www.sunnaonline.org

التحذير من العرافين



روى الحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد"، أي من ذهب إلى كاهن أو عرّاف واعتقد أنّه يطّلع على الغيب فقد كفر والعياذ بالله، وأمّا من يظن أنه قد يوافق الواقع وقد لا يوافق الواقع ولكنه ليس مطّلعًا على الغيب، فإنه لا يكفر بل يكون عاصياً بسؤال الكهنة والعرّافين.ا

والكاهن هو الذي يتعاطى الإخبارعن الكائنات في المستقبل اعتمادًا على النظر في النجوم وعلى أسباب ومقدّمات يستدّل بها أو غير ذلك كالذين لهم أصحاب من الجن يأتونهم بالأخبار فيعتمدون على أخبارهم فيحدّثون الناس بأنه سيحصل كذا. وأمّا العرّاف فهو الذي يُخبر عن المسروقات ونحوها، فإنّ هذا من سأله عن شيء فصدّقه بما قال له لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة أي لا ثواب له بصلاة الفرض ولا بصلاة النفل كل هذه المدّة، فقد روى مسلم في صحيحه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ا "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة".ا

وممن يدخل في ذلك أيضًا من يعتمد في أخباره على الضرب بالمندل والنظر في فنجان قهوة البن، وكذا الذي يعتمد على كتاب "قرعة الأنبياء" وكتاب "قرعة الطيور" وكتاب أبي معشر الفلكي الذي يدّعي أن البشر كلهم أحوالهم مرتبطة بالبروج الإثني عشر وأن كل مولود يرجع أمره إلى أحد هذه الأبراج، وكذلك الذين يعتمدون الضرب على الرمل المعروف عند بعض الناس والضرب بالحصى أو الحبوب.
ا

ومن الكهّان من يسميهم الناس الروحانيين، يقولون فلان روحاني يعتمدون كلامه، ظنًّا منهم أن له اتصالاً بالملائكة وإنما هو معتمد على فسّاق الجن وكفارهم وغيرهم،
ا ومنهم من يمسك مقدارًا من السبحة من غير عدّ ثم يعد قائلا افعل لا تفعل فإن انتهى إلى لفظ إفعليقول هذه الحاجة ناجحة. ومنهم من يقول مع المسبحة: الله محمد علي أبو جهل، فإن انتهى إلى لفظ الجلالة، أو إلى لفظ محمد أو لفظ علي يقول: إن الحاجة ناجحة، وإن وقف على أبي جهل يقول: إن الحاجة غير ناجحة،، يستعملون هذا لأسفارهم أو لصفقات البيع والشراء أو غير ذلك كالزواج، وكل هذا حكمه حكم الأزلام التي حرّم الله الاستقسام بها في القرءان بقوله {حرّمت عليكم الميتة والدّم} إلى قوله {وأن تستقسموا بالأزلام} (سورة المائدة ءاية 3). ا

المعوذتان إذا لازمهما الشخص صباحًا ومساءًا يحفظه الله من أذى الجن لكن مع تصحيح الحروف، بعض الناس يقرأونها بلا تصحيح حروف فلا يحصل لهم السر.
ا
يوجد كتاب اسمه "كتاب شمس المعارف" منذ نحو خمسمائة سنة نشر بين الناس، وهذا الكتاب ينبغي إتلافه، وأن يُنادى بين الناس بإتلافه، فيه كهانة وفيه دعوة الشمس والقمر والكواكب زُحل وعُطارد والمريخ والمُشتري والزّهرة، ثم كثير من الناس جنّوا بسببه، يقول الكتاب إذا اختليت وقرأت كذا بعدد كذا، يومًا يأتيك روحاني وقد يقول أنت يصير لك جاه كبير أو بهذه الطريقة تفتح كنوزًا، والرجل الذي يطمع بهذا يصرف لثمن البخور مالا ويبقى يطمع أن يصل إليه ما يقوله هذا الكتاب، ثم احيانا الجن يربونه في الخلوة فيخرج مجنونًا، فينبغي للمؤمن قبل الدخول على الذين يخشى أن يعملوا له السحر أن يقرأ ءاية الكرسي والمعوذتين.ا

ثم إنه ينبغي ليحصل سر التحصن أن يقرأ بعد الغروب وبعد الفجر بعد الصلاة أو قبلها، من الفجر إلى نحو ثلاث ساعات هذا كله صباح، ومن الغروب إلى نحو ثلاث ساعات هذا وقت قراءة التحصن، وقراءة المعوذتين في الصلوات الخمس مهم أيضًا.
ا

كثير من الناس إنما يذهبون إلى هؤلاء عندما يضيع لهم شيء او يُسرق لهم شيء أو يمرض لهم ولد أو يفقد لهم ولد، في هذه الحالات أكثر من غيرها يذهبون إليهم، ولا سيما الذي يسرق له مال يظن أنه يكشف له فيصرف له المال فيقع في ذنب كبير، في دفع المال له معصية وفي الذهاب إليه لسؤال ولو بدون دفع مال معصية.
ا
والله اعلم واحكم.ا


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الخــطب والـــدروس
الزيارات : 4627
التاريخ : 16/7/2010