www.sunnaonline.org

الحديث: اللهم إني اسألك بحق السائلين عليك

الحمد لله وصلى الله على سيّدنا محمد مصطفاه وبعد، فهذا رد على من ضعّف حديث اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك.

روى الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة بطرقٍ عن فضيل بن مرزوق عن عطية بن سعيد العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من قال حين يخرج إلى الصلاة: اللهم إني أسألك بحق السّائلين عليك وبحق ممشاي، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة، خرجتُ اتّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكـَّـلَ الله به سبعين ألف ملكٍ يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته].

هذا حديث حسن حسَّنه
:

- أمير المؤمنين في الحديث شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني رضي الله تعالى عنه في كتاب نتائج الأفكار ج1 ص 272
- الحافظ الكبير العراقي في المغني عن حمل الأسفار 1/289
- الحافظ الكبير الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ص 471/472
- الحافظ الكبير أبو الحسن المقدسي كما في الترغيب والترهيب 2/273
- الحافظ الكبير جلال الدين السيوطي في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص9 وهو كتاب لطيف، وغزير الفائدة كمؤلفه رضي الله عنه.

أما تمسكهم بتدليس عطية فمردود لأن عطية ثبت أنه سمعه من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال شيخ الاسلام ابن حجر في نتائج الأفكار: وقد رويناه في كتاب الصلاة لأبي نعيم وقال في روايته عن فضيل بن مرزوق عن عطية قال "حدثني" أبو سعيد فذكره. انتهى كلام ابن حجر فلا تدليس إذن وبما أنه صدوق في نفسه فتحسين الحفاظ له صواب في محله، ولهذا أكررها أن من اطلع على إسناد يكون واهما إذا اقتصر عليه لعدم علمه بورود الحديث بإسناد ءاخر وهذه هي وظيفة الحافظ التي لا يجوز لمن كان دونها أن يصحح ويضعف كما هو حال هذه الشرذمة.


أما دعوى ابن تيمية الإجماع على ضعف عطية العوفي فكالعادة دعوى مكذوبة تبطل بتوثيق الإمام الكبير ابن معين وابن سعد له وحسن له الترمذي أحاديث وروى له أبو داود عدة أحاديث وسكت عنها.

وقد حسن له الحافظ السيوطي حديث [إن الغضب من الشيطان]. في الجامع الصغير قال: رواه أحمد عن عطية العوفي: حسن. وقد يضعف له رواية أخرى لأمر ءاخر وهذه وظيفة الحافظ. وابن خزيمة وهو معروف بتوقفه لأدنى شبهة قال في مصباح الزجاجة ج: 1 ص: 98 رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده. فأين هو الإجماع المكذوب الذي ادعاه ابن تيمية وليت الذين يقدسونه يرون هذه الدعوى المكذوبة.


أما التمسك بكلام ابن حجر فمردود، فإن ابن حجر هو الذي وصفه بأنه صدوق يخطئ كثيرا وقد عرف في هذه الرواية أنه لم يخطئ، فهذا التغافل عن كلام سيدنا ابن حجر لا يجدي نفعا وهو تلاعب مكشوف. أما دندنتهم حول تحسين الترمذي فإن الاستدلال بتحسين الترمذي ليس مردودا مطلقا بل الحفاظ يعرفون متى يكون مقبولا ومتى يكون مردودا وتحسينه هنا ليس احتجاجا به وحده بل وافقه جمع من الحفاظ المتبحرين وكذلك تحسين السيوطي, فهؤلاء ذكرتهم في معرض البيان أن الحافظ قد يحسن الحديث لعلة ويضعفه لعلة فليفهم هذا القول جيدا. وصنيع الحفاظ يقضي بأن الحديث حسن وههنا بعض النقول لإظهار المسألة وأن الحفاظ ليس لأحد أن يعترض عليهم ممن دونهم مثل الألباني أو العثيمين وذنبهم عبد الرحمن دمشقية المفتون الفاتن، وإليك طالبَ الحق مزيد تفصيل: وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: عبد الملك بن زيد هذا قال فيه النسائي لا بأس به ووثقه ابن حبان، فالحديث حسن. انتهى

قال المنذري: فيه عبد الملك بن زيد: ضعيف، وقال النسائي: لا بأس به ووثقه ابن حبان فالحديث: حسن.  كذا في عون المعبود. وقال الحافظ الهيثمي في المجمع: وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء] فقلت: يا رسول الله ما هو؟ قال [نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم] رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيئ الحفظ قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه،وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل. قلت: فالحديث حسن والله أعلم

وفي فيض القدير للمناوي للاستئناس: وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه عبد الله بن محمد بن عقيل سيء الحفظ وإن كان صدوقاً فالحديث حسن. انتهى. وفي نصب الراية للاستئناس أيضا: وفيه عاصم، والحارث. فعاصم وثقه ابن المديني، وابن معين، والنسائي. وتكلم فيه ابن حبان، وابن عدي، فالحديث حسن.  وفيه أيضا: وأسامة بن زيد الليثي قال في "التنقيح": روى له مسلم متابعة، فيما أرى، ووثقه ابن معين في رواية، انتهى. فالحديث حسن. وقال عنه الحفاظ في التقريب: صدوق يهم.

وأخيرا قول الحافظ نور الدين الهيثمي أيضا: وفي إسناد أحمد والبزار عبد الله بن عمر العمري وثقه ابن معين وأبو أحمد بن عدي وضعفه غيرهما من غير نسبة إلى كذب وقال أبو يعلى: عن رجل عن سعيد المقبري قال: فإن كان هو العمري فالحديث حسن والله أعلم

فمن حكم على الحديث بالـحُسن كما هو حال الحفاظ فصنيعه في محله ومن اعترض فليبلغ مرتبتهم. التحسين واضح من الحفاظ وليلزم أولئك المتطاولون حدهم وليعرف المسلمون أنهم ليسوا حفاظا ولا شموا غبار نعل حافظ، وفيما يلي أوضح بيان من كلام شيخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث خاتمة الحفاظ ومرجع الأنام في الحديث - كما قال ملا علي القاري في شرح شرح النخبة - ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر شرح نخبة الفكر ص 64: لأهل     العلم بالحديث مَلَكة قوية يميزون بها ذلك، وإنما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما وذهنه ثاقبا وفهمه قويا ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك قوية. انتهى كلام شيخ الإسلام

والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين





رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : القـــرءان والحــديـث
الزيارات : 9348
التاريخ : 27/2/2011