www.sunnaonline.org

ما هي رتبة سيدنا أبي بكر الصديق؟

من تأمل بإنصاف ظهر له إجماع المهاجرين والأنصار من الصحابة على تقديم أبي بكر رضي الله عنه، وظهر برهان قوله عليه الصلاة والسلام [مروا أبا بكر يصل بالنَّاس]، وقوله [يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر] وتقديمه صلى الله عليه وسلم له أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام، وتقديمه له دليل على أنه أفضل الصحابة، لما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال [يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنَّاً، فإن كانوا في السِّن سواء فأقدمهم مسلماً]. لذا اتفق علماء أهل السنة والجماعة على أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أفضل الصحابة. وقد قال رسول الله [إنه ليس من النَّاس أحد أمنّ عليَّ بنفسه وماله من أبي بكر] رواه البخاري.

وقد كان النبىّ عليه الصلاة والسلام يحبُه محبةً عظيمة. أخرجَ البخارىُّ عن أبى الدرداءَ رضى الله عنه أنه جرت يوماً خصومةٌ بين أبى بكرٍ وواحدٍ من الصحابةِ، فلما عَرَفَ النبىُّ عليه الصلاة والسلام بذلك خَطَبَ الناس قال
[هل أنتم تاركو لِى صاحبى]. يعنِى بذلك أبا بكرٍ رضى الله عنه يعنى لا تؤذُوه، ما تَتْرُكونَ إِذاء صاحبِى؟‍‍‍‍‍‍!!. خَصَهُ من بينهِم كُلِهِم باسمِ صاحبِى. قالَها مرتينِ. ثم قال عليه الصلاة والسلام [إنِى قُلتُ أيُها الناسُ إنِى رسولُ الله إليكم جميعاً فقلتُم كَذَبْتَ وقال أبو بكرٍ صَدَقْتَ].

وقد صحِبَ رضى الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من حين أسلم إلى أن توفِى. لم يفارِقْهُ فى سفرٍ ولا فى حضر، إلا فيما أذِن له رسولُ الله صلى اله عليه وسلم بالخروجِ فيه لحجٍ أو لغزوٍ. وشًهٍدَ مع الرسولِ عليه الصلاةُ والسلام مَشَاهِدَهُ كلَها كلَ الغَزَوَات التى غزاها رسولُ الله ِبنفسِهِ أبو بكر شهِدَهَا معَهُ. وهو الذى مدَحَهُ اللهُ تعالى فى القرءان هو رفيقُ الرسول صلى الله عليه وسلم المذكورُ فى قولِ اللهِ تعالى {ثانِىَ اثنينِ إذ هُما فى الغارِ إذْ يقولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} سورة التوبة/ 140. أجمعتِ ألأمةُ على أنَّ الصاحبَ هُنَا هو أبو بكر رضى الله عنه.


وهو أحدُ من جمعَ القرءانَ فى زمنِ الرسولِ، هو أحدُ من حَفِظَ القرءانَ كلَّهُ فى زمن الرسول عليه الصلاة والسلام. وهو خيرُ الصحابةِ وأفضلُهُم، كما أجمعَ على ذلك أهلُ السنة. قال أبو منصور البغدادىّ: أجمعَ أهلُ السنةِ أن أفضلَ الصحابةِ أبا بكرٍ، ثم عمر، ثم عثمانُ، ثم علىّ، ثم باقى العشرة، ثم أهلُ بدر، ثم أهلُ أُحد، ثم أهلُ البيعة. - بَيعة الرضوان كانت تحت الشجرة- ثم من يَلِيهم من الصحابة.


وروى البخارىّ عن محمدِ بنِ علىّ بنِ أبى طالب رضِى الله عنه واسمُه محمدُ بنُ الحنفية هو مشهور بـمحمد بنِ الحنفية هو ولدُ سيدِنا علىّ ابنُهُ من غيرِ السيدة فاطمة. قال: قلتُ لأَبِى -أى لعلىّ- مَن أفضلُ هذه الأمة بعد نَبِيّهَا فقال: أبو بكر، قال: قلت ثم من؟ قال عمر، قال: فخشِيْتُ أن أقول له ثم من فيقول عثمان فقلت له ثم أنت فقال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين.

وأخرَجَ ابنُ جرير أنَ أبا بكرٍ كان يُعْتِقُ أُنَاساً من أرِقَاءِ المسلمين الضعفاء يشتريهم من مالكيهم الكفار ثم يعتقهم فى سبيل الله تعالى. إذا أسلمت المرأة العجوز الأمة المملوكة أو النساء أو العُجَّز أو نحو ذلك من ضِعاف العبيد كان يشتريهم أبو بكرٍ ثم يعتقهم للهِ. فقال له أبوه: يا بُنَىَّ إنى أراكَ تعتق أناساً ضعافاً هؤلاء الذين أنت تعتقُهُم ضعاف لو أنك اشتريتَ أناساً أقوياء فاعتقتهم فإذا احتجت إليهم يعرفونَ هذا الجميل لك يدفعون عنك يُعينونك وقتَ الشدة. فقال أبو بكر: يا أبتى إنما أنا أريدُ ما عند الله. فنَزَلَ فيه قولَ اللهِ تعالى {فأما مَنْ أَعْطَى واتقَى} إلى ءاخرها.سورة الليل /5 .


وقد مدحَ الصحابَةُ والتابعونَ ومَنْ جاءَ بعدَهُم أبا بكرٍ مدحاً بليغاً. حتى قال علىٌّ رضى الله عنه: والذى نفسى بيده ما استبقنا إلى خيرٍ قط إلا سبقنا أبا بكر. ويُروَى عن علىٍّ زين العابدين أنه سُئِلَ عن منـزلةِ أبى بكرٍ وعمر من رسولِ اللهِ فى حياتِهِ فقال: كمنـزِلتِهِمَا منْهُ بعدَ موتِهِ. يعنى قال للسائل انظر أين هما مدفونان بقرب الرسول؟ هكذا كانا فى حياتِهِ صلى اله عليه وسلم.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : ســـؤال و جــواب
الزيارات : 2851
التاريخ : 31/3/2011