www.sunnaonline.org

معاصي العين

إن الحمد لله، نحمده ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله أدى الرسالة وبلّغ الامانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله.

أما بعد عباد الله، أوصيكم كما أوصي نفسي بتقوى الله العظيم وأذكر لكم قول الله تبارك وتعالى {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. سورة الاسراء/36.

أفهمنا الله تبارك وتعالى بذكر الفؤاد معاصي القلب وبذكر السمع والبصر معاصي الجوارح. فنتكلم في هذه الخطبة إن شاء الله عن معاصي العين كما ورد في حديث علي رضي الله عنه "فإن لك النظرة الأولى وليست لك الثانية". فلو نظر أحدنا إلى وجه امرأة أجنبية أو كفيها بلا شهوة ثم شعر من نفسه التلذذ وجب عليه صرف النظر فما قبل النظر بشهوة هي النظرة الأولى التي لا مؤاخذة فيها أما إن استمر في النظر بعد شعوره بالتلذذ فإنه يكون قد ارتكب معصية والعياذ بالله.

فالحذر عباد الله من النظر إلى العورات لأن الله تبارك وتعالى قد حرم علينا النظر إلى العورات ولا يُلتفت إلا عبارات هي كأختي أو كأمي أو هل سآكلها بنظري إليها، فهؤلاء ولا عبرة بكلامهم لأن العبرة في ما وافق شرع الله تبارك وتعالى لأنه يحرم علينا النظر إلى العورات بشهوة أو بلا شهوة.

ولبيان ذلك الأمر ينبغي معرفة حد العورات، وعورة المرأة أمام الرجل الأجنبي جميعها ما عدا الوجه والكفين ولا يجوز للمرأة أن تكشف شيئا من شعرها أمام الرجل الأجنبي ولو كان أخ زوجها لأنه كم من المفاسد تحصل مع أخ الزوج، فإذا دخل إلى بيت أخيه فإن زوجته لا تستر عورتها أمامه بل تظهر شعرها وغير ذلك من عورتها وهي بذلك تكون آثمة واقعة في المعصية وكذلك هو إن نظر إلى عورتها.

وخلاصة الأمر أنه يجوز للرجل الأجنبي أن ينظر إلى وجه المرأة الاجنبية وكفيها بلا شهوة فإن كان بشهوة فحرام وأما ما سوى الوجه والكفين فيحرم عليه أن ينظر اليها ولو من غير شهوة لذلك فينبغي عباد الله من التنبه في هذه الأيام حيث أن الكثير من النساء الغافلات يكشفن من عوراتهن أمام الرجال في البحور أو في الجبال فيتسببن بفتن كثيرة ويذكرنا هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال والنساء". فاسعوا رحمكم الله إلى غض البصر عن المحرمات وإلى نصيحة إخوانكم وأخواتكم بترك المحرمات. وأما عورة الرجل فهو ما بين السرة والركبة فالسرة ليست بعورة والركبة ليست بعورة وأما الفخذ فقد اختلف فيه بين العلماء فمنهم من قال هو عورة ومنهم من قال ليس بعورة والأولى أن نأخذ بالاحتياط في أمر ديننا ونغطي الفخذ.

عباد الله، علينا بالصبر على أداء الواجبات وعلى اجتناب المحرمات فإنّ من يفعل ذلك يكون من الأتقياء.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين.

الحمد لله رب العالمين الحي القيوم المدبر لجميع المخلوقين صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد الطاهر الأمين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وأذكركم بقول الله تبارك وتعالى {وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى}.

أدّوا الواجبات واجتنبوا المحرمات، أدوا كل الواجبات من صلاة وصيام وتعلم ما فرض الله علينا تعلمه من علم الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، أي أنه واجب فرض على كل مسلم ومسلمة أن يتعلموا قدرا من علم الدين وهو الفرض العيني وأما علوم الدنيا من طب وهندسة وغير ذلك فليس فرضا عينيا أي ليس فرضا على كل مسلم تعلمه وإن كان في شرع الله مطلوب أن يكون من يتعلم ويتقوى من علوم الدنيا على أن بعض الناس يذكرون حديثا مكذوبا عن رسول الله وهو أنهم يقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلبوا العلم ولو في الصين"، فهذا لم يثبت عن رسول الله لكن المطلوب أن يكون بين المسلمين من يعرف الطب أو غير ذلك من العلوم التي يحتاحها المسلمون وقد اقترب موعد امتحانات الطلاب في المدارس فنسأل الله تبارك وتعالى أن يفتح لهم قلوبهم على هذه العلوم حتى يخدموا المسلمين بعد تخرجهم.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : معاصي البدن والجوارح
الزيارات : 5292
التاريخ : 26/3/2012