كلام نفيس لإبن عراق الكناني الشافعي في تنزيه الله
قال الإمام المحدث محمد بن علي بن عراق الكناني الشافعي (المتوفى سنة 933هـ) "اللهم إنا نوحدك ولا نحدك، ونؤمن بك ولا نكيفك، جل ربنا وعلا تبارك وتعالى، حياته ليس لها بداية فالبداية بالعدم مسبوقة،قدرته ليس لها نهاية فالنهاية بالتحقيق ملحوقة، إرادته ليست بحادثة فالحادثة بالأضداد مطروقة، سمعه ليس بجارحة فالجارحة مخروقة، بصره ليس بحدقة فالحدقة مشقوقة، علمه ليس بكسبي فالكسبي بالتأمل والاستدلال بعلم، ولا بضروري فالضرورة على الإرادة والإلزام تلزم، كلامه ليس بصوت فالأصوات توجد وتُعدم، ولا بحرف فالحروف تُؤخّر وتُقدّم، ذاته ليست بـجوهر، فالجوهر بالتحيّز معروف، ولا بعرَض فالعرض باستحالة البقاء موصوف، ولا بجسم فالجسم بالجهات محفوف، هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس على العرش استوى من غير تمكّن ولا جلوس، لا العرش له من قِبَل القرار ولا الاستواء من جهة الاستقرار، العرش له حدٌّ ومقدار، والربُّ لا تُدركه الأبصار، العرش تُكيّفه خواطر العقول وتصفه بالعرض والطول، وهو مع ذلك محمول، والقديم لا يـحول ولا يزول، العرش بنفسه هو المكان، وله جوانب وأركان، وكان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان. جَلَّ عن التشبيه والتقدير والتكييف والتغيير والتأليف والتصوير. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".اهـ
(انظر كتاب تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر لعبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس(ص/258)، وقد شرح هذه العقيدة ابن حجر الهيتمي).
الجوهر في اصطلاح علماء التوحيد: ما له تحيّز وقيام بذاته.
والعرض: ما لايقوم بذاته كاللون والحركة والسكون والاجتماع والافتراق والاتصال والانفصال.