SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات الطهــارة والصـــلاة قضاء الفوائت من الصلوات
قضاء الفوائت من الصلوات
الصلاة المكتوبة إما أن يفوّتها الشخص (أي ينتهي وقتها ولم يصلها) بعذر أو بغير عذر:
1- فالعذر كالسفر أو النوم أو النسيان وغير ذلك
2- أما ما لا يُعدُّ عذراً فكالتشاغل عنها بأمور دنيوية كالعمل أو التهاون بها أو مشاهدة التلفاز أو كشخص يترك الصلاة لسنوات،
وفي كلتا الحالتين أي سواء كان تفويته للصلاة بعذر أو بغير عذر يجب عليه قضاء تلك الصلوات ولا يجوز ترك قضائها إلا أنه في حال العذر لا يجب قضاء الصلاة على الفور بل يجوز له أن يؤخرها صلاتين أو ثلاث وأما في حال عدم العذر فيجب عليه القضاء الفوري أي عليه أن يباشر بالقضاء فوراً، وقد زعم بعض من لا أهلية له لفهم كلام العلماء أنه يجوز ترك قضاء الصلوات الفائتة بغير عذر والإستيعاض عن قضائها بالإكثار من صلوات النفل وفعل الخيرات كالصدقة ونحوها، وهذا كلام جهل من قائله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول [من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ما ذكرها ليس لها كفارة إلا ذلك] فإذا كان النبي أخبر بعدم الإستيعاض عن الصلاة الفائتة بعذر - النوم والنسيان - بشىء من الصدقات أو النوافل ( التطوع ) حيث قال [لا كفارة لها إلا ذلك] أي إلا قضاءها ، فكيف بصلاة تركها الإنسان متعمداً أيقوم بدلها صلاة النافلة !!!!!!!
فانتبهوا رحمكم الله لأن بعض الناس في هذا الزمن يفتون السائلين بغير علم ولا هدى ولا سلطان مبين فيغشون الناس بفتاويهم ويزينون لهم الباطل كدعوتهم الناس لعدم قضاء الصلوات المتروكة بغير عذر ، فيقولون لمن يسألهم ممن تركوا الصلاة بغير عذر لسنوات "أنتم الآن لا يجب عليكم القضاء بل عليكم أن تكثروا من الصلوات السنن كصلوات قيام الليل والتراويح والضحى والرواتب".
بل ذكر علماء أئمة المذاهب الإسلامية أنه من أراد التوبة من ذنب "ترك الصلاة بغير عذر" فعليه أن يبادر بقضاء تلك الصلوات فوراً وإن لم يفعل فإن معصية ترك الصلاة تبقى عليه ولو هو فعل مائة ألف ركعة من السنن كالتراويح، المعصية لا تمحى إلا بالتوبة والتوبة لها شروط ومنها قضاء حق الله وهو في هذه الحالة قضاء الصلاة . وقد ذكر كثير من العلماء وجوب قضاء الصلاة الفائتة قبل الحاضرة إن كان الوقت يسع الفائتة والحاضرة وذكروا أن من عكس فصلى الفائتة بعد أن صلى الأداء فقد فاته كثير من ثواب الحاضرة.
وهنا سؤال قد يسأله البعض: وهو أنّ من عليه قضاء صلوات ثلاثين سنة مثلاً ثم بدأ بالقضاء ولكن توفاه الله قبل قضائها كلها فهل يُسأل عنها في الآخرة؟
فالجواب: هذا يُرجى له أن يسامحه الله لأنه بادر بالتوبة والقضاء، أما من اشتغل بالسنن ولكنه ترك القضاء فهذا ذنبه كبير كبير لأنه ترك ما فرض الله عليه والله سيسألنا يوم القيامة عن الفرائض، ومن تلك الفرائض التي سنُسأل عنها أداء الصلوات الخمسة وقضائها إن كنّا تركنا شيئاً منها، وقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول شىء يُسأل عنه العبد يوم القيامة من أمور العبادات هو الصلوات الخمسة: هل أداها في وقتها، وإن لم يؤدها في وقتها فهل قضاها ؟
فمن كان ترك صلاة بغير عذر فليبادر للتوبة إلى الله وقضاء تلك الصلاة قبل أن يفاجئه ملك الموت فيقول العبد حين لا ينفع الندم: يا ليتني صليتها في وقتها ويا ليتني لمّا لم أصلها في وقتها تبت إلى الله فقضيتها قبل الموت. قال تعالى {يا أيّها الذينَ آمنوا لا تلـْهكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذكر الله ومن يفعلْ ذلك فأولئك هم الخاسرون * وأنفقوا منْ ما رزقناكم من قبل ِ أنْ يأتِيَ أحدَكم الموتُ فيقول ربِّ لولا أخرتـني إلى أجلٍ قريبٍ فأصدّق وأكنْ من الصالحين} سورة المنافقون. وقال تعالى أيضاً {حتى إذا جاءَ أحدَهم الموتُ قال ربِّ ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركتُ كلا إنّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون} سورة المؤمنون.