www.sunnaonline.org

الكبر والفخر


إن من معاصي القلب التي هي من الكبائر "التكبرُ على عباد الله" وهو "رد الحق على قائلهِ مع العلمِ بأنّ الصوابَ مع القائلِ" لنحوِ كونِ القائل صغيرَ السنّ فيستعظمُ أن يرجعَ إلى الحق من أجلِ أنّ قائله صغيرُ السنّ أو لأنه منَ الخاملينَ ( أي غير المشهورين ) والمردودَ عليه منَ المشهورينَ البارزينَ ونحو ذلك ، وكذلك من التكبر "استحقار الناس" أي ازدراؤهم كأن يتكبر على الفقير وينظر إليه نظرَ احتقار أو يُعرض عنه أو يترفعَ عليه في الخطاب. وروى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ ولا يفخرَ أحدٌ على أحد] وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم [اللهمَّ أحيني مسكينًا] أي متواضعًا.

وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [وما تواضعَ أحدٌ للهِ إلا رفعهُ الله تعالى] فالذي يضع أواني الذهب أو الفضة في خزانة مثلاً بحيث يراها الناس للفخر أي حتى يقول الناس ما أغناه يوجدُ عنده شئٌ ليس عند غيره فعليه ذنب كبير. كلُّ شئٍ يفعله الإنسان للفخر من لباس جميل ومركب جميل فهو حرام، وكذلك الذي يبني بناءً فخمًا للفخر حتى يقال ما أجملَ بيتَ فلان هذا ذنبهُ كبير، أما الذي يلبس ثوبًا أنيقًا للتجمل فقط ليس بنية الفخر فهو جائز.

والفخرُ معناه أن يفعلَ ذلك ليُعجَبَ به الناسُ أي يريدُ أن يكونَ له اختصاص عند الناس بالنظر إليه والتفخيم، والله تعالى لا يحبُّ الفخرَ في الثياب وفي الأثاث وفي المسكن وما أشبه ذلك
فالتواضع مطلوبٌ مع الكبار والصغار والأغنياء والفقراء لوجه الله وهو يدعو للتآلف، وأما التكبر فهو مذموم في وجه المؤمن وغير المؤمن لأنّ الأنبياء لما دعَوا الكفار إلى الدين ما كانوا متكبرين عليهم لأنهم لو كانوا متكبرين في وجوه الكفار لنفروا عنهم.

تنبيه مهم: قول بعض الناس "التكبر على المتكبر صدقة" ضلالٌ مبين والعياذ بالله تعالى لأن الله أمر عباده بالعفو والإحسان والتواضع فيجبُ تحذير الناس من هذه العبارة.الله موجود بلا مكان



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : معاصي البدن والجوارح
الزيارات : 4854
التاريخ : 19/9/2010