هل يثاب المبتدع في العقيدة على أعماله ؟
روى ابن ماجه وابن أبي عاصم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته]. فنفي قبول العمل بمعنى إبطاله ورده إن كانت البدعة مكفرة له، كمنكر علم الله بالجزئيات وزاعم التجسيم في حق الله أو الجهة أو المكان أو الاتصال بالعالم أو الانفصال عنه، وبمعنى نفي الثواب إن كانت البدعة لا تكفره، مثل ما قال الفقهاء من كان ملبوسه حراما وصلى فيه لم تقبل صلاته أي لم يثب عليها مع كونها مجزئة.
ففي فيض القدير، شرح الجامع الصغير، للمناوي، الجـزء الأول - حرف الهمزة [(أبى اللّه أن يقبل عمل صاحب بدعة) بكسر الموحدة التحتية وسكون الدال أي مذمومة قبيحة وهي الأهواء والضلالة كما يأتي بمعنى أنه لا يثيبه على ما عمله ما دام متلبسًا بها (حتى) أي إلى أن (يدع) أي يترك (بدعته) بأن يتوب منها ويرجع إلى اعتقاد ما عليه أهل الحق]. وفي السيرة الحلبية [وقد جاء في الحديث «أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته» أي لا يثيبه على عمله ما دام متلبسًا بتلك البدعة]. اهـ