www.sunnaonline.org

الحديث: الدين النصيحة

بسم الله الرّحمَن الرّحيم

الحمد لله الذي تنزه عن الكيف والزمان، الذي لا يحويه جهة ولا يحده مكان

عن أبي رقـيَّـة تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال [الدّين النصيحة، الدّين النصيحة، الدّين النصيحة]، قلنا لمن؟، قال صلى الله عليه وسلم [لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم] رواه مسلم في صحيحه.


قال الحافظ ابن رجب (795 هـ) في العلوم والحكم [يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع]. اهـ. ومعنى النصيحة لله سبحانه وتعالى صحة الاعتقاد في أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا شبيه له ولا وزير له، وأنه تعالى لا يحتاج إلى شيء بل هو الخالق وما سواه مخلوق، فالله تعالى كان قبل الزمان وقبل المكان وهو خالقهما وخالق ما سواهما لقوله عز وجل {قل الله خالقُ كلّ شيء}، وهو لا يحتاج إليهما ولا إلى ما سواهما، بل مهما تصوّرت ببالك فهو هالك، والله بخلاف ذلك.

فالله عز وجل منزّه عن مشابهة المخلوقات إذ لو أشبهَهَا لجاز عليه ما يجوز عليها من التغيّـر والفناء وهذا لا يجوز لأن الخالق دائم لا يَـفنى ولا يَـبيد ولا يكون إلا ما يريد.
والنصيحة لكتابه أي القرآن الكريم الإيمان به والعمل بما فيه، وأنه كلام الله تعالى ليس من تأليف جبريل ولا رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وتلاوته حق التلاوة من غير تحريف ولا تصحيف، بالأدب والخشوع، وتجنب تفسير القرآن من غير علم، ذلك أن تفسير القرآن من غير علم من كبائر الذنوب.
والنصيحة لرسوله التصديق بنبوته صلّى الله عليه وسلّم واعتقاد صدقه في كل ما أخبر به، ومن ذلك أن كل الأنبياء مسلمون من أولهم آدم عليه الصّلاة والسّلام إلى آخرهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأنه لا نبيّ بعده صلّى الله عليه وسلّم، فلا يجوز تصديق القاديانية في دعواهم أن ملا أحمد القادياني الذي ظهر في الباكستان في القرن المنصرم نبيّ في ظل نبوة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فهذا عكس القرآن والحديث، نعوذ بالله من ذلك.

وأما النصيحة لأئمة المسلمين فإعانتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى {أدعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسَنة} (سورة النحل آية 125).
وأما النصيحة لعامة المسلمين فبإرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم على ما يوافق الشرع الشريف، وسدّ خللهم وجبر كسرهم وقضاء حاجة المحتاج منهم وسَـتر عوراتهم ومجانبة الغش والحسد لهم، وأن يحبّ لهم ما يحب لنفسه ولو في أمر من أمور الدنيا فهذا من كمال الإيمان.

نسأل الله أن يكرمنا بهذه الأخلاق السَّنية، آمين.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : القـــرءان والحــديـث
الزيارات : 3539
التاريخ : 26/2/2011