مناظرة بين وهابي وأخيه النصراني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد طه الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
لو فرضت مناظرة بين نصراني وأخيه الوهابي
لو قال الوهابي للنصراني: أنتم ما عرفتم الله، لأنكم تقولون له ولد
يقول النصراني: وأنتم الوهابية بنص شيخكم وإمامكم ابن تيمية وافقتمونا في ذلك، قال ابن تيمية في كتابه المسمى شرح حديث النزول طبعة دار العاصمة الرياض سنة 93 ص/217 ما نصه: وابوكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم.اهـ فنحن وأنتم سواء في ذلك
يقول الوهابي: قال الله تعالى: لم يلد ولم يولد
يقول النصراني: أنا لا أؤمن بالقرءان، وإذا اردت أن تحكم عليّ بالكفر، فحكمك هذا أيضا ينطبق على ابن تيمية، فماذا تقول في شيخكم ومرجعكم وإمامكم؟؟؟
هنا يخرس الوهابي ولا يعرف جوابا فيحاول أن يكسر النصراني من غير أن يستطيع.
يقول الوهابي: ولكن أنتم جوزتم على الله أن يباشر مريم ويعاشرها بالمماسة والمخالطة والمسافة والمكان
يقول النصراني: وأنتم إخواننا في نفس هذه العقيدة، كما تذكر مؤلفاتكم بأن محمدا يعرج به إلى الله حقيقة وأن الله بذاته على العرش وأن محمدا يجلسه ربه معه على العرش كما نصّ على ذلك ابن تيمية إمامكم وامامنا في التجسيم والتشبيه في كتابه مجموع الفتاوى المجلد الرابع ص 374
يقول الوهابي: فيكف وصلت مريم إلى الله بزعمكم؟
يقول النصراني: بما أنكم اعتقدتم الله جسما جالسا على العرش وقلتم بأن محمدا وصل إليه فالذي مكّن محمدا بزعمكم أن يصل إليه هو الذي مكّن مريم، وقد جوّز إمامكم ابن تيمية في كتابه المسمى بيان تلبيس الجهمية على الله المماسة والمخالطة فقال: إن داود يدنو يوم القيامة من الله حتى يمس بعضه. فلماذا تنكرون على إخوانكم النصارى ما قالوه في مريم وقد جوّزه إمامكم ابن تيمية على داود ومحمد؟
وهنا أيضا ينكسر الوهابي وينفضح أمره ولا يعرف جوابا ومرة جديدة يحاول الوهابي كسر النصراني.
يقول الوهابي: ولكن نحن لا نقول إن الله تعالى له زوجة
يقول النصراني: أنتم لما قلتم إنه جسم وقاعد وجالس ويمس ويُمس وبذاته فوق العرش ويطلع وينزل ويذهب ويجيء بذاته وله عين حقيقية، فإذا جوزتم عليه بعض صفات المخلوقين جوّزتم عليه في المعنى كل صفات المخلوقين فإذا جوّزتم عليه ذلك جاز عليه هذا أيضا بزعمكم فلا سبيل لكم للرد والإنكار علينا فيما قلناه.
وهنا تظهر الفضيحة الكبيرة بأن الوهابية موافقون لإخوانهم النصارى في عقائدهم ولا يستطيعون اقامة الحجة عليهم لأنهم وافقوهم في التشبيه والتجسيم. وبعد أن اختنق الوهابي وأراد أن يظهر على النصراني وأن يخجّله
يقول الوهابي: ألستم في كتابكم تقولون: إن الله تعالى أمر بسرقة الأتانة -أنثى الحمار- وأنه محتاج لها؟ ألستم تقولون في كتابكم: كل ما علق على خشبة فهو ملعون؟ وتقولون أيضا: إن المسيح قال: صرت لعنة لأجلكم؟
النصراني يقول: وأنتم أيها الوهابية معنا في هذا، بدليل أنكم قلتم إن الله جلس على العرش بعد أن لم يكن جالسا عليه، وهذا معناه أن الله محتاج إلى العرش لكي يجلس عليه، فكيف تنكرون على ما في كتابنا بأن الله محتاج الى الأتانة؟ فالأتانة مخلوقة والعرش مخلوق. فلماذا تنكرون علينا بزعمكم ما تجيزونه لأنفسكم بأن الله تعالى محتاج إلى العرش والنتيجة واحدة في قولنا وقولكم
أما في بقية المسائل فأنتم معنا ايضا!! لأن أمامكم الحراني يقول: إن التوراة والإنجيل الموجودين اليوم ألفاظهما ما زالت كما أنزلها الله ولم تحرف. وهذا في كتابه المسمى بيان تلبيس الجهمية، وقد أثبته عنه أيضا شمس الدين بن طولون في كتابه ذخائر القصر ص/69، فـأنتم موافقون لنا على ما فيها بنص شيخكم.
وهنا تظهر الحقيقة بأن الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة وأنهم مشبهة مجسمة مكذبون لقول الله تعالى: ليس كمثله شيء.
إن الوهابية ومن جهلهم وتخبطهم في عقائد التشبيه والتجسيم لا يستطيعون كسر عابد الشمس ولا كسر عابد الصنم لأنهم لم يعرفوا التنزيه أصلا!! ولكن السني بقوة علمه بالتوحيد والتنزيه الذي عنده يكسر أهل الضلال.
ولزيادة فائدة نذكر في هذا الموضع ما ذكره بعض العلماء في تنـزيه الله عن المكان وهو متعلق بهذا الموضوع. قال بعض العلماء: والدليل على أنه مستغني عن المحل، وأنه لو افتقر إلى المحل لزم أن يكون المحل قديما لأنه قديم، أو يكون حادثا كما أن المحل حادث وكلاهما كفر والدليل عليه أنه لو كان له محل لاتصف المحل به لأن ما قام بمحل يتصف به المحل، ألا ترى السواد إذا قام بمحل يتصف به المحل حتى يسمى المحل أَسودا، والعلم إذا قام بمحل يسمى عالما، وإذا كان هو صفة المحل لم يجز أن يكون قادرا عالما لأن الصفة لا تقبل الصفة، والأحكام التي هي موجبات المعاني كالعلم لا يجوز أن يكون قادرا والقدرة لا يجوز أن تكون عالمة
والدليل عليه أنه لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو أما أن يكون مثل العرش او أصغر منه أو أكبر، وفي جميع ذلك اثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر. والدليل عليه أنه لو كان في جهة وقدرنا شخصا أعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل بقطع المسافة والصعود إلى فوق لا يخلو أما أن يصل إليه وقتا ما أو لا يصل إليه. فإن قالوا لا يصل إليه، فهو قول بنفي الصانع، لأن كل موجودين بينهما مسافة معلومة وأحدهما لا يزال يقطع تلك المسافة ولا يصل إليه يدل على إنه ليس بموجود.
فإن قالوا يجوز أن يصل إليه ويحاذيه فيجوز أن يماسه أيضا ويلزم من هذا كفران أحدهما قدم العالم لأن نستدل على حدوث العالم بالإفتراق والاجتماع
والثاني: إثبات الولد والزوجة على ما قالت النصارى لأن الذي يقطع المسافة ويصعد إلى فوق يجوز أن يكون امرأة تتصل به، وكل ذلك كفر وضلال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والحمد لله الذي ايّد أهل السنة والجماعة بالأدلة والبراهين لنصرة دين الإسلام والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه.