الحذر من الافتاء بغير علم
قال الله تعالى {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ} النحل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض" رواه إبن عساكر في تاريخه.
إن الله سبحانه وتعالى سائلٌ عبدَه يوم القيامة إذا قال يجوز وإذا قال لا يجوز، فإن قال عن شيء لا يجوز مستنداً إلى دليل شرعي فإن كان مجتهداً فبطريق الاجتهاد وإن كان مقلدا لمذهبِ إمام مجتهد فله ذلك وكذلك من قال عن شيء أنه جائز ولم يكن عنده مستند شرعي فقد عرض نفسه لعذاب الله في نار جهنم والعياذ بالله.
فمن كان مجتهدا فدليله على حسب ما يظهر له في طريق الاجتهاد إستنباطاً من نص قرآني أو نص حديثي. ومن لم يكن مجتهداً أو لم يكن عنده أدوات الاجتهاد فليس له أن يحرم أو يحلل إلا مستندا إلى نقل بأن يكون ناقلا عن مذهب إمامٍ من الأئمة المعتبرين أئمة الهدى. وأما من ليس كذلك أي ليس مجتهداً بنفسه ولا مقلدا آخذاً بمذهب إمام مُعتبر وإنما يتكلم على هواه بيجوز أو لا يجوز فهذا وبال عليه يوم القيامة.
وإننا نرى في هذه الأيام أناساً كثيرين يفتون من غير إستناد إلى دليل شرعي، بل يرجعون في ذلك إلى ما يعجب نفوسهم. فما وافق هواهم قالوا هذا حلال وما لم يوافق هواهم حرّموه. وهذا ليس طريق المجتهدين من العلماء.