قال تَعالى (هوَ الذي خلَقَ لَكُم ما في الأرض جَمِيعًا ثم استَوى إلى السّماء فسَوّاهُنَّ سَبعَ سَموات) معناهُ أنّ اللهَ خَلَق الأرضَ قَبلَ السّماواتِ ثم اللهُ تَعالى بَعدَما خَلَقَ السّماءَ دَحَى الأرضَ دَحاها معناهُ جعَلَها بحيثُ تَصلُح للسُّكنى أجرى فيها الأنهارَ وأجرَى فيها الطّرُقَ التي تَصلُح للسّلُوكِ وأجرَى فيها اليَنابِيعَ، دَحَاها معناه وسَّعَها بحَيثُ تَصلُح للسُّكْنَى، أوّلَ ما خُلِقَت ما كانَت بهيئةٍ تصلُح للسُّكْنَى، يَوم القيامة بعدَما يَخرُج البشَر منها، بَعدَما تَنشَقُّ القبُور وتَعودُ الأرواحُ إلى أجسَادِها الجديدةِ يُفْصَلُون مِن الأرضِ إلى ظُلْمةٍ عندَ الصّراط فينفَصِلُونَ عن الأرضِ تلكَ السّاعةَ فتُدَكُّ الأرضُ دَكًّا (أي تُحَطّمُ تحطيمًا) وتُبدَّلُ غيرَها، تُبدَّلُ غَيرَ الأرض، والسّماواتُ تِلكَ السّاعةَ تُبَدَّل تتَشقَّقُ وتَنهار وتُبَدَّلُ غَيرَها، فتكونُ الأرضُ في ذلكَ اليوم بَعدَ التّبديلِ كالأدِيْم الممدُود ليسَ فيها (نَزْلَة ولا طَلْعَة).
أمّا الآن فالأرضُ كُرَويّةُ الشّكْل، أمّا ذلك اليَوم فتَكونُ مُستَويةً ثمّ يُعادُونَ البَشرُ إليها فيُحَاسَبُون ثمّ يؤمَرُ بفَريقٍ مِن النَّاس إلى الجنَّة وبفَريقٍ إلى جَهنّم، وأمّا الحِسابُ فيَكونُ على الأرض المبَدّلَة. والِجبالُ يومَ القيامَةِ لا تَبقَى على الأرض كلُّ الجِبالِ تُنْسَفُ نَسْفًا تَصِيرُ مِثلَ الغُبار النّاعِم تَطِيرُ في الجَوّ، تَسْتَطِيْرُ في الجَوِّ، تتَكاثَر (تتنَاثر) في الجوّ في الهواء، الذي يَنظُرُ إليها يَظُنُّهَا جَامِدَةً وهيَ تمُرُّ مرَّ السَّحَاب مَرًّا سَريعًا، والشّمسُ ذلكَ اليوم تُفَارق مَركزَها الذي هي فيه اليَوم، والنّجُومُ كلُّها تتَناثَرُ وقَد ذهَبَ ضَوْؤُها "يُمسَخُ" ضوؤُها والشّمسُ في النّهاية والقَمرُ يُطْمَسُ النّورُ منهما ويُرمَيان في جهنّم "ليس لتعذيبِهما" بل لإهانةِ مَن كانوا يَعبدُوْنَهما مِن البشر. هؤلاء العلَويّة يَعبُدونَ الشّمْسَ، قِسمٌ يَعبُدونَ القمر يقولونَ عليّ بنُ أبي طالب ما مات وإنّما اختَفى في القَمر. وأحَدُهم لما طلَعَت الأمريكان إلى القَمر وانتَشر هذَا الخبر جاءَ إلى أبيه الذي هو منَ الذين يَعبُدونَ القمر قال يا أبي أنتُم تقولونَ الإلهُ في القَمر والأمْرِيكان طلَعوا إلى القَمر قال بلَى الإلهُ في القَمر، فقال لهُ لا ليسَ في القمر، ثم في الأخير قتَل الابنُ الأبَ غَيْظًا لأنّهم جعَلُوهم يعتقدونَ أنّ الإله عليّ بن أبي طالب وأنّه في القَمر. كأنّه يقولُ أنتم ضيَّعتُم علَينا عُمْرَنا. خَلّيتُمونا نعتقدُ هذَا الاعتقادَ الفَاسدَ الذي لا أساسَ لهُ مِنَ الصّحّة. لو كانَ هذَا صَحِيحًا ما طلعَت الأمريكان.
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
القسم : | ســـؤال و جــواب |
الزيارات : | 3991 |
التاريخ : | 24/7/2014 |
|