الحديث: ما أنا من دد ولا الدد مني
الدَّدُ اللّهْوُ واللّعِبُ، وقولُه [ولا الدَّدُ مِنّي] معناه ليسَ مِنْ خِصَالي. وفي روايةٍ للبيهقي منْ حَدِيثِ أنَسِ بنِ مالكٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لَسْتُ مِنْ دَدٍ ولا الدّدُ منّي]، قال عليّ بنُ المديني سألت أبا عُبيدة صاحب العربية عن هذا فقال يقولُ لستُ مِنَ البَاطِلِ ولا الباطِلُ مِنّي قال البيهقيُ وقال أبو عُبيد القاسِمُ بنُ سَلام الدّدُ هو اللّعبُ واللّهْوُ. ورواه الطّبراني والبخاريّ في الأدبِ المفرد، وروى النَّسَفِيّ في تفسيرهِ عن نبيّ اللهِ يَحْيى أنّه لمّا دَعاهُ بعضُ الصِّبيانِ للّعِبِ مَعهُم قالَ لهم ما للّعِبِ خُلِقْنَا.
وانظرُوا كلامَ ابنِ الجوزيّ رحمه اللهُ ورضيَ عنه حيث قال فإنّي أذْكُر نفسِي وليَ همّة عَاليةٌ وأنا في المكتبِ ابنُ سِتِّ سِنين وأنا قَرينُ الصِّبيان الكِبار قَد رُزِقْتُ عَقْلا وافِرًا في الصِّغَر يزِيدُ على عقلِ الشُّيوخ فما أَذكُرُ أنّي لعِبْتُ في طريقٍ معَ الصِّبيان قطُّ.
فهذا يدل على أنّ كَثْرةَ اللّهْوِ واللّعِبِ منَ الأمُورِ التي لا خَيرَ فيها وأنّ الممْدُوحَ في شَرع اللهِ هوَ الاشتغالُ بطَاعةِ اللهِ بدَلَ اللّهْوِ واللّعِب. وأنّ مما يجِبُ النّهي عنه قولُ بَعضِهِم إذَا رَأَوْا طِفْلا قَليلَ الحرَكةِ لا يُكثِرُ مِنَ اللّعِبِ معَ الأولادِ (هذَا الولَدُ أهْبَل أو أجْدَب) لأنّه لا يلعَبُ كَثِيرا كغَيرِه منَ الأطفالِ.