www.sunnaonline.org

فائدة - استحسان التبرك بآثار الصالحين

روى البخاريّ في صحيحه في باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها ويحدّث أن أباه كان يصلي فيها وأنّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة. وحدثني نافع عن ابن عمر أنّه كان يصلي في تلك الأمكنة. ويقول الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في كتاب "إتحاف السادة المتقين" (ج4/ ص 419) ما نصه "وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك".

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (ج1/ص 569) ما نصه "ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن، وتشدده في الاتباع مشهور، ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا: قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض، فإنما هلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا ءاثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعًا، لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يُشكِل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجبًا، وكِلا الأمرين مأمون من ابن عمر، وقد تقدّم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فهو حجّة في التبرك بآثار الصالحين". انتهى كلام ابن حجر.

فهذا يوضح أن السلف والخلف المعتبرين كانوا على استحسان التبرك بآثار الصالحين، ولا يوجد نقل صحيح من إمام من السلف أو الخلف حرَّم زيارة قبر النبي للتبرك أو التوسل به في حياته أو بعد مماته.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الأدبيات والفوائد والنصائح
الزيارات : 3912
التاريخ : 24/2/2012