www.sunnaonline.org

معنى الشهادتين إجمالا


معنى لا إله إلا الله إجمالا (أي من غير تفصيل) اعترافٌ مع الاعتقاد والإذعان بأنه لا يستحق الألوهية أحد إلا الله أي لا يستحق أحد غاية الخشوع والخضوع إلا الله، و" الإله" في أصل اللغة هو "المعبود بحق" ثم استعمله المشركون لما يعبدونه من دون الله. ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله أعترف بلساني وأذعن بقلبي أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله إلى كافة العالمين من إنس وجن، أذعن بمعنى أعتقد لأن الاعتراف وحده من دون اعتقاد لا يكفي، فالمعرفة إذا اقترن بها الإذعان - أي رضا النفس بالشيء الذي عرفته - هي الإيمان الذي هو مقبول عند الله. وأما المعرفة وحدها فلا تكفي لأن الله تعالى أخبر عن اليهود أنهم يعرفون محمدا بأنه نبي فقال تعالى {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} سورة البقرة، لكن لم تذعن نفوسهم فلذلك كانوا يكذبونه بألسنتهم مع علمهم بأنه نبي لأن التوراة التي أنزلت على موسى فيها الإخبار بأن محمدا رسول الله لكن التوراة والإنجيل حُرّفا لفظاً بعد أن حُرِّفا معنىً. وسيدنا محمد مرسل من عند الله إلى كافة العالمين من إنس وجن ، فالعالمون هنا هم الإنس والجن بدليل قوله تعالى {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} سورة الفرقان، فالمعنى أنه مرسل إلى كافة الإنس من عرب وعجم وإلى كافة الجن.

ويجب الإيمان بأن سيدنا محمدا صادق في كل ما جاء به سواء كان مما أخبر به عن الأمور التي ستحدث في المستقبل كأمور الآخرة أو أمور الأمم السابقة أو تحليل شىء أو تحريمه والمراد بالشهادتين نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها لله تعالى مع الإقرار برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه العبارة (أي الشهادتين) فيها نفي أن يكون شىء سوى الله يستحق العبادة، وفيها إثبات أن الله وحده هو الذي يستحق العبادة أي مع الاعتراف والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.


وينبغي معرفة معنى "العبادة" على ما هو المراد في الكتاب والسنة، فإن كثيرا من الناس يجهلون ذلك ويظنون أن قول الشخص يا محمد أو يا رسول الله ونحو ذلك عبادة للرسول ولمن ذُكِروا وهذا من أجهل الجهل، فنداء غير الله من رسول أو ولي في حياته أو بعد مماته ليس عبادة لغير الله إنما العبادة كما شرح علماء اللغة غاية التذلل. هؤلاء المسلمون الذين يقولون
"يا رسول الله" عند الضيق أو الفرح ما تذللوا للرسول غاية التذلل إنما يعظمون الرسول تعظيما، ثم قد يقصدون مع ذلك أن يفرج الله عنهم الكُرب أو يقضي لهم حاجاتهم إكراما للرسول والأولياء بما لهم عند الله من الكرامة، أليس ثبت عن رسول الله أنه علّم بعض أمته أن يقول في غير حضرته "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي" ففعل ذلك الشخص وهو رجل أعمى أراد أن يكشف الله بصره في غير حضرة الرسول ثم عاد إلى الرسول وهو في مكانه وقد أبصر. ثم الصحابي الذي كان عند الرسول تلك الساعة علّم شخصا في زمن خلافة سيدنا عثمان ابن عفان كانت له حاجة عند عثمان فما كان يلتفت إليه لشغل باله ففعل الرجل مثل فعل ذلك الأعمى ثم جاء إلى عثمان فقضى له حاجته.

ثم لم يزل المسلمون يذكرون هذا الحديث ويعملون به إلى يومنا هذا وأودعه حفّاظ الحديث كتبهم الحافظُ الطبراني والحافظ الترمذي من المتقدمين والحافظ النووي والحافظ ابن الجزري وغيرهم من المتأخرين ذكروه في مؤلفاتهم والحديث صححه الإمام الحافظ الطبراني وقال في معجميه (كتابين اسمهما المعجم) الكبير والصغير"والحديث صحيح" ، فهؤلاء المتشددين بقولهم "إن هذا أي التوسل والنداء شرك وكفر" يكونون قد كفًروا هؤلاء الحفاظ والعلماء الأكابر الذين أودعوا كتبهم هذا الحديث ليُعمل به فنعوذ بالله من فساد الفهم.
الله موجود بلا مكان



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : العقــيدة الإســلامية
الزيارات : 4127
التاريخ : 19/9/2010