الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمدٍ رسول الله، يقول الله تعالى في القرءان الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، إخوة الإيمان لما نزلت هذه الآية الكريمة أشار النبي عليه الصلاة و السلام إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال [هم قوم هذا]، فنحمد الله تعالى أن جعلنا من قوم الإمام أبي الحسن الأشعري و هو من سلالة أبي موسى الأشعري الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عند نزول الآية و قال [هم قوم هذا]، نعم نحن من قومه أي من أتباعه فارفع رأسك أيها المحمدي الأشعري فالأشاعرة ورد ذكرهم في القرءان الكريم و ورد مدحهم أيضاً على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد قال فيما رواه الإمام أحمد و الحاكم بسند صحيح [لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها و لنعم الجيش ذلك الجيش] و لقد فتحت القسطنطينية بعد ثمانمائة عام فتحها السلطان المجاهد محمد الفاتح رحمه الله، فبالله عليكم هل النبي صلى الله عليه و سلم يمدح من خالفه في العقيدة؟ هل النبي يمدح من خالف نهجه و ما جاء به من الحق؟ لا و الله فالسلطان محمد الفاتح كان محمدياً سنياً أشعريا ماتريديا يعتقد التنزيه في الله يعتقد أن الله موجود بلا مكان و يتبرك بالأولياء و ها هو عند تأخر الفتح في معركة فتح القسطنطينية يرسل وزيره إلى خيمة شيخٍ وليٍ صالح أحضره معه للبركة فدخل الوزير إلى الخيمة و الشيخ في سجوده متضرعاً إلى الله تعالى سائلاً ربه النصرة للمسلمين فقال الوزير ما إن رفع الشيخ رأسه من السجود حتى كبر المسلمون و دخلوا إلى القسطنطينية.
نعم إخوة الإيمان في القرن الثالث الهجري كثرت الفرق الشاذة فقيض الله تبارك و تعالى في أواخر ذلك العصر إمامين أحدهما عربي و الآخر أعجمي. أما العربي فهو أبو الحسن الأشعري و هو من ذرية أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله الذي كان الرسول عليه الصلاة و السلام معجباً بحسن صوته بالقرءان قال في حقه [لقد أوتي عبد الله ابن قيس مزماراً من مزامير ءال داود] يعني بالمزمار الصوت الحسن لا يعني هذا المزمار الذي ينفخ فيه، فقوله عليه الصلاة و السلام [لقد أوتي عبد الله ابن قيس مزماراً من مزامير ءال داود] أي أقل من داود عليه السلام سيدنا داود كان لما يسبح الله الطيور تطرب فترد معه من شدة طربها، من صوت داود الجبال كانت أيضاً تسبح معه نعم الجبال لأن الله إذا شاء أن يصير في الجماد شعورٌ يصير فيه شعور أما حن الجذع اليبيس لرسول الله صلى الله عليه و سلم أما بكى على فراقه أما أنَّ على فراقه أما هدأ رويداً رويداً لما ضمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذاً الله تعالى قيض لهذا الدين إمامين العربي هو أبو الحسن الأشعري و أما الأعجمي فهو أبو منصورٍ الماتريدي و كان في بلاد فارس هذان الإمامان قررا عقائد أهل السنة و أوضحاها إيضاحاً تاماً فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان و يحسن ختامنا بجاه نبيه عليه الصلاة و السلام و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.