الآية: كلا لا تطعه وأسجد واقترب
الآية المعنى بها أبوجهل فلا تطعه واسجد يا محمد واقترب ليس معناه القرب المسافي بل المقصود تقرب الى الله عز وجل بالطاعة والعبادة. قال الإمام أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر [وليس قرب الله تعالى ولا بعده من طريق طول المسافة وقصرها ولكن على معنى الكرامة والهوان، فالمطيع قريب من الله والعاصى بعيد من الله بلا كيف، والقرب والبعد والإقبال يقع على المناجي وكذلك جواره في الجنة والوقوف بين يديه بلا كيف] إنتهى كلام أبي حنيفة، وقال الإمام أبو سليمان الخطابي فيما نقله الحافظ البيهقي في كتاب الأسماء والصفات [إن الذي علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة فإن الصورة تقتضي الكيفية والكيفية منفية عن الله وعن صفاته] وهذا يدل على أن علماء السلف كانوا يحرصون على التأكيد في تفاسيرهم على تنزيه الله تعالى عن كل صفات المخلوقات عملاً بالآية القرآنية {ليس كمثله شىء}.