إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيّين والمرسلين. أما بعد فقد قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}. سورة الأحزاب الآية 70
إخوة الإيمان إن القولَ السديد هو القول الموافق لكتاب الله القرءان الكريم الموافقُ لحديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لذا فإنا نُحذّركم منْ عبارة قالها صديق لإبليس لعنه الله في عصرنا الحاليّ وهي قوله "إنّ الرسول نهانا عن لعن إبليس" فلا شك أنّ قول عمرو خالد (الرسول نهانا عن لعن إبليس) غير موافق لكتاب الله الذي فيه {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وإنَّ عليكَ اللعنةَ إلى يومِ الدِّينِ}. سورة الحِجر الآيات 32و33و34و35 .
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" الرجيم معناه الملعون هذا لعن لإبليس أما ما رواهُ أبو داودَ وأحمدُ والنسائيُّ عن أنّ رجلا قال: تعس الشيطان. أي هلك فقال الرسول [لا تقل تعس الشيطان فإنّك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم حتى يصير مثل الجبل وإذا قلت بسم الله تصاغر حتى يصير مثل ذباب]. فهذا ليس فيه ما يدعيه عمرو خالد الذي قال "دَا النبي نهانا إنّا نحنا نلعن الشيطان قال فإنه يتعاظم" إنما فيه النهيُ عن هذه العبارة فقط لأن هذه الكلمة تعِس إبليس تصعب على إبليس فيقابلُ قائلها بان يتعاظم بَدَلَ أن ينكسر فينتفح مِثْلَ الجبل، من هذه العبارة تعِسَ إبليس يأخذه الكبرياء فينتفخ أما إذا قال قائلٌ لعنة الله على إبليس فإنَّهُ يتصاغر من هذه الكلمة لأنَّ إبليس يتصاغر بذكرِ اسم الله. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- ومن أشد وأغرب أقوال عمرو خالد ما قاله في شريطه المسمى "ءادم وحواء" باللهجة المصرية "يا جماعة إبليس كفر أو ما كفرش"ثم يقول "لأ، ما كفرش لأنه قال رب فبما أغويتني" أي أن إبليس على زعم عمرو خالد لم يكفر لأنه قال "رب" عن الله سبحانه وتعالى.وبهذا يكذب عمرو خالد قول الله تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
- ويزعم عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادة المؤمن" ص 174 أن عبادة الذكر لها شرط واحد وهو الإكثار ولا ينفع معها القليل على حد زعمه. ثم يقول في ص 175 "ولذا لا ينفع أن نقول مرة واحدة مثلا: أستغفر الله" وبطلان هذا الكلام الصادر عن عمرو خالد واضح لكل مسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً]. رواه مسلم.