الحديث: كل مولود يولد على الفطرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم [كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجسانه] رواه البخاري وغيره
فمعنى يولد على الفطرة أي يكون مستعدًا متهيئًا لقبول دين الإسلام، على الفطرة أي على فطرة الإسلام لأنهم يولدون على مقتضى اعترافهم وتوحيدهم الذي حصل يوم أخرجت الأرواح من ظهر ءادم بنعمان الأراك فإنهم سئلوا ألست بربكم قالوا: بلى لا إله لنا غيرك، اعترفوا كلهم بألوهية الله. ثم لما خرج هذا الولد من بطن أمه نسي هذا ويبقى ناسيًا إلى أن يسمع من أبويه أو من غيرهما الإسلام فيعود إلى ما كان عليه أو يسمع من أبويه أو من غيرهما الكفر فيعتقده فيكون الآن كفر بالفعل. هذا معنى الحديث وليس معناه أن كل مولود يعرف أول ما خرج من بطن أنه الإسلام تفصيلاً فإنه أول ما يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئًا وهو صريح الآية {واللهُ أخرجكُم من بطون أمَّهاتكم لا تعلمون شيئًا} [سورة النحل].