لماذا صار يضرب المثل بالحلم في قيس بن عاصم ؟
قَيْسُ بنُ عَاصِمٍ رضيَ اللهُ عَنه قَتَلَ ابنُ أخِيْه ابنَه فَأُتِيَ بالقَاتِلِ مَكْتُوفًا إليهِ، فقَالَ فُكُّوا عَنهُ وقالَ للغُلامِ الشّابِّ عَصَيْتَ ربَّكَ وقَطَعْتَ رَحِمَكَ، ثمّ أعْطَى أمَّ المقتُولِ لأنَّها غَرِيْبةٌ مِائةً مِنَ الإبلِ، فصَارَ يُضْرَبُ بهِ المثَلُ بالحِلْمِ والصَّبْرِ ،النّاسُ صَارُوا يتَعَلَّمُونَ مِنهُ الحِلْمَ، فَلمّا ماتَ رَثاهُ بَعضُهم :
عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ قَيْسَ بنَ عَاصِم ... وَرحمتُهُ مَا شَاءَ أنْ يتَرَحَّمَا
ومَا كانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ واحِدٍ ... ولِكَنّهُ بُنْيَانُ قَومٍ تهَدَّمَا
يعني ليسَ مَوتُه كمَوتِ واحدٍ وإنّما كبُنيانٍ تهَدَّما.
العفْوُ عن القاتلِ أفضَلُ مِنْ أَخْذِ الدِّيةِ.