www.sunnaonline.org

باب دعاء القنوت

 

رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَه وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُمْ بِالإِسْنَادِ الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ [اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ]. دُعَاءُ الْقُنُوتِ هُوَ الدُّعَاءُ بِخَيْرٍ وَمَعْنَى وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ أَيْ وَاحْفَظْنِي مِنَ الأَمْرَاضِ مَعَ مَنْ حَفِظْتَهُمْ، وَمَعْنَى وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ أَيْ أَعِنِّي مَعَ الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ أَيِ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ، وَمَعْنَى وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ أَيِ اجْعَلْ لِيَ الْبَرَكَةَ فِيمَا أَعْطَيْتَنِي، وَمَعْنَى وَقِنِي وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ أَيِ الْمُقَدَّرُ الَّذِي قَدَّرْتَهُ مِنَ الشَّرِّ احْفَظْنِي مِنْهُ، لَيْسَ مَعْنَاهُ مِمَّا قَدَّرْتَ أَنْ يُصِيبَنِي بَلْ مِمَّا قَدَّرْتَ أَنْ يُصِيبَ بَعْضَ خَلْقِكَ، وَمَعْنَى فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ أَيْ أَنْتَ تُقَدِّرُ عَلَى مَخْلُوقَاتِكَ وَلاَ يَقْضِي عَلَيْكَ غَيْرُكَ أَيْ لاَ يُصِيبُكَ مِنْ أَحَدٍ نَفْعٌ وَلاَ ضَرَرٌ، وَمَعْنَى وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ أَيْ مَنْ أَكْرَمْتَهُ لاَ يَكُونُ ذَلِيلاً، لَوْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُؤْذِيهِ وَيُذِلُّهُ فَهُوَ عَزِيزٌ. الأَنْبِيَاءُ كَثِيرٌ مِنْهُمُ الْكُفَّارُ قَتَلُوهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ أُوذُوا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصِلُو إِلَى حَدِّ الْقَتْلِ وَمَعَ هَذَا عِنْدَ اللهِ أَعِزَّاءُ لأَِنَّ هَذَا الأَذَى نَالَهُمْ مِنْ الْخَلْقِ عِزٌّ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ. وَمَعْنَى وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ أَيْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لَكَ لاَ يَصِيرُ عَزِيزًا أَيْ عِنْدَكَ وَعِنْدَ خِيَارِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ قَدْ يَكُونُ عِنْدَ أَمْثَالِهِ عَزِيزًا وَذَلِكَ لاَ عِبْرَةَ بِهِ. وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَقَالَ [اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ مَنْ يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِمُ الإيِمَانَ وَالْحِكْمَةَ، وَثَبِّتْهُمْ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ إِلهَ الْحَقِّ وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ. هَذَا حَدِيثٌ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ]. وَلاَ نَكْفُرُكَ: أَيْ لاَ نَجْحَدُكَ، وَنَخْلَعُ مَنْ يَفْجُرُكَ: أَيْ نَبْرَأُ مِمَّنْ يَكْفُرُ بِكَ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ: أَيْ إِلَى طَاعَتِكَ نَسْعَى وَنُسْرِعُ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ يَعْنِي لاَ بُدَّ مُلْحَقٌ بِالْكُفَّارِ. وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ: الْبَيْنُ هُوَ الْبُعْدُ وَالْفِرَاقُ، أَصْلِحْ مَا بَيْنَهُمْ مِنْ فُرْقَةٍ وَشِقَاقٍ، مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ: أَيْ دِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ: اسْتَوْزَعْتُ اللهَ شُكْرَهُ فَأَوْزَعَنِي أَيِ اسْتَلْهَمْتُهُ فَأَلْهَمَنِي.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الأدعــية والأذكــار
الزيارات : 4614
التاريخ : 16/12/2010