www.sunnaonline.org

من هم مشايخ الإمام أبي الحسن الأشعري ولماذا لقب بإمام أهل السنة ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الطاهر الأمين، وبعد

الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه كان حافظا للحديث وله الكثير من المشايخ من أهل السنة، لكنه كما قال بعضهم كان على الاعتزال وفي قلبه شىءٌ من مذهبهم كما قال هو [معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه وانخلعت من جميع ما كنت اعتقده كما انخلعت من ثوبي هذا، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس] رواه الإمام الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري. وهذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء جده الصحابي أبو موسى الأشعري فذكر عليه الصلاة والسلام قولَ الله تعالى {فسوف يأتي اللهُ بقومٍ يحبُّهم ويحبُّونه} ثم قال عليه الصلاة والسلام [هم قومُ هذا] وأشار إلى أبي موسى الأشعري. رواه الإمام الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم كذلك، وابن سعد في طبقاته والطبراني في معجمه الكبير وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجالُه رجالُ الصحيح.

وكان الإمام رضي الله عنه من شدة فقهه وسعة علمه وعقله لا يجد جوابا شافيا من أستاذِيه فكان ذلك يحيره، لأن الله تعالى أكمل لنا هذا الدين، فروى الإمام ابن عساكر عن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الواعظ رحمه الله يقول سمعت أحمد بن الحسين المتكلم قال سمعت بعض أصحابنا يقول إن الشيخ أبا الحسن رحمه الله لما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ غايةً، كان يورد الأسئلة على أستاذيه في الدرس ولا يجد فيها جوابا شافيا فتحير في ذلك، فحكى عنه انه قال وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك بسنتي فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهري.

قال الإمام البيهقي رضي الله عنه [وفضائل الشيخ أبي الحسن الأشعري ومناقبه أكثر من أن يمكن ذكرها ... ثم قال: إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رحمه الله فلم يحدث في دين الله حدثا ولم يأت فيه ببدعة بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول خلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء فكان في بيانه تقوية ما لم يدل عليه من أهل السنة والجماعة ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة والأوزاعي وغيره من أهل الشام ومالك والشافعي من أهل الحرمين ومن نحا نحوهما من الحجاز وغيرها من سائر البلاد وكأحمد ابن حنبل وغيره من أهل الحديث والليث بن سعد وغيره وأبي عبد الله محمد بن اسمعيل البخاري وأبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين وذلك دأب من تصدى من الأئمة في هذه الأمة وصار رأسا في العلم من أهل السنة في قديم الدهر وحديثه وبذلك وعد سيدنا المصطفى صلى الله عليه و سلم أمته فيما روي عنه أبو هريرة رضي الله عنه إنه قال: (يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها]. انتهى من تبيين كذب المفتري، وهذا يدلك باختصار على سعة علمه وتبحره، فإن كان أحد حفاظ الدنيا الإمام البيهقي من أتباعه فكيف بالإمام الأشعري رضي الله عنه.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : ســـؤال و جــواب
الزيارات : 5788
التاريخ : 31/3/2011