حكم اختلاط الرجال بالنساء
روى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيعث الى نسائه فقلن: ما معنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن يَضُّمُ" او "يضيفُ هذا" فقال رجل من الانصار : انا، فانطلق به الى امراته فقال: اكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت : ما عندنا الا قوت صبياني , هيئي طعامك واصبحي سراجك ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء فهيات طعامها واصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كانها تصلح سراجها فأطفاته فجعلا يريانه انهما ياكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ضحك الله الليله" او "عجب من فعالكما" فأنزل الله تعالى في سورة الحشر {وَيُؤثِرُنَ على أنفُسِهِم وَلو كان بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نفسِهِ فأُولئِك هُمُ المُفلِحون}. معنى ضحك اي رضي وليس كضحك البشر. ا
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ( 7 120) "هذا نص صريح في ان الصحابي جلس هو وزوجته مع الضيف كما يجتمع الاكلة على الطعام من التقارب وقد اقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك" ا
النبيّ عليه السلام لا يرضى بمعصيه فلو كان اختلاط الرجال بالنساء حرام على الاطلاق كان النبيّ عليه السلام نهى هذا الرجل ولكن الله عزوجل مدح صنيع هذا الرجل وزوجته كما ورد في سورة الحشر، فاختلاط الرجال بالنساء هو على وجهين : وجه جائز ووجه محرم.
االوجه الجائز هو الاختلاط بدون تلاصق بالاجسام وبدون خلوه محرمه الوجه المحرم ما يكون فيه تلاصق وتضام كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في فتاويه الكبرى والشيخ احمد بن يحيى الوانشريسي في كتابه الذي جمع فيه فتاوى فقهاء المغرب المسمى المعيار المعرب وكان من اهل القرن العاشر الهجري.
ا
وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري (9 251) "وفي الحديث جواز خدمة المراة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى محل ذلك عند امن الفتنه ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امراته في ذلك".ا وفي شرح النووي على المهذب ما نصه "ولان اختلاط النساء بالرجال اذا لم يكن خلوه ليس بحرام". المجموع شرح المهذب (4 484).
االلهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماا