيزتها ومواضع عوراتها فصل : ويجزئها من اللباس ما سترها الستر الواجب على ما بينا بـ حديث أم سلمة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟ قال : إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها. وقد روي عن ميمونة وأم سلمة أنهما كانتا تصليان في درع وخمار ليس عليهما إزار رواه مالك في الموطأ وقال أحمد قد اتفق عامتهم على الدرع والخمار ولأنها سترت ما يجب عليها ستره فأجزأتها صلاتها كالرجل" إنتهى
وقال الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي في غاية المنتهى ج1/ 98 "وَسُنَّ صَلاةُ حُرَّةٍ فِي دِرْعٍ، وَهُوَ : الْقَمِيصُ، وَخِمَارٍ، وَهُوَ : غِطَاءُ رَأْسِهَا وَمِلْحَفَةٍ وَهِيَ : الْجِلْبَابُ"