درج بعض الناس على كتابة عبارة (انتقل إلى الرفيق الأعلى) على ورقةِ نعي الميِّت. يقول الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في كتابه (فتح الباري/كتاب المغازي) ما نصُّه: وفي روايةِ أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى عن أبيهِ عند النَّسَائِيِّ وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضِ موته: (أسألُ اللهَ الرفيقَ الأعلى الأسعدَ مَعَ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيل). وظاهرُه أنَّ الرفيقَ الأعلى المكانُ الذي تحصُل المرافقةُ فيه مع المذكورين، يريد الأنبياءَ والصِدِّيقينَ والشهداءَ. وفي روايةِ الزُّهْرِيِّ: (في الرفيقِ الأعلى) وفي روايةِ عَبَّادٍ عن عائشةَ بعد هذا قال: (اللهمَّ اغفِر لي وارحمني وألحِقني بالرفيق الأعلى). وفي روايةِ ذَكْوانَ عن عائشةَ: فجعل يقول: (في الرفيقِ الأعلى) حتَّى قُبِضَ. وفي روايةِ ابنِ أبي مُلَيْكَةَ عن عائشةَ: وقال: (في الرفيقِ الأعلى، في الرفيقِ الأعلى). انتهى نصُّ الحافظِ ابنِ حجَر.
فالمقصود بالرفيقِ الأعلى خِيَارُ الملائكةِ كجبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ والأنبياءُ والصِّدِّيقونَ والشهداءُ والصالحونَ الذين جعلَهم الله أحسَن رفيقٍ في قوله تعالى في سورة النساء الآية ٦٩: {ومَنْ يُطِعِ اللهَ والرسولَ فأولئك مَعَ الذين أنعم اللهُ عليهِم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئك رفيقًا}. فالرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم، سأل اللهَ أن يكون مع هؤلاءِ الطَّيِّبينَ المبارَكين. وليس المقصودُ بالرفيقِ الأعلى اللهَ عزَّ وجلَّ، ولا يسمَّى اللهُ رفيقًا، وإنَّما يوصَف اللهُ بالرِّفق، فيقال: "هو رفيقٌ"، من باب الوصف لا من باب التسمية. والرفيقُ معناه الرحيم. قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كلِّه). رواه البخاريُّ ومسلم. وروايةُ مسلم: (إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ويعطي على الرِّفْقِ ما لا يعطي على العنف). وروايةُ أبي داود في سننه: (يا عائشةُ ارفُقي، فإنَّ الرِّفْقَ لم يكن في شيءٍ قطُّ إلّا زانه ولا نُزِعَ من شيءٍ قطُّ إلّا شانه). والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
القسم : | ســـؤال و جــواب |
الزيارات : | 107 |
التاريخ : | 16/7/2024 |
|