من البدع السيئة: تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على سيدنا محمد البشير النذير، وعلى ءاله وأصحابه إلى يوم القيامة الخطير.
إخوتنا الكرام، ابتدع محمد بن عبد الوهاب شيخ الوهابية بدعة جديدة فاسدة في الدين لم يسبقه إليها أحد قبله لا من السلف الصالح ولا الخلف. وهو قوله "أقسام التوحيد: ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية". ويقوم أذناب الوهابية في هذا العصر بالترويج لكتاب شيخهم هذا الذي يحتوي على هذا الكلام الفاسد بدعوى أنّه من الدين. وقد قام أحدهم بإرسال رسالة لنا بدعوى أن هذا من الدّين وأن محمد بن عبد الوهاب لم يأت بدين جديد!! ثم تساءل المرسل لمَ نسمي الوهابيةَ بهذا الاسم مع أن محمد بن عبد الوهاب اسمه محمد واسم أبوه عبد الوهاب! وتساءل أيضًا لم لا نسمي الوهابية بالدعوة المحمدية؟!! فينبغي لكم أن تعرفوا الرد على هذه الشبهتين.
نقول بعون الله في الرد على الشبهة الأولى: أما تسمية الوهابية بهذا الاسم فهو لأسباب عدة منها أن أخ ابن عبد الوهاب الشيخ سليمان رحمه الله ردّ على أخيه في حال حياته لما رأى منه من الزيغ ما رأى فألف في ذلك كتابًا سماه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية".
وقد سمى الوهابية أيضًا بهذا الاسم الشيخ زيني دحلان رحمه الله مفتي مكة للحنابلة في كتابه الفتوحات الإسلامية في الفصل الذي سماه "فتنة الوهابية" وهو موجود في موقعنا.
وقد اعترف أحد مشايخ الوهابية بأن هذا الاسم ينطبق عليهم حقًا كما جاء في كتاب لهم بعنوان "الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإسلامية" بقلم أحمد بن حجر ءال بوطامي ءال بن علي أحد كبار دعاتهم في قطر وقضاتهم قدم له عبد العزيز بن عبد الله بن باز/ الطبعة الثانية 1393هـ. طبع شركة مطابع الجزيرة ص 105 حيث يقول "فلما التقى بالوهابيين في مكة".
وأما الرد على الشبهة الثانية وهي قولهم "أقسام التوحيد: ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية" فالرد هو ما قاله العلامة الحافظ المحدث الإمام الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله تعالى: لقد أدخلتْ في دين الله الحشويةُ المُحْدَثون وهم الوهابيةُ بدعةً جديدة لم يقلها المسلمون وهي قولهم "توحيد الألوهية وحدَه لا يكفي للإيمانِ بل لا بدّ من توحيدِ الربوبية" وهذا ضدُّ قولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم "أُمرتُ أنْ أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأني رسولُ الله فإذا فعلوا ذلكَ عصَموا مِنّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقها" جعل الرسولُ اعترافَ العبدِ بتفريدِ اللهِ بالألوهية وبوصفِ رسولِ اللهِ بالرسالةِ كافيًا، وكانَ رسول اللهِ صلى الله عليهِ وسلم إذا نطق الكافرُ بهذا، يحكُم بإسلامِه وإيمانه ثم يأمرُه بالصلاةِ قبل غيرِها منْ أمورِ الدين للحديثِ الذي رواهُ البيهقيُّ في كتابه "الاعتقاد".
وهؤلاءِ عمِلوا دينًا جديدًا وهو عدمُ الاكتفاءِ بالأمريْنِ المذكوريْن وهذا منْ غباوتِهم، فإنَّ توحيدَ الألوهية هو توحيدُ الربوبية بدليلِ أنه جاءَ في سؤالِ القبر حديثانِ: حديثٌ بلفظِ الشهادَةِ وحديثٌ بلفظِ "الله ربي"، وهذا دليلٌ على أن شهادة أنْ لا إلهَ إلا الله شهادةٌ بربوبيةِ اللهِ. وما أعظمَ مصيبة المسلمينَ بهذه الفِرقة. وهذا الرد ينبغي حفظه لرد هذه الشبهة التي أراد بها الوهابية التشويش على المسلمين.
وهو راد كاف وواف. نسأل الله تعالى العافية والسلامة من خطر هذه الفرقة الشرذمة التلف.