ما معنى حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ؟

قال رسولُ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم [يأتي في ءاخِر الزمانِ قومٌ، حُدَثاءُ الأسنان، سُفَهَاءُ الأحلامِ، يقولونَ من خيرِ قولِ البريَّة، يمرُقونَ من الإسلامِ كما يمرُق السهم من الرَّمِيَّة، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم، فأينما لقِيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ قَتْلَهُمْ أجرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يومَ القيامة].. رواه الإمام البخاريِّ في (صحيحه) ولقد حمل كثير من أهلِ العلم هذا الحديثَ على الوهَّابيَّة (*)، أجارنا الله من فتنتِهم.. والرَّمِيَّةُ: الهدفُ الذي ترميهِ بسهمِك.. وهي أيضًا الصَّـيْـدُ الذي ترميهِ وينفُذ فيه سهمُك.. وقولُه عليه السلام [حُدَثاءُ الأسنانِ] معناه صغارُ السِّنِّ.. والمراد أنَّ هذه الطائفةَ يغلِب فيهم الفتيان.. وقولُه صلى الله عليه وسلم [سفهاءُ الأحلام] معناه: يغلِب عليهم الطَّـيْـشُ وضَعْفُ الفهم..

(*) الوهَّابيَّة هم أتباعُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ النجديِّ الذي كان ابتداءُ ظهور أمره في الشرق سنة 1143 هـ واشتَهَر أمرُه بعد 1170 هـ بنجدٍ وقُراها، فهو من أهلِ القرنِ الثاني عَشَرَ الهجريِّ.. مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ قال [من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا، ومن لم يدخل في دعوتنا فهو كافرٌ حلالُ الدم].. نقل ذلك عنه مفتي مَكَّةَ أحمدُ بنُ زَيْنِي دَحْلانَ والعالِمُ العلّامة الحنبليُّ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ حُمَيْدٍ مفتي الحنابلةِ بمَكَّةَ المكرَّمةِ في القرنِ الثالثَ عَشَرَ الهجريِّ في كتابه (السُّحُبُ الوابلةُ على ضرائحِ الحنابلة).. ولذلك فإنَّ الوهَّابيَّة تستحلُّ دماءَ المسلمينَ في الشرقِ والغربِ حيث إنَّهم يعتبرونَ أنَّ كلَّ مَنْ سواهم كافر.. فهؤلاء يجبُ التحذيرُ منهم.. ولا يجوز تسميتُهم بالسلفيَّةِ كما أطلقوا هم ذلك على أنفسِهم تمويهًا على الناس ليوهِموا الناسَ أنَّهم متَّبعونَ لسلفِنا الصالِح وهم في الحقيقة مخالفونَ لسلفِنا الصالِحِ في كثيرٍ من أصولِ الدينِ الإسلاميِّ وفي كثيرٍ من فروعهِ..