صُهَيْبُ بنُ سِنَانٍ، أَبُو يَحْيَى وَيُعْرَفُ بِالرُّوْمِيِّ؛ لأَنَّهُ أَقَامَ فِي الرُّوْمِ مُدَّةً. وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَزِيْرَةِ، سُبِيَ مِنْ قَرْيَةِ نِيْنَوَى، حيث ذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم، وأسر الروم أعدادًا كثيرة، وسبَوا «صهيب بن سنان» وأصبح مع تجار الرقيق، وانتهى إلى مكة المكرمة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن أمضى طفولته كلّها وصدرًا من شبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم. وأعجب سيد «صهيب» بذكائه ونشاطه، فأعتقه وحرره وهيأ له فرصة الاتجار معه. وَكَانَ رَجُلاً أَحْمَرَ، شَدِيْدَ الحُمْرَةِ، لَيْسَ بِالطَّوِيْلِ. كَانَ مَوْصُوْفاً بِالكَرَمِ وَالسَّمَاحَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أُمُّهُ: سَلْمَى بِنْتُ قُعَيْدٍ. وعَنْ حَمْزَةَ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبَا يَحْيَى.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَ صُهَيْبٌ بِالمَدِيْنَةِ، فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ، عَنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً. رحل سيدنا صهيب رضي الله عنه من دنيا غرارة خائنة إلى دار البقاء، راضيًا مرضيًا بعد حياة ملؤها التقوى والورع والإنفاق في سبيل الله، وإطعام الطعام وفعل الخيرات وترك المنكرات، ليحيا في جنة عرضها السمـٰوات والأرض أعدَّت لعباد الله المؤمنين بإذن الله رب العالمين.