www.sunnaonline.org

التحذير من يوسف القرضاوي

لقد ابتليت الأمة المحمّدية على مرّ العصور بالكثير من الخارجين عن جادة الصواب الذين حرفوا دين الله وفسّروا النصوص الشرعية على هواهم فأوقعوا بعض ضعاف الأفهام في المهالك والضلال، زاعمين أنهم لهم المقدرة على الاجتهاد واستنباط الأحكام.ومن هؤلاء رجل أفسد في البلاد وفتن العباد وهو المدعو يوسف القرضاوي الذي ظهر على شاشات التلفزة الفضائية ليفتي بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، مخالفًا بذلك النصوص القرءانية والحديثية مخالفةً صريحةً لا تخفى على ذي بصيرة، بل وضرب بأقوال العلماء وإجماعَهم عرض الحائط زاعمًا أنه يجتهد كما اجتهدوا ! ولكن الله تعالى قيض لهذا الدين من يدفع عنه شبه المضلين الذين يشوّهون الحقائق على ضعاف العقول والأفهام.فعملاً بالآية الكريمة {كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} كان لزامًا علينا أن نحذّر من هذا الرجل الذي افتتن به بعض الناس لا سيما بعدما دُعي عبر شاشة التلفزيون للمناظرة العلنية أمام الناس، فما كان منه إلا أن تهرب زاعمًا أن لا ينزل إلى مستوى من يطالبونه بالمناظرة.

شروط الاجتهاد

وقبل الخوض في مفاسد هذا الرجل والرد عليها لا بدّ من بيان أمر مهمّ جدًّا، وهو أن الاجتهاد (الذي هو استخراج الأحكام التي لم يرد فيها نصّ صريح) لا يكون إلا لمن له أهلية ذلك بأن يكون: حافظًا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام مع معرفة أسانيدها ومعرفة رجال الإسناد ومعرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاصّ والمطلق والمقيّد، ومع إتقان اللغة العربية بحيث إنه يحفظ مدلولات ألفاظ النصوص على حسب اللغة التي نزل به القرءان، ومعرفة ما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه، لأنه إذا لم يعلم ذلك لا يُؤْمَن عليه أن يخرق الدين.
ويشترط فوق ذلك شرط وهو ركن عظيم في الاجتهاد وهو فقه النفس أي قوة الفهم والإدراك ويشترط في المجتهد أيضًا العدالة وهي السلامة من الكبائر ومن المداومة على الصغائر بحيث تغلب على حسناته من حيث العدد. فإذا سمعنا من شخص أنه يدعي الاجتهاد ثم رأيناه يخالف إجماع المجتهدين فهذا علامة أنه دجال كذاب.

ثم ليعلم أن العلماء اتفقوا أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدة فليس فيها اجتهاد بل اتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مما تلقاه الصحابة عنه، ثم التابعون الذين لم يلقوا رسول الله اتبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا. فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التي تحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغير ذلك، وأن الله خالق كل شىء من الأجسام وأعمال العباد الظاهرة والقلبية، هذه الأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة، وإنما الاختلاف يكون في الفروع.

يقول القرضاوي عن الله إنه جوهر وذلك في كتابه المسمى "العبادة في الإسلام" صحيفة 68.

الرد: هذا مخالف لصريح القرءان الكريم ولما أجمَعَت عليه الأمّة المحمدية قاطبة. ولا يسوغ فيه الاجتهاد إذ لا اجتهاد مع وجود النص، ثم إنه لا اجتهاد فيما هو من أصول العقيدة.فالله تعالى يقول في محكم التنزيل {ليس كمثله شىء} ويقول تعالى {فلا تضربوا لله الأمثال} فالله تعالى ليس جوهرًا (أي جسمًا) لأن من وصفه بذلك فقد شبهه بالمخلوقين وكذّب القرءان الكريم. وقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري في كتابه النوادر "من زعم أن الله جسم فهو غير عارف بربّه وإنه كافر به". وقال الإمام عبد الغني النابلسي "معرفة الله عليكَ تفترضْ * بأنّه لا جوهر ولا عرضْ".وقال الإمام الطحاويّ في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر". ثم كلام القرضاوي مخالف للعقل السليم إذ العقل يقول: لو كان الله مشابًها لخلقه لجاز عليه ما يجوز على الخلق من التغير والتطور والحدوث والفناء لأن المتشابهات يجوز عليها عقلاً ما يجوز على بعضها وهذا مستحيل في حقّ الله تعالى.


لقد ذم القرضاوي تعلم الأمور الفقهية وتعليمها للناس، ويعتبر المصطلحات الفقهية تطويلاً وتفريغًا حيث يقول في كتابه المسمى "العبادة في الإسلام" ص 33 ما نصه "وأن تدع جانبًا هذا التطويل والتفريغ والتعقيد الذي انتفخت به بطون كتبنا الفقهية ما بين أركان وشروط وفروض وواجبات وسنن ومستحيلات ومبطلات ومكروهات". ثم قال :"قد يجوز للعالم المتخصص أن يدرس العبارات على هذا النحو، على أن يكون ذلك لنفسه، أما أن يعلم ذلك لسائر الناس فهذا خطأ مبين"!

الرد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [يا أيها الناس تعلموا فإنما العلمُ بالتعلم والفقهُ بالتفقه فمن يرد اللهُ به خيرًا يفقهْه في الدين] رواه الطبراني.فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى التفقه، فهل يُترك ما أمر به رسول الله ويُعمل بكلام القرضاويّ المخالف للدين؟! واللهُ تعالى يقول {وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وروى البيهقي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال "لا يقعد في سوقنا من لم يتفقه". وإننا نرى القرضاوي في هذه المسئلة قد مشى على خطى سيد قطب الذي دعا إلى ترك علم الدين والفقه. واعتبره مضيعة للعمر والوقت كما في تفسيره الذي سماه في ظلال القرءان.


القرضاوي سمى الله بما لم يسم الله به نفسه

لقد نسب القرضاوي إلى الله تعالى أسماء ما سمى بها الله نفسه ولا تليق به تعالى. ففي كتابه المسمى "العبادة في الإسلام" صحيفة 33 يقول: ومن كان يحب الجمال فالله مصدره.
وفي نفس الكتاب صحيفة 22-29 يقول عن الله "قوة".

الرد:يقول الله تعالى {ولله الأسماءُ الحسنى فادْعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائه} (سورة الأعراف/180).وقال النسفي رحمه الله "أسماء الله توقيفية"، أي لا يجوز أن نسمي اللهَ بما لم يسم به نفسَه فلا يجوز تسميته جسمًا أو جوهرًا لأنه لم يرد ذلك في الكتاب والسنة وقال الإمام البلقيني "ما أطلق الله على نفسه أطلقناهُ عليه وما لا فلا".فنحن نلتزم بما سمى الله تعالى به نفسَه عملاً بالآية الكريمة.

في كتابه المسمى "الحلال والحرام في الإسلام" صحيفة 42 يقول القرضاوي: إن كل طاعة أحدثت بعد رسول الله هي بدعة ضلالة ترد على صاحبها.

الرد: هذا الكلام مخالف للقرءان الكريم ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما كانت عليه الأمة جمعاء. فالله تعالى يقول في كتابه العزيز {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهِم إلا ابتغآءَ رِضوان الله}. فهذه الآية معناها مدح الذين كانوا من أمّة عيسى المسلمين المؤمنين المتبعين له عليه السلام بالإيمان والتوحيد، فالله تعالى مدحهم لأنهم كانوا أهل رأفة ورحمة ولأنهم ابتدعوا الرهبانيةَ التي هي الانقطاع عن الشهوات، فمعنى قوله تعالى {ما كتبناها عليهم} أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إلى الله، فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينص عليه في الإنجيل الصحيح ولا قال لهم المسيح عليه السلام بنص منه. فهذه الآية يستدل بها على البدعة الحسنة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم [من سنَّ في الإسلامِ سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمِل بها بعدَه من غير أن ينقُصَ من أجورِهم شىء ومن سن في الإسلامِ سنّةً سيئةً كان عليهِ وزرُها ووزرُ من عملَ بها من بعدهِ من غير أن ينقصَ من أوزارِهم شىء] رواه مسلم. فتبين لنا أنه ليس كل بدعة هي ضلالة ترد على صاحبها بل إن كانت البدعة موافقة للشريعة فهي حسنة وإن كانت مخالفة للشريعة فهي ضلالة. وعلى هذا كان علماء الإسلام ومن شاء فليراجع كتبهم.

من فتاوى القرضاوي الفاسدة أنّه حرم تعليق الحروز سواء كانت من القرءان وذلك في كتابه المسمى "موقف الإسلام" صحيفة 148 وكذلك في كتابه المسمى "الحلال والحرام في الإسلام" صحيفة 223 حيث قال عن الحرز ما نصه: فهو جهل وضلال يصادم سنن الله وينافي توحيده.


الرد: لقد ذم هذا الرجل القرءانَ الكريم الذي جعله الله بركةً وشفاء للناس، كما قال تعالى {وينزّل من القرءان ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين}. وقد ورد أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يكتبون ما علمهم الرسول من التعويذ فيعملونه لأولادهم الصغار الذين لا يستطيعون القراءة لصغرهم كما روى ذلك الترمذي وحسنه من حديث عبد الله بن عمرو. فكيف حرم القرضاوي ذلك مع العلم أن أي مسلم لما يحمل القرءان لا يوجد عالم أو شيخ أو أي إنسان ذو فهم يقول له حرام، فما الضرر من تعليق بعض الآيات من هذا القرءان العظيم.


ذمّه للفقر واعتباره من أخطر الآفات على العقيدة الدينية

يقول القرضاوي: وليس في مدح الفقر ءاية واحدة من كتاب الله ولا حديث واحد يصح عن رسول الله.ويقول أيضًا: لا شكّ أن الفقر من أخطر الآفات على العقيدة الدينية وبخاصة الفقر المدقع الذي يجانبه ثراء فاحش وبالذات إذا كان الفقير هو الساعي الكادح والمترف هو المبطل القاعد: الفقر حينئذ مدعاة للشكّ في حكمة التنظيم الإلهي للكون والارتياب في عدالة التوزيع الإلهي للرزق.هذا ما ورد في مقالة نشرت في جريدة اللواء 3 تموز 1996.

الرد: لا شك أن هذا كلام إنسان مخلّ من دين المسلمين ولا يراعي الشرع في كلامه، بل إن كلامه هذا يدل على تهوّره وجرأته على قول الباطل، كما أنه نفى وجود نصّ فيه مدح للفقر وهذا يدل على جهله فقد روى الترمذيّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [يدخل الفقراء الجنةَ قبل الأغنياء بخمسمائة عام] وقال الترمذي حديث صحيح.وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا :"اطلعت على الجنّة فرأيت أكثرَ أهلها الفقراء" رواه البخاري.وقال تعالى في مدح فقراء المسلمين المتعففين {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف}.

ومن جملة ضلالات القرضاوي أنه حرّم زيارة قبور الصالحين والتبرك بآثارهم وذلك في كتابه المسمى "العبادة في الإسلام" صحيفة 142 حيث قال ما نصه: والتبرك بآثار الصالحين بقبورهم بعد مماتهم هما أوسع أبواب الشرك بالله.

الرد: هذا تكفير لمئات الملايين من المسلمين الذين يزورون القبور ويتبركون بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرّ العصور، وتكفير للصحابي الجليل بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قصد قبر النبي لزيارته وجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، روى ذلك السمهودي في "وفاء الوفا" وإسناده جيد، وكلام القرضاوي فيه تكفير لسيدنا أبي أيوب الأنصاري الذي ثبتَ عنه زيارته قبر النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه وجهه على القبر. والحديث رواه أحمد والطبراني وصححه الحاكم.كما أن الكلام فيه تكفير للأئمة الأعلام، فهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول "إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم (يعني زائرًا) فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره سألت اللهَ تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى". بل إن كلام القرضاوي هذا فيه تكفير لسيدنا عيسى عليه السلام الذي ذُكر في الحديث [لينزلنّ عيسى ابن مريم حكمًا عدلاً وليسلكنّ فجًّا حاجًّا أو معتمرًا وليأتينّ قبري حتى يسلم عليّ]. وقد قال عليه الصلاة والسلام [زوروا القبور فإنها تذكركم الموت] رواه البيهقي في السنن. وعلى هذا أجمع العلماء من السلف إلى عصرنا هذا ولم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية ومن تبعه في معتقده الفاسد، تم تلقف الوهابية هذه الضلالة فراحوا ينشرونها فلذلك كفروا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وها هو القرضاوي تظهر حقيقته وينكشف اتباعه لهذه الفرقة الشاذة.


يعتبر تطرف الإرهابيين غيرة على الدين

لقد دافع القرضاوي عن المتطرفين الذين يقتلون المسلمين ويستبيحون أموالهم معتبرًا الأمر غيرة على الدين وذلك في كتابه المسمى "ظاهرة الغلو في التكفير" صحيفة 11 حيث قال ما نصه :"إن هذا الغلو الذي انتهى بهؤلاء الشباب المخلصين الغيورين على دينهم إلى تكفير من خالفهم من المسلمين واستباحة دمهم وأموالهم".

الرد:يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه] رواه مسلم. وهؤلاء قد أحلوا دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وعاثوا في الأرض فسادًا وقتّلوا المسلمين بأبشع الطرق التي تدل على تعمقهم في الإجرام والوحشية وشوهوا صورة الإسلام والمسلمين في أذهان الناس، فكيف يكون إجرامهم هذا وإرهابهم وتطرفهم غيرةً على دين الله تعالى!؟ وكيف يسميهم القرضاوي مخلصين؟!

 

رابط ذو صله :
القسم : القطبية وجماعة الإخوان
الزيارات : 9032
التاريخ : 27/7/2011