SunnaOnline | سنة اون لاين إسلاميات الخــطب والـــدروس رفع العلم وكثرة الجهل
رفع العلم وكثرة الجهل
الرسول صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم ويثبت الجهل" رواه البخاري. فعصرنا هذا صار فقيرًا من العلم، قبل مائتي سنة كانت الأرض تزخر بعلماء أفاضل بكثرة، كانت امرأة فاضلة تقية تسمى فاطمة بنت أحمد جاءت من العراق إلى مكة ثم أقامت في مكة للعبادة ثم عميت سنتين وكان من عادتها أنها تقوم في جوف الليل للصلاة فقامت مرة وكانت غابت عنها خادمتها فتزحلقت فانكسر ضلعاها ثم توضأت وصلت مع تحمل الألم ثم نامت فرأت الرسول مقبلاً من الكعبة ومعه أبو بكر وعمر وبيتها كان مواجهًا للكعبة، فبسط الرسول عليه السلام طرف ردائه وبصق فيه وقال لها: امسحي عينيك؛ فمسحت عينيها وعلى الكسر فأبصرت فورًا ولما قامت من نومها جاءتها الخادمة فوجدتها مبصرة فقصّت عليها قصتها ثم انتشر خبرها، وكانت قالت: الرسول في المنام أراني عَالِميْن من علماء مكة وقال هذان كأبي بكر وعمر في زمانهما، وأراها ءاخرين وقال: هذان فاسقان، فقصت رؤياها على العالمين فقالا: ما دمنا حيَّين فلا تُحدثي بذلك أحدًا وذلك لأن الأولياء يخافون على أنفسهم من الرياء والفتنة.
وهذه المعجزة للرسول أقوى من معجزة عيسى إبراء الأكمه لأن عيسى كان يبرئ في اليقظة أما الرسول ففي اليقظة والمنام. فاطمة كانت حنبلية ولية. منذ مائة سنة كنت تجد علماء من الرجال والنساء، في هذا العصر صار العلماء قلة. وعلم الدين هو السبيل إلى المعالي والمكارم، من تعلم علم الدين وعمل به يعلو درجات.
كثر في زماننا المفسدون المبطِلون الضالون المضلون المتزيون بزي أهل العلم، شهادات دكتوراه وماجستير بلا معنى ولا مضمون، همهم البقاء في المراكز وتكثير المال من غير سؤال من أين يأتيهم هذا المال، وهذه الأموال التي يأكلونها بالحرام وبال عليهم في الآخرة ولن تنزل معهم إلى قبورهم فليعدوا جوابًا ليوم السؤال.