SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات العقــيدة الإســلامية الصراط والحوض
الصراط والحوض
الصّراطُ حَقٌّ، وهوَ جِسْرٌ عَريضٌ مَمدُودٌ علَى جَهنّمَ تَرِدُ عَليهِ الخلائِقُ، فمِنهُم مَن يَرِدُه ورُوْدَ دخُولٍ وهمُ الكفّارُ وبَعضُ عُصَاةِ المُسْلِمينَ، أي يَزِلُّونَ مِنهُ إلى جَهنَّمَ، ومنهُم من يَرِدُه ورُودَ مرُورٍ في هَوائِه، فمِن هؤلاءِ مَن يَمُرُّ كالبَرْقِ الخَاطِفِ، ومنهُم مَن يمُرُّ كطَرفَةِ عَيْنٍ، وهوَ مَحمُولٌ على ظَاهرِه بغَيرِ تأويلٍ، وأحَدُ طرَفَيْهِ في الأَرضِ المُبَدَّلَةِ والآخَرُ فيْما يَلي الجَنّةَ، وقَد وَردَ في صِفَتِهِ أنّه "دَحْضٌ مَزَلَّةٌ" وَممّا وَردَ أنَّه أحَدُّ مِن السَّيفِ وأدَقُّ من الشَّعرَة، كَما رَوى مُسلِمٌ عن أبِي سَعِيد الخُدْرِيّ "بلَغنِي أنَّهُ أدَقُّ مِنَ الشَّعْرةِ وأَحدُّ منَ السَّيفِ" ولم يرد مرفوعًا إلى رسول الله، ولَيسَ المُرادُ ظَاهِرَهُ بلْ هو عَريضٌ وإنَّما المرادُ بذلِكَ أنَّ خَطَرَهُ عظِيمٌ، فإنَّ يُسْرَ الجَوازِ علَيه وعُسْرَهُ علَى قَدْرِ الطَّاعَاتِ والمعَاصِي ولا يَعْلَمُ حُدُودَ ذلِكَ إلا الله، فقد ورَدَ في الصَّحِيحِ أنَّهُ تَجرِي بِهم أعْمالُهم. معناه أن أعمالَهم تصِيْرُ لهم قوّةَ السَّيْرِ.
ومعنى قوله: "دَحضٌ مَزَلَّةٌ" أي أملسُ تَزِلُّ منه الأقدامُ.
والحَوضُ حَقٌّ، وهو مكانٌ أعَدَّ الله فيه شَرابًا لأَهْل الجنَّةِ يشْرَبُونَ مِنه قبلَ دخُولِ الجنّةِ وبَعدَ مُجاوزَةِ الصّرَاطِ، فَلِنبيّنا حوضٌ تردُهُ أمته فقط لا تردُه أمم غيرهِ طولُهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ وعَرضُهُ كَذَلِكَ، ءانِيَتُهُ كَعدَدِ نُجومِ السَّماءِ، شَرابُه أبيَضُ منَ اللَّبَنِ وأحْلَى من العسَلِ وأطْيَبُ منْ رِيحِ المِسْكِ. وقد أعَدَّ الله لكلّ نبيٍّ حوضًا وأكبرُ الأحواضِ حوضُ نبيّنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. روى البخاريُّ في صحيحهِ عن عبدِ الله بن عمرو قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم "حَوضي مَسيرة شَهرٍ، ماؤهُ أبيضُ من اللبنِ، وريحُهُ أطيبُ من المسكِ، وكيزانُهُ كنجومِ السماءِ، من شَرِبَ منه لا يظمأ أبدًا".