بِسمِ اللهِ والحمدُ لله وصلى الله وسلم على رسول الله
أحبابي، النبيُّ عليه الصلاة والسلام جاء عنه في الحديث: "لو تركتُم سُّنَّةَ نبيِّكُم لَضَلَلْتُم"، رواه مسلم. معناه الواحد منا عليه أنْ يتمسَّكَ بشريعةِ الإسلام، أنْ يتمسَّكَ بالعقيدةِ والأحكامِ ولا يتجرَّأ عنِ الخروجِ عن ما أجمعت عليه الأُمَّةُ المُحمَّديَّة. وجاء في هذا الحدِيث الذي عَنوَنتُ به هذا الدرس أنّ النّبيَّ عليه الصلاة والسلام قالَ مُخبِرًا عن شىءٍ يحدثُ في المستقبل وقد حصل من زمنٍ بعيدٍ وابْتُدِئَ من زمنٍ بعيدٍ العمل على نقضِ عُرَى الإسلام والعياذ بالله تعالى. ومعنى "عُرَى الإسلام": أي الأوامر والأحكام والأمور المهمة التي في الإسلام. يحصل أنّ كثيرًا يحاولُ أنْ يَهدِم هذه العُرى عُروةً عروة، قال عليه الصلاة والسلام: "لتُنقَضنَّ عُرى الإسلام عُرْوَةً عُرْوَة، فكُلَّما انتَقَضَتْ عُروة تشَبَّثَ الناسُ بالتي تَليها وأوَّلُها نَقْضًا الحُكُم وآخِرُها الصلاة".
نعم يا أحباب كثيرٌ من الناسِ في هذه الأيام يتجرَّأُ على الفتوى بغير عِلم، وهذا حصل في الماضي ويحصُل، فكم ضاعَت من أحكامٍ بسبب أنَّ هذا أفتى بغير علم، وهذا تجرَّأ على أنّه صار من المُجتهدين وليس فيه آلةُ الاجتهاد. نحن لا نُنكِر بأن الاجتهاد بابهُ مفتوحٌ لكن شرطهُ أن تكون في الإنسان المجتهد الآلة يعني الشروط حتى يجتهد، النّبيُّ عليه الصلاة والسلام قال كلامًا لصحابي يقال له "وابصة" فترى كثير من الناس اليوم يطبِّقونهُ على أي إنسان، يقولون لك: استفتِ قلبك، يعني أنت مُفتي هكذا يقولون، مع أنّ النّبيَّ عليه الصلاة والسلام قالهُ لوابصة بن معبد الصحابي الكريم وكان وصل إلى مرحلة عندهُ الأهلية أن يجتهد ويستخرِج الأحكام من كلامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قال له: "استفتِ قلبك وإنْ أفتاكَ الناسُ وأفْتَوْكَ". فاليوم طالَعنا بعضُ الناس باسم أنه يُكتب قبل اسمه د. (دال) أو أ.د (ألف دال) أو يُقال عنه العلّامة أو الشيخ أو المفتي أو أو أو أو. ليست هذه التي تُعطيكَ وتُعطيهِ الحق أن يتجرَّأ على الفتوى فيُلغي على المسلمين الأحكام، يُحرِّم ما أحلَّ الله ويُحِلُّ ما حرَّم الله. فلذلك يا أحبابي انتبهوا فقد جاء في الحديث: "يأتي زمانٌ على هذه الأُمَّةِ (وقد حصل) يصيرُ الكُفرُ إيمانًا والإيمانُ كُفرًا" (أي عند بعض الناس) هذا الإيمان يصير عندهم كُفرًا والعياذ بالله والعكس، فكيف ما دونه!!
فإذًا حصل من بعض الناس أنهم أَفتوْا بهذا طلعَ لنا بعض الناس يقول: هذا حلال وهذا حرام برأيه وهواه، وكذلك أباحوا للشباب ما ليس مُباحًا، وحرَّموا على الناس ما ليس حرامًا بدعوة الاجتهاد وبدعوة أنّ الواقعَ يحتاجُ إلى هذه الفتاوى، تارة يقولون لك لا ضرر ولا ضِرار (هذا حديث)، لكن كما قال سيِّدنا عليّ حين قُرِأَتْ عليه الآية: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}، قرأها عليه خارجيٌّ من الخوارج ، قال له كلمةُ حقّ أُريدَ بها باطل، لا ضَرر ولا ضِرار له معنى ليس أي إنسان يظُنّ ويتوَهَّم الضَرر فيُفطِر ويترُك الحجّ ويترُك الصلاة ويترك بِرَّ الوالدين ويترُك صِلَة الرَّحِم بدعوى التَّوَهُّم. فلذلك انتبهوا يا أحباب ،هذا العِلم بدأ غريبًا هذا الدِّين بدأ غريبًا كما قال عليه الصلاة والسلام، وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبى للغُرباء.
تمسكوا بدِينِكُم ولا تأخذوا من أي إنسان ولا تهلَعوا ولا يُصيبُكم الضَّعف أمام أي فتوى بدعوى حتى لا تُصاب حتى لا يصير معك كذا.. كم مِنْ واضع كمامة أصُيب؟؟ وكم من تارِكِ كمامةٍ لم يُصب؟؟ أنا لا أقول اتركوا الوقاية ولكن مع التَّوكُّل على الله، والأحكام لا تؤخذ هكذا بالرأي والهوى، وإنما لها شروطٌ في ديننا. وقد تجرَّأ بعضهم مثلًا صار يطعن بصحيحِ البخاري وصحيح مُسلم، وقال بعض هؤلاء قال: أنتَ ما زلت تُقرِّئُ الفقه، هذا يَنجس وهذه الطهارة وهكذا الصلاة وهكذا الزكاة، والغَرب ُوصلوا إلى القمر!! فماذا قال له هذا الإنسان؟ قال له أنت تدَّعي أنهم وصلوا إلى القمر وتُهاجِم مَنْ يقرأ البخاري، أمّا أنتَ لا وصلتَ إلى القمر ولا قرأتَ البخاري.
نعم يا أحباب، طلَع جيلٌ لا هو مسلمٌ حقيقةً، لا هو على غير الإسلام مُعلِن، ضيَّعوا الشباب والنساء، فاحذروا من هذه الفتاوى الشاذة، "مَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّار" وارجعوا إلى الثقاة، لا يؤخذُ الدِّين من أي إنسان، إنّ هذا العِلمَ دِين فانظُروا عمَّن تأخذون دينَكُم. حفِظَني اللهُ وإياكم من الفِتَن والذَّلل وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ رب العالمين.
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
القسم : | الخــطب والـــدروس |
الزيارات : | 1607 |
التاريخ : | 24/7/2021 |
|