باب انتفاع أموات المسلمين بالدعاء والقرءان
قال النووي في كتابه (الأذكار) ما نصه: باب ما ينفع الميت من قول غيره: أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه واحتجوا بقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [سورة الحشر] وغير ذلك من الآيات المشهورة بمعناها، وفي الأحاديث المشهورة كقوله صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد"، وكقوله صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر لحينا وميتنا" (رواه الترمذي والنسائي وأبو داود) وغير ذلك" اهـ.
ومما يشهد لنفع الميت بقراءة غيره حديث معقل بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اقرءوا يس على موتاكم" رواه أبو داود، والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجه، وأحمد، والحاكم، وابن حبان. وروى الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الرحمـن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال "قال لي أبي: يا بني إذا أنا مت فألحدني، فإذا وضعتني في لحدي فقل: بسم الله وعلى ملة رسول الله ثم سن عليّ الثرى سنًا، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك". قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثوقون.
وروى الطبراني أيضًا في المعجم الكبير عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليُقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره". قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري أخرجه الطبراني بإسناد حسن.