www.sunnaonline.org

كشف ضلالات ناظم القبرصي




مقدمة


الحمد لله رب العالمين، حمى الدين بأهل العلم العاملين، الصوفية الصادقين، أهل الزهد العارفين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه ومن اتّبعهم بإحسان وسلّم.

أما بعد، فقد قال الله تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}. سورة ءال عمران/31، ومن هذه الآية أخذ الجنيد البغدادى رضى الله عنه قوله: الطريق إلى الله مسدودة إلا على المقتفين ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو عبد الرحمن السلميّ الصوفيّ والحافظ الخطيب البغداديّ. فعلامة محبة الله لإنسان هوأن يكون هذا الإنسان متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلامة شذوذ الإنسان أن يكون مخالفاً للرسول في العقيدة والعمل.

وقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الشاذين بقوله [أناس من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، تعرف منهم وتنكر،دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها]. رواه البخاري ومسلم.

ومن هؤلاء رجلٌ ما عُرف بعلم، ولا شُهر بزهد، قلبه معلق بلندن وباريس، لا يغادر لندن إلا ليعود إليها. اسمه ناظم القبرصيّ ويلقبه جماعته أحياناً بالحقانيّ (كما كان هو يلقّب شيخه الداغستاني، وما أبعدهما من الحق) تلبيساً وتدليساً. ورث من شيخه المعروف بعبد الله الفائز الداغستانيّ زيغاً واحتيالا وضلالا، ثم زاد عليه من وسوسات شياطينه ما جعله في البدعة إماماً، عملاً ودعوة واعتقاداً، فلم يعد للسكوت عنه مجال. كيف وقد نشر كتبًا أحيى بها من الكفر ما كان انقرض، وتتلمذ له طلاب حذَوا حذوه وتبعوه عميًا وصمًا وبكمًا.


أظهروا للناس نُسكًا .... وعلى المنقوش داروا

كبار العمائم، صغار الحلوم، لا يعرفون فقهًا ولا تفسيراً ولا صرفًا ولانحوًا ولا حديثًا ولا تاريخًا، وإنما هو: قال شيخنا وعمل شيخنا !! حضرت مرة مجلسًا في شيكاغو في جمع من الناس كبير، فقام واحد من طلابه - بل هو خليفته المنتظر - واسمه هشام القبّاني، خطيبًا في الناس فقال والعياذ بالله: إن الرحمن هو محمد. فرددت عليه في المجلس وبينت أن هذا زيغ وردة، فسكت ولم يُحِرْ جوابًا، ومع ذلك ما تراجع ولا ندم، ولا طرف له جفن تأثرًا مما قال، بل داهن ونافق، فبئس القدوة هم، وويل لمن اتخذهم في الدين أئمة.

وقد كان بلغني سوء حال ناظم القبرصي بشهادة الثقات الذين لقوه في طرابلس ودمشق ولندن وممن لقى شيخه من قبله كذلك، وهم ما زالوا أحياء يَعون ما يقولون ويعرفون بما يشهدون. ثم وقع تحت يدي بعض كتب شيخه الداغستانيّ وعليه صورته ثم أحاديث له نشرتها جريدة الأنوار اللبنانية فإذا فيهما سخافات عجيبة وضلالات غريبة.

بعد ذلك زرت فرنسا سنة 1415 هـ ولقيت فيها بعض الفرنسيين ممن منّ الله عليهم بالإسلام فحدثني بأنه كان لازم القبرصيّ زماناً، وظنه هاديًا إلى الخير مدة، حتى انكشف له فساد طويته، وسوء سريرته، وأنه كان قصد لندن ولزمه هناك سنة وحصّل من كتبه جملة ما زالت عنده، فلما أطلعني عليها وجدت فيها منجَمْعِ الضلالات ما لم أظنّ يومًا أنه يخرج من رأس رجل واحد، لا سيما وهو يدعي الإسلام.

ثم وصلني تأليفٌ لرجل من أهل السنة في بريطانيا ردّ فيه على هذا المبتدع وطلبه للمناظرة العلنية مرارًا فتهرب خائفًا لكنه أوعز إلى أتباعه الأوباش فتهددوا هذا السنيّ إن لم يكف عن الرد على شيخهم، ثم إنهم بعد ذلك انفردوا به فضربوه، هداهم الله ووقى المسلمين شرهم. وهذا السنيّ لديه شرط مسجلة لبعض الدروس بصوت ناظم نفسه.

ومؤخراً اطلعت على مقالات ومجلات ينشرها أتباع القبرصيّ يمدح فيها ناظمٌ بريطانيا وأهلها وأميرها، فعلمت أنه أظهر ما كان خبّأه، وأشهر ما كان أضمره، وأوضح بكلامه هذا من يدفعه ويدعمه، وأنه إنما يشرب من نفس مشرب القاديانيّ المتنبئ ويكرع من مصدر كدرته ومن عين منبع قذورته.

ومما زاد الطين بلة ادعاء هذا الزائغ طريق الصوفية الأبرار ومشرب السادة النقشبندية الأطهار، وأنه شيخ الزمان وإمام العصر،وسلطان الأولياء، مع أن طريقهم مقيد بالكتاب والسنة، ما وافقهما هو المقبول وما خالفهما فهو المطروح. فجاء بما لا تقبله الطريقة ولا يقرّه أئمتها، وإنما هو ينطق بلسان الإباحية وغلاة الباطنية قبّحهم الله وأبعدهم.

فلما عادى هذا الرجل الله والرسول والأئمة اتخذناه - لله تعالى - عدوًّا، وأخذتنا الغيرة على مشرب أهل الله الصافي من أن يسعى لتكديره بقذاراته، فكتبنا هذه الورقات - جهد المقل- طلبًا لرضى الله تعالى واتقاء لسخطه،فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس. وجعلنا كتابنا فيفصول ذكرنا في كل منها نوعًا من أنواع ضلالات ناظم القبرصي وشيخه الداغستاني من غيرأن نقصد حصرها -لكثرتها- وإنما قصدنا أن يَحذَرَها ذو لب ويُحذِّرَها ذو لب ويُحذِّر منها، وألحقنا بذكر كلّ منها الردّ عليها من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الذين يتبجح ناظم بالانتساب إليهم زورًا وبهتانًا وأسميناه (فصل الخطاب في الرد على المدعي الكذاب) أو (براءة الصوفية من دعاوى شيخ الباطنية) أو (ناظم القبرصيّ... والدعوة إلى الباطنية تحت ستار الإسلام). وعمدتنا في هذا التحذير الواجب ءايات وأحاديث منها قول الله تعالى
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}. سورة ءال عمران/110.وحديث البخاري ومسلم وأبي داود والترمذيّ عن عائشة أن رجلا استأذن على النبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رءاه قال [بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة]. وقد روى البيهقيّ وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه حتى يَحذَره الناس] ا.هـ. وبالله التوفيق والقوة وعليه الاعتماد.

فصل في بيان ضلالة القبرصىّ الأولى وهي قوله إنّ الشيخ لا يُرَدّ عليه في شىء ولا يُعتَرَضُ عليه في أمر ولو خالف الشريعة المطهرة.

اعلم، رحمك الله بتوفيقه، أن ناظمً االقبرصىّ لا يرجع فيما يقول إلى دليل من كتاب أو سنة، وإنما هي خرافاته وخرافات شيخه، لا يؤيدها بعقل، ولا يعضدها بنقل. ثم هو باطنيّ يحلّ الحرام ويحرّم الحلال، ومن كان كذلك لا يقيم للكتاب العزيز اعتبارًا، ولا للحديث الشريف وزنًا، لكنه لايستطيع التصريح بذلك دومًا، فهو لذلك يلجأ إلى تحريف النصوص أو تفسيرها على غير وجهها بغير قرينة ولا دليل، لا يرجع إلى إمام تفسيرٍ معتبر، ولا فقيهٍ معتمدٍ، ولا مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة. ومن اعتبر كتبه المطبوعة وأشرطته المسجلة وجد صدق ذلك، والأمر لمن يريد التأكد بنفسه سهل. وهو يسلك نفس طريق الإسماعيلية وغيرهم من الباطنية في إقناع أتباعه بذلك.

أولاً: يزهدهم في علوم الشريعة ويوهمهم أنها لا تنفعهم حتى يتركهم في الجهل غارقين، لا يعرفون إلا قوله ولا يرجعون إلا لكلامه. يقول في الكتاب المسمى (محيطات الرحمة، ءافاق لا متناهية) في الصفحتين السادسة والخمسين والسابعة والخمسين: يقول: يوم القيامة يسأل الله تعالى عالمًا من العلماء هل أنت عالم دين؟ فيجيب كما تعلم يا رب. فيقول الله له وماذا تعلمت من هذا العلم؟ فيقول حفظت القرءان غيبًا. فيقول الله هذا ليس علمك، هذا علمي. فأخبرني ماذا تعلمت غير هذا؟ فيقول العالم حفظت ءالاف الأحاديث النبوية. فيقول الله هذا علم نبـيى وليس علمك. لكن ماذا غير هذا؟ فيجيب العالم عرفت قواعد الفقه وأحكامه. فيقول الله هذا علم فقهاء المذاهب وليس علمك. وماذا أيضًا؟ فيقول العالم عرفت أقوال كثير من الصوفية فيقول الله وهذا أيضًا علمهم وليس علمك!!. وهكذا يُظهرُ الله لهذا الإنسان أنه بالحقيقة ما حصّل شيئًا من العلم طول حياته. إنتهى كلامه.

أقول من قرأ هذا الكلام أو سمعه فصدقه وأخذ به هل يبقى لديه هِمّة ليتعلم شيئًا من علوم الشريعة؟؟ أم هل يهتم بعد ذلك بحفظ كتابٍ أو سُنّةٍ أو قول إمام إلا أقوال ناظم وفلسفاته؟! وإن لم ندرس القرءان والحديث ومعانيهما وما يتعلق بهما من كريم العلوم لنَعْلَم ديننا فماذا ندرس؟! أم نترك مذهب الشافعيّ ومالك وابن حنيفة وأحمد لنتبع العقيدة الناظمية؟! وما معنى قوله في الخرافة التي حكاها عن الله: هذا علمي وليس علمك؟! مع أنّ كل علم يحصله الإنسان فهو معلوم لله تعالى، فعلى مقتضى كلامه مهما أتعب الإنسان نفسه لا يحصّل من العلم شيئًا. وأهل السنة يسألونه هل يكون لعبدٍ علمٌ لا يعلمه الله؟ فإن قال نعم فهو كفر صريح، وإن قال لا فقد نقض حكايته وأفسد ما غزله بلسانه. وبالله العصمة والتوفيق.

والحقيقة أن القبرصيّ مفلس من حفظ القرءان، ومن حفظ الحديث، ومن معرفة الفقه. وامتحانه في هذا -إن قَبِلَ- سهل. فهو لذلك يختار السبيل الهين ليقول ما يشاء من خياله من غير تقيد بقوانين أو بشريعة، ويُموّهُ على أتباعه بمثل هذه الخرافة ليوهمهم بأن أقواله هي العلم الحقيقيّ!!

وليت شعري ماذا يفعل هذا الزائغ بقول الله تعالى
{إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. سورة الإسراء/9، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [خيركم من تعلم القرءان وعلمه]. رواه البخاريّ، وبقوله صلى الله عليه وسلم [تعاهدوا هذا القرءان فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عُقُلها]. متفق عليه، ولماذا أتعب الصحابة أنفسهم في حفظ القرءان فمنهم من حفظه كله ومنهم من حفظ نصفه ومنهم من حفظ دون ذلك أو أزيد؟! وكذلك التابعون وأتباعهم وتبع الأتباع؟! ولماذا أجمعت الأمة على فضل حفظ القرءان واستظهاره؟! وهل يقبل عاقل أن يكون هَدْي الرسول وأصحابه وكل الأمة باطلًا ليكون كلام القبرصيّ حقًا؟! قطعًا لا. ولا أدري كيف يقبل أتباع هذا الرجل منه أن يسكت عنهم وهم يلازمونه سنين ليعرفوا أقواله ويحفظوها ويرى هذا منهم حسنًا، في حين يرى في الوقت عينه أنهم لو أمضوا هذه الأوقات في تعلم أقوال أئمة الدين يكون هذا منهم جهلا وتضييعًا للعمر؟! كيف والجنيد البغداديّ رئيس الصوفية رضي الله عنه يقول: إنه لَيَرِدُ عليّ الوارد فلا أقبله إلا بشاهدي عدل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهل يعرف ماذا يقول كتاب الله من لم يَدرُسهُ؟! أو هل يعرف سنة الرسول من لم يدرسها؟

وكتاب القبرصيّ المذكور ءانفًا كُتِبَ باللغة الإنكليزية، وهو يُوَزَّعُ من قبل الناظميين أنفسهم، معروف بينهم ومتداول، يرى ذلك ناظم وخليفتاه عدنان قباني وأخوه هشام بأعينهم، ولاينكرونه، وهو مطبوع في سنة 1980 ر، عليه اسم ناظم، وهو عندي يَطَّلِعُ عليه منيريد، وقد حصلت عليه من الرجل الفرنسيّ الذي ذكرته ءانفًا، جزاه الله خيرًا.

ثانيًا:
يُزهّد أتباعه في سؤال العلماء واستفتائهم ويحُطُّ مقامهم في أعينهم إذ هو يعرف أنّ أهل العلم هم القادرون على كشف ضلاله، فهو لذلك يَستبق الأمر لينفّر مريديه منهم. يقول في كتابه (محيطات الرحمة..تعاليم مولانا عبد الله الفائز الداغستاني) في الصحيفة 117 منه: علماء كثيرون ينكرون هذا الحديث أو ذلك في حين أن الأولياء يثبتونها. لذلك نحن نأخذ الحديث من هؤلاء الذين عندهم في قلوبهم نور الإيمان الذي يبين لهم الحق. يعني أمثاله من أصحاب الدعاوى الفارغة لا أهل العلم بالحديث كما صرّح به في أكثر من موضع في هذا الكتاب.

ويسأله -بعد أسطر- سائلٌ: إذن حتى نصل إلى درجة الرؤيا العالية هذه التي يملكها الأولياء علينا أن نعتقد أن كل الأحاديث صحيحة. فأجاب القبرصيّ: نعم"!!!!

بل يقول في الصحيفة 117 أيضًا من الكتاب نفسه: كذلك إذا وجدنا أيّ حديث في أيّ كتاب يحوي أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم نقْبَله احترامًا للرسول !!! فإن كان غير صحيح فلا مسئولية علينا!!! هذا أدب عال!!! إذا إنسان قال هذا حديث نصدقه إجلالا للرسول". إنتهى كلامه.

أقول: إن لم يكن هذا هو التلاعب بالدين فماذا يكون؟! وماذا يقال في تعاليم رجل يزعم أن كل من نسب حديثًا للرسول عليه السلام علينا تصديقه؟! أليس هذا يفتح الطريق لكل محتال وعدو للإسلام ليدسّ ما يشاء ويحرف ديننا بغير رقيب؟! وليقول كلُّ راغب ما يشاء من غير ميزان يُرجَع إليه إلا الإلهام والنور المزعومين اللذين يستطيع ادعاءهما كل أحد؟ وهذا بالضبط ما يريده القبرصيّ.

وليت شعري هل الأدب مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ومعحديثه هو أن نخلط الصحيح بالسقيم، والمستقيم بالمعوجّ كما يقول هذا القبرصيّ المجنون؟!! أم الأدب مع رسول الله ومع حديثه هو أن نغار على جنابه الشريف من أنيُنسب إليه ما لا يليق؟ وأن نحمي حديثه من الكذب والافتراء وإدخال موضوعات الدجالين واختلاقاتهم عليه؟ ولو كان الأدب ما قاله هذا القصّاص فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين]. رواه مسلم. ولماذا أتعب علماء الدين أنفسهم في وضع قواعد علم الحديث وتأليف الكتب لبيان الصحيح من المكذوب؟ وهل يكون وليّ الله الإمام البخاريّ، وتلميذه مسلم، والترمذي،وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان، والبيهقي، وابن الصلاح، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والسيوطي، والزبيدي، وغيرهم من علماء الأمة، هل يكونون كلهم على باطل في اشتراطهم شروطًا دقيقة لجواز قبول الحديث والعمل به ( على عكس كلام القبرصيّ )؟! وهل يُقبل أن يكون البخاريّ ومسلم قد أتعبا نفسيهما بغير طائل عندما صنّفا الصحيح والتاريخ وتكلما في جرح الرجال وتعديلهم وفي قبول أحاديث ورَدّ أخرى؟وهل يقبل مسلم واحد أن ينسب إليهم قلة الأدب في ذلك كما زعم هذا القبرصيّ؟ وهل هوأعلم منهم أو أفقه أو أورع أو أتقى؟ وهل سبقه إمام من أئمة الصوفية الذين لا خلاف على جلالتهم كالجنيد البغدادي وعمرو بن عثمان المكّيّ وأبي عثمان المغربيّ والرفاعيّ والجيلانيّ وشاه نقشبند والبدويّ والشاذلي إلى مثل هذه المقالة؟!! إنأجاب بنعم فضح نفسه لأن الصغير من المسلمين يعرف أن هذا كذب، وإن كان جوابه لا فليستحِ من الله ومن المسلمين وليتْبع سَنَنَ أهل العلم والإخلاص بدل أن يَشذّ عنهم.

لكن الظاهر أنه متكبر بعيد من ذلك، وإلا فما معنى حطه من مقام العلماء وقدقال ربنا تبارك وتعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}، سورة فاطر/28. وقال ربنا
{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، سورة الزمر/9، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم]. رواه الترمذي- وهذا في العابد حق العابد، وقال عليه السلام أيضًا: العلماء ورثة الأنبياء. رواه أبو داود.

وهل الصالحون إلا من تعلم ما فرض الله عليه من علم الدين ثم عمل بذلك؟ وإن لم يكن العلماء العاملون أهل الولاية فمَن الأولياء بتعريف القبرصيّ وأمثاله؟ ولله در شيخنا الإمام الرفاعي رضي الله عنه فإنه جلى هذه النقطة وأوضحها في البرهان المؤيد فقال: قولوا قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال نعمان. صححوا المعاملات البينية وبعدها تفكهوا بالمقولات الزائدة. قال الحارث وأبو يزيد لا يُنقِص ولا يزيد، وقال الشافعيّ ومالك أنجح الطرق وأقرب المسالك... أشياخ الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم خذوا بأذيال العلماء، لا أقوللكم تفلسفوا ولكن أقول لكم تفقهوا. من يردالله به خيرًا يفقهه في الدين.

ويقول رضي الله عنه في موضع ءاخر من البرهان: أي سادة، إنّ نهاية طريق الصوفية نهاية طريق الفقهاء، ونهاية طريق الفقهاء نهاية طريق الصوفية، وعقبات القطع التي ابتُلي بها الفقهاء في الطلب هي العقبات التي ابتُلي بها الصوفية في السلوك. والطريقة هي الشريعة، والشريعة هي الطريقة، والفرق بينهما لفظيّ، والمادة والمعنى والنتيجة واحدة. وما أرى الصوفيّ إذا أنكر حال الفقيه إلا ممكورًا، ولا الفقيه إذا أنكر حال الصوفيّ إلا مبعودًا.... فهذه كلمات الرفاعي رضي الله عنه تحكم على القبرصيّ بالشذوذ وبمخالفة منهاج العارفين وبأنه ممكور به. والإمام أحمد الرفاعيّ من أكابر الصوفية العارفين بالإجماع، وحتى ناظم القبرصيّ يصرح بانه من أكابر الأولياء كما في نفس كتابه المذكور ءانفًا، وكان رضي الله عنه يحفظ القرءان والأحاديث بأسانيدها ويعرف الفقه الشافعيّ ويدرّسه ويحث مريديه على ذلك ( تمامًا على خلاف منهج القبرصيّ). وللعاقل بعد ذلك أن يتأمل ثم يعجب من جرأة ناظم هذا على تعدي حدود الشرع ثم يحكم عليه بما يستحقّ.

ثالثًا: يزرع القبرصي في نفوس أتباعه أنّ الجاهل لا مسئولية عليه. يقول في كتاب تعاليم شيخه الداغستانيّ السابق الذكر في الصحيفة 57 منه: كلما ازددنا علمًا ازدادت مسئوليتنا، أما الجاهل فلا مسئوليةعليه. ا.هـ. فيزيد بذلك تنفير أتباعه من العلم ليبقوا جهالا مستسلمين له يتبعونه في كل ترهة من ترهاته.

وأقول كلامه هذا تكذيب للقرءان وللرسول ولأئمة الهدى. يقول ربنا تبارك وتعالى {وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}. سورة الحشر/7.وهذا الرجل يقول يجوز للشخص أن يستمر جاهلا مخالفًا للرسول يَتْرُك الأخذ بما جاء به الرسول ويفعل ما نهى عنه ثم لا مؤاخذة عليه في الآخرة لأنه جاهل!!! كيف ولو كان الأمر كذلك لكان الجهل خيرًا من العلم، لأنه على مقتضى كلامه الجهل يضمن النجاة في الآخرة وليس العلم ضامنا لذلك. وبيان سقوط مثل هذا القول لا يحتاج إلى بسط عبارة. وهو كفر ظاهر. كيف لا وهو تكذيب لقوله تعالى
{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، سورة الزمر/9، وتكذيب لحديث أبي داود: وقاضٍ قضى بجهل فهو في النار، ولحديث أبي داود أيضا في المصاب الذي أُفتِيَ بالاغتسال بالماء مع أنه كان يضره فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قتلوه قتلهم الله. وإنما شفاء العيّ السؤال. وكذلك هو تكذيب لإجماع الأمة على وجوب تعلم قدر من علم الدين فرضا عينيا وعلى إثم من أهمل ذلك.
وقد قال سيدنا الرفاعيّ رضي الله عنه: ما اتخذ الله وليًا جاهلا ... الوليّ لا يكون جاهلا في فقه دينه ... العلم المختصر علم ما أمر الله به ونهى عنه، والعلم الأتم علم التفسير والحديث والفقه... إلخ. ذكره في البرهان.

وقبله قال ولي الله بلا خلاف إمامنا الشافعي رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. ونقله عن النووي في أول المجموع. ويكفي في هذا الباب كلام سيد الطائفة الجنيد رضي الله عنه - والذي يدّعي هذا المفتون أنّ سنده في التصوف من طريقه - قال رضي الله عنه: من لم يحفظ القرءان ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا العلم، لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة.. ا.هـ. رواه الحافظ الخطيب البغدادي. ومعنى كلامه هذا واضح لذي لب وصريح في بابه، فمن لم يحصّل علم الدين المبني على الكتاب والسنة أنّى يصلح أن يكون مُسلّكًا مربيًا؟! فإذا ترك مريد القبرصي تعلّم العلم ضاع منه الميزان الشرعي، وصار طعمة لهذا الرجل ولشيطانه، يأكل به الدنيا ويتكسّب به الجاه، ويوهمه أنه يرقيه وهو ينزل به إلى الحضيض.

رابعًا: إذا قطع المريد المخدوع هذه المراحل، وصدّق ترهات هذا الرجل، يصير عندئذ جاهزًا لحقنة جديدة من السموم فيفتيه هذا الدجال بعجائب من الفتاوى، يصيّره بها ملحدًا معلنًا منقطعًا حتى عن مظاهر العبادات !!! فالقبرصيّ فضلا عن جهله الفاضح بالدين، ولجوئه إلى الأكاذيب العجيبة، حيث يقول مثلا بأن هناك روح للروح!! وروح لروح الروح !! أو يقول بأن الله خلق السموات والأرض في سبعة أيام (بدل ستة) !! أو يقول بأن رابعة العدوية من أهل البيت !!... إلخ فإنه يسعى لإلغاء أحكام الشريعة وهدمها. فيلغي فريضة الصلاة، ويقلل من شأن الصيام، ويحث على أكل الحرام، وكل ما يشغل باله هو... الزواج !! وكم من مرة حدث أتباعه عنه!! ويا ليته حدثهم عن أحكامه الشرعية، ولكنه يحدثهم ليقول لهم: لما يجامع الرجل زوجته في ليلة الدخول تُغفر لهما كل ذنوبهما!! أو نحوذلك من الخرافات. فمن مشي على دربه صار منكرًا لأحكام الشريعة المحمدية متبعًا لأحكام شريعة ناظم القبرصيّ، همّه بطنه وفرجه، لا يجتنب حرامًا، ولا يتوقى شبهة، ولا يخاف عقاب الآخرة... لا سيما والقبرصي قال لهم: إن الله يغفر لعباده في كل ليلة كل ذنوبهم !! الشيطان يغويهم بالنهار والله يغفر لهم ذلك في الليل. !! ا. هـ.

قلت مثل هذا الهذيان العجيب لا يصدقه إلا من سقطت همته، وسخف فكره، وانسلخ من دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وفي كل هذا يتبع ناظم طريقة ملاحدة المتصوفة وقدماء الباطنية - المشهورين بالحشاشين - فيصور لأتباعه أن فهم الدين لا يكون إلا من طريقه، وأن أسراره - كما يعبّر - لا تعرف إلا بواسطته، وأنه رئيس الأولياء وزعيم الأتقياء، فما قاله فهو الدين، وما نطق به فهو الصواب، لا يجوز الاعتراض عليه، ولا تقاس أفعاله بميزان الشرع!! بل هو أعلى من ذلك !! ومن زان أعمال ناظم بهذا الميزان فهو قصير النظر محروم!! فاشل في الامتحان، بعيد من التجلّيات!! فهو - على زعمه - لا يُعترَض عليه مهما فعل وهو على صواب ولو خالف أوامر الله والرسول !! والدين - عنده وعند الأغبياء ممن عبدوه - هو قوله وفعله لا ما بلّغه سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وأمر به.

استمع إليه يقول (في الصحيفة 108 من كتابه محيطات الرحمة الآنف الذكر) شيخنا الكبير - ويعني به عبد الله الداغستاني - أنه في هذا الزمن هو وحده من بين الأولياء أُعطي الإذن ليتحدث عن العلم المكتوم، وأنه أُعطي الإذن ليتحدث بأسرار القرءان. إنتهى كلامه. وناظم هو خليفته وترجمانه وناقل أفكاره، وهذا معناه أنه هو وحده حامل حقيقة معاني الشرع، وأن من أرادها لا سبيل له إليها إلا من طريقه. وهذا أمر قد صرّح به ناظم في أكثر من موضع ومناسبة وكتاب.

قلت وأيّ علم مكتوم يزعمه هذا الدجال وقد بلّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما أوحى إليه ربّه. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، سورة المائدة/67. ونصّ ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل على كفر من زعم أن النبيّ بلّغ فقط ظاهر الشريعة وأن لها باطنًا يخالف ذلك الظاهر. كيف لا وقد قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، سورة المائد/3. فقارن ذلك بكلام القبرصي ثم احكم عليه بما يستحق.

واستمع إليه يقول في الكتاب المسمّى ( محيطات الرحمة .. اللآلئ الزهرية!! ) صحيفة 45 منه: شيخنا الكبير كثيرا ما كان يقول لي: يا ناظم أفندي، لا تضع كلماتي في الميزان لتزنها. لا تقل لماذا يفعل شيخي كذا أو يقول كذا !. وانظر قوله في الكتاب عينه بعد أسطر معدودات: شرط صحة اتباعك لنا أن تتبعنا من غير أن تحكم على أعمالنا ولا تعترض. بل إنه - في سبيل جرّ هؤلاء الرعاء الذين يتبعونه من غير عقل خلفه - يشبّه نفسه بالخَضر عليه السلام ويدع نفسه المريضة في مصاف نبيّ من الأنبياء حتى يصل والعياذ بالله إلى القول: فإذا تعلّق الأمر بأفعال شيخك فإياك أن تحاول تقويمها أو وزنها بعقلك حتى لوكنت نبيّ الله موسى !!!! ا هـ. ذكره في نفس الكتاب.

قلت: بالله عليكم هل يصدر مثل هذا الكلام إلا عن نفس مريضة؟ وهل يكون صاحبها إلا ملحدًا منحلا من الدين ومن اتّباع الشريعة ؟ وهل يجوز أن يقال عن مثل هذا الرجل سلطان الأولياء أو رئيس العارفين أو نحو ذلك من الألقاب التي يخلعها أتباعه عليه؟!! كلا والله. وإنما الواجب على المسلمين التحذير منه، وهو من أهم الجهاد. وفيه عظيم الثواب أكثر من بناء مسجد لله تعالى!! كيف لا، وفي هذا صيانة الدين وعقيدة المسلمين، والقيام بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كيف يزعم ذلك هذا القبرصي الأبيض وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: المؤمن مرءاة أخيه. رواه أبو داود .

وكان عمر يراجع أبا بكر في أمور يرى الصواب بخلافها ( وأبو بكر أفضل الصحابة كما لا يُخفى )، وكانت المرأة التي هي أقل درجة من عمر بكثير تراجعه وتقول له ليس لك أن تفعل كذا، فيرجع عمر إلى قولها ويقول: أخطأ عمر وأصابت امرأة ا هـ. ولم يقل أبو بكر يومًا ولا عمر أنا أكبر من أن أُراجَع فلا تقيسوا أقوالي وأعمالي بعقولكم، ولا قال أحد منهما اتبعوني عميًا صمًّا بكمًا، ولا ادّعى أحد منهما أنه من أحاط بأسرار الشريعة وتفاصيلها كما يدّعي هذا الجاهل الذي لا يعرف أركان الصلاة ولا مبطلات الوضوء. بل سُئِل أبو بكر عن معنى آية من القرءان يومًا فقال: أيّ أرضٍ تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم ا هـ. وكان عمر يقول نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. ا. هـ. ومنهاج الصحابة ومن بعدهم من العلماء والأولياء أنه إذا ظهر لهم خطأ بدليل شرعيّ رجعوا عنه. وما كانوا قط يقولون نحن أهل الباطن وأنتم أهل الظاهر. الشيخ عبد القادر الجيلاني ما قال هذا ولا الرفاعي ولا شاه نقشبند ولا خلفاؤه ولا أحد من الصوفية الصادقين. وأما هذا القبرصي فيقول: أنا المنفرد في هذا العصر بمعرفة أسرار الشريعة!!!! فعلى زعمه عرف ما لم يعرفه أبو بكر ولا عمر ووصل في علو المرتبة إلى ما لم يصلا إليه !!! ومن بلغ به الغرور مثل هذا المبلغ فلا كلام معه.

لقد أسمعت لو ناديتَ حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي

ومع هذا يجب التحذير منه ديانةً، لا سيما وفي هذا التحذير تبرئة للصوفية الأطهار من دنس هذه القاذورات حتى لا يتخذ أعداء التصوف أقوال ناظم وأفعاله سببًا للطعن في هذا المسلك الشريف، ( وهم قد بدءوا يفعلون ذلك فعلا ). وإنما طريق أهل الله الانكسار للشرع، والتواضع للمؤمنين، وترك الدعاوى العريضة من غير طائل. ليس همّهم أن يعظّمهم الناس، ولا أن يمدحوهم، وإنما همّهم مرضاة خالقهم. لا يعتبرون أنفسهم فوق النصيحة ولا يتكبّرون عن قبولها، ولا يعتبرون المريد الذي ينصحهم فاشلا ولا زائغًا، بل هو عندهم المقبول. وإن حصل منهم مخالفة للشرع فبُيِّن لهم رجعوا وأنابوا ولم تأخذهم العزة بالباطل. فالشرع عندهم الأصل لاعباراتهم وأقوالهم. ( تمامًا على عكس ناظم المنتسب زورًا إلى مسلكهم ).

يقول السيد المفخم والبحر الغطمطم الوليّ بلا نزاع الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه: سلّم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشريعة فإذا خالفوا الشريعة فكن مع الشرع ا هـ. ويقول الباز الأشهب واليث العثمثم السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: إذا رأيت من الشيخ خطأ فنبّهْهُ فإن رجع فذلك الأمر وإلا فاتركه واتبع الشرع ا هـ. ذكره في كتاب أدب المريد.

فقارن أيها القارئ بين أقوال هذين الإمامين العظيمين وبين قول القبرصيّ (لا تراجع شيخك ولو كنت نبيّ الله موسى) تعرف مقدار الفرق بين أسود الرجال الوقّافين عند حدود الله، والمعظّمين لأنبياء الله، وبين الثعالب والغربان اللاهثين خلف جِيَف الدنيا المنتنة.

فالواجب النهوض بالتحذير من هذا القبرصيّ وإظهار شذوذه غضبًا لله وللشريعة، ويجب ترك المداهنة فيذلك فإنها لا تفيد يوم القيامة شيئًا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا - أي ليس منأهل كمال الإيمان- من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويأمر بالمعروف وينهَ عن المنكر. رواه ابن حبّان. والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. وهذه النبذة كافية لكل ذي قلبٍ واعٍ في بيان حال الناظميين، ولتحريك همّته على مكافحة شرّهم. ومع هذا، نُتبِع هذا الفصل بعون الله بفصول قصيرة تظهر أقوال هذه الفرقة الخطيرة واعتقادات شيخها القبرصيّ مع رد موجز على كل ضلالة، زيادة في البيان، وحتى لا يبقى لمدلس مقال. والله الموفّق للصّواب.

فصلٌ في تسوية القبرصي وشيخه عبد الله الداغستاني لنفسيهما بالله تعالى.

يقول ناظم القبرصي فيكتابه محيطات الرحمة ص 6: أوامر القطب هي أوامر الله ومشيئته مساوية لمشيئة الله. ويقول شيخه عبد الله الفائز الداغستاني في كتابه الوصية ص9: التعريف الثاني للطريقة هو أن يكون المريد مستعدًا لتلقي الأمر من مرشده كما كان الرسول ينتظر مجيء الوحي من الله. ا. هـ.

قلت هذا كلام عجيب يكذبه قول الله تعالى {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ}. سورة النور/21. ويكذب هقول الله تعالى
{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. سورة التكوير/29. ويكذبه حديث رسول الله [كل يؤخذ من قوله ويترك غير رسول الله]. رواه الطبراني. ويكذبه سيرة أبي بكر وسيرة عمر حيث كانا يختلفان في الرأي فيراجع عمر أبا بكر ويطول بينهما الكلام ولا يقول أبو بكر لعمر كلامي كالوحي، ولا يعتقد عمر مثل ذلك. ويكذبه أيضا فعل عمر لما أقر بالخطإ عندما راجعته المرأة في مسئلة مهور النساء. رواه سعيد بن منصور في سننه.

ولكن القبرصي وشيخه الذي يزعم كل منهما أنه قطب زمانه وشيخ أوانه لا يرضيان إلا أن يعبدهما أتباعهما، فنعوذ بالله من شرورهما ومن الضلالة بعد الهدى وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فصل في تسوية ناظم القبرصي لملكة إنكلترا بالله عزّ وجل!!!

يقول القبرصي في كتابه المسمى: محيطات الرحمة. ص9: الله تعالى طلب محمدًا عليه السلام إلى حضرته القدسية فأطاع الرسول الأمر ومثل في الحضرة الإلهية كما تتلقى ملكة إنكلترا الرجل النبيل. ا.هـ.

فانظر أيها القارئ إلى وقاحة هذا الكافر الذي يساوي بين الخالق وبين ملكة إنكلترا!!! لتدرك حقيقة هذا الرجل وتعرف أين منبع مشربه ومن أين يُوجَّهُ نشاطه. وفساد كلامه ظاهر كالشمس لا يحتاج إلى بيان.

فصل في زعم القبرصيّ أن العباد كانوا في الأزل مع الله غير مخلوقين وأنهم جزء منه. والعياذ بالله.


يقول ناظم القبرصي في كتابه: محيطات الرحمة. ص 13: الله هو الملك. ولا يوجد ملك من غير مملكة. كما أنه لا معنى لوجود الرسول من غير أمة. لذلك الله كان موجودًا بلا بداية وعباده كانوا موجودين بلا بداية !!! لو لم يكن هناك بشر، فالله إله من كان إذًا؟ إله نفسه؟ كلا. الحديث القدسيّ يقول: كنت كنزًا مخفيًّا فأحببت أن أعرف. عباد الله كانوا جزءًا من هذا الكنز" ا.هـ.

هذا حديث غير صحيح، وهو مكذوب جزمًا كما قال علماء الحديث. لاسيما والله يستحيل أن يشبّه نفسه بالكنز وهو القائل
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}. سورة الشورى/11. كما أن كلمة ( مخفيًا ) أيضًا فيها كفر لأن معناها أن شيئًا غيره أخفاه. تعالى الله عن ذلك.

أقول: هذا الكلام كما ترى أيها المطالع فيه تصريح واضح بعقيدة القبرصي فهو يعتقد أن الله أزليّ وأن العباد أزليون لأنهم أجزاء من الله. وهذا كفر ظاهر لا لبس فيه. قال الله تبارك وتعالى: هُوَ الأَوَّلُ. سورة الحديد/3. أي هو وحده الأزليّ الذي لا بداية له. فالله تَمَدَّح بذلك في القرءان ولو كان يشاركه غيره في هذه الصفة - أي الأزلية بلا بداية- لما تَمَدَّح بها سبحانه. ثم إن الله عزّ وجل بيّن في القرءان أنه لا يجوز أن يدّعي أحد أنه جزء من الله، فإنه سبحانه وتعالى ذم الكفار القائلين بذلك بقوله
{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا}. سورة الزخرف/15.

ومن أين يكون العبد المحتاج للنوم والشرب والأكل، والذي يتعب ويَنصَب ويعرق ويدخل الخلاء، من أين يكون مثل هذا العبد جزءًا من الخالق القويّ المتين.
بل الله واحد أحد أزليّ لا ابتداء له موجود لا يشبه الموجودات. ليس جسمًا ولا روحًا وليس أصلا لغيره ولا فرعًا عن غيره كما قال تعالى
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. سورة الإخلاص/3-4. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان الله ولم يكن شىء غيره]. رواه البخاري. وكل شيء سوى الله فهو مخلوق لله تعالى. لم يكن موجودًا ثم وجد. أبرزه الله تعالى بقدرته من العدم إلى الوجود. كما قال تعالى {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ}.سورة الفرقان/2. ومن كذَّب الله والرسول فليس له في الإسلام نصيب.

يقول أحد تلاميذ ناظم: لقد أعطيتنا يا مولانا درسًا عظيمًا لما أخبرتنا أنه لا يوجد ملك من غير مملكة ولا نبي من غير أمة قال ولا خالق من غير مخلوقين. الله غير مخلوق إذن عبيده أيضًا غير مخلوقين. لكن لما نأتي إلى هذه الحياة ننسى، فيجيب ناظم القبرصي - وبالفم الملآن-: نعم. ا.هـ. ( ذكره في كتابه محيطات الرحمة ص 82. )

قلت: لو لم يكن لهذا الرجل إلا هذه الضلالة لكفته.
نسأل الله تعالى السلامة. ءامين

فصل في تفضيل ناظم القبرصيّ وشيخه عبد الله الفائز الداغستاني لنفسيهما وأتباعهما على أنبياء الله تعالى.

من المعلوم من الدين بالضرورة أنّ الأنبياء هم أفضل خلق الله تعالى لا يساويهم في مرتبتهم مخلوق ءاخر لقول الله عز وجل
{وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}. سورة الأنعام/86. ولكنّ شيخَي الضلالة أعني القبرصيّ والداغستاني لا يرضيان بكتاب الله تعالى، بل يرفعان نفسيهما فوق رتبة الأنبياء ثم يزعمان أن أتباعهما من الرعاع والجهلة أعلى رتبة من رسل الله والعياذ بالله تعالى.

يقول عبد الله الفائز الداغستاني في كتابه الوصية ص 13 عن ءاية
{ءامَنَ الرَّسُولُ} سورة البقرة/285. قارئ هذه الآية مرة واحدة يفوز بدرجة عالية ورتبة كبرى ويحصل له أمن وأمان في الدنيا والآخرة ويدخل في دائرة الأمن عند الله عز وجل وينال جميع درجات ومقامات الطريقة النقشبندية العلية ويفوز بما لم يفز به الأنبياء والأولياء ويفوز بمقام أعلى من مقام أبي يزيد البسطامي. إنتهى كلامه.

ويقول أي الداغستاني في نفس الكتاب ص 6: الذي سيفوز في هذا الزمان بما لم يفز به الأولون من الخلوات والرياضات ومن الجهاد الأصغر والأكبر والذي سينال درجة عالية ورتبة كبرى لم ينلها لا الأنبياء ولا الصحابة. إنتهى كلامه.

أقول: هذا كفر صريح، فيه تكذيب للقرءان كما بيّنا وفيه تكذيب لإجماع الأمة. ومن فَضَّل وليًّا من غير الأنبياء على نبيّ واحد فقد كفر، فكيف بمن يفضل السفلة الهمج على الرسل الكرام لمجرد أنهم قرءوا ءاية
{ءامَنَ الرَّسُولُ} سورة البقرة/285؟!

قال القرطبيّ: النبيّ أفضل من الوليّ وهوأمر مقطوع به عقلا ونقلا، والصائر إلى خلافه كافر لأنه أمر معلوم من الشرع بالضرورة. ا. هـ. نقله عنه الحافظ ابن حجر في الفتح وأقرَّه. نسأل الله السلامة وحسن الختام.

فصل في تسوية الداغستاني والقبرصيّ بين المؤمن والكافر وبين الإسلام وسائر الأديان.

يقول عبد الله الداغستاني في كتابه الوصية 12: لو قرأ الكافر فاتحة الكتاب ولو مرة واحدة في حياته لا يخرج من الدنيا إلا وقد نال قسمًا من تلك العناية لأن الله لا يفرق بين كافر أو فاسق أو مؤمن أو مسلم بل كلهم على السوية. ويقول في الصحيفة الرابعة عشرة من نفس الكتاب: واعلموا يا أولادي أنه لو كافر أو منافق قرأ هذه السورة - أي الانشراح - يحصل له من تلك المقامات والتجليات والفضائل لأن الله لا يفرق بين كافر أو مؤمن أومنافق أو وليّ أو نبيّ بل إن العباد عند الله على السوية لأنهم داخلون في خطاب
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءادَمَ} سورة الإسراء/70. إنتهى كلامه.

أقول: من يصدق مثل هذا الهذيان ويساوي بين أعداء الله من الكفار المعلنين والمبطنين وبين أحباب الله من الأولياء والمرسلين فهو خارج من الدين. ومن أين يتساوى المؤمن والكافر وقد قال ربنا عز وجل
{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} سورة القلم/35 – 36. وكيف يكون المنافق مساويًا للمؤمن وقد قال ربنا {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} سورة النساء/145.وكيف يجرؤ أحد على الادعاء بأن الكفار والمسلمين عند الله على السوية وقد قال ربنا في الكفار {أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} سورة البينة/6.؟!! وقال تعالى {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} سورة السجدة/18.

وأما قوله تعالى
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءادَمَ} سورة الإسراء/70.فمعناه أن الله أحسن إليهم بأنواع النعم وليس معناه تفضيل جميع أفراد بني ءادم بالمنزلة عند الله بدلالة ءايات القرءان الأخرى. ويكفي في بيان ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا تحلفوا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفس محمد بيده إن الذي يدهدهه الجعل بأنفه - أي أقذار الناس - خير من هؤلاء المشركين]. رواه ابن حبان. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بمعاني كتاب الله.

يقول ناظم القبرصيّ في " محيطات الرحمة " ص 15: كل الناس متساوون في نظر الله. ويقول في الصحيفة 32: كل الأديان تعلم الناس طريق العبادة الحقيقية لله تعالى. ا.هـ

أقول: أما الله تعالى فيقول
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ}. سورة ءال عمران/19.ويقول عز وجل {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} سورة ءال عمران. ويقول الله تعالى {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} سورة الجاثية/21.
والله تعالى لا شك هو الصادق وناظم القبرصيّ هو الكاذب.

فصل في إنكار ناظم القبرصيّ جزاه الله بما يستحق لعذاب الكفار في النار.

يقول القبرصيّ في كتابه " محيطات الرحمة "، ص 78: البوذيون، النصارى، الكاثوليك، الشيوعيون، الكونفشيوسيون، البراهمة، والزنوج، مَنْ خلقهم؟ الله خلقهم كلهم. وكل واحد منهم يقول نحن على المنهج الموصل إلى الحضرة الإلهية. إذن هناك طرق كثيرة كثيرة لا تعرفها. توصل إلى تلك الحضرة!!! ثم يسأله أحد أتباعه ماذا عن الطرق المؤدية إلى جهنم هل هي طرق إلى الله أيضًا؟ فيجيب ناظم " نعم!!! طرق جهنم هي طرق إلى الله أيضًا بعد جهنم. جهنم هي تنظيف الناس، تنظيفهم من الخطايا والصفات السيئة ثم بعد ذلك يقادون إلى الله". فيسأله التابع "وهل يبقى أحد في جهنم إلى الأبد؟ فيجيب ناظم "الإيمان أصليّ في الناس والكفر عارض. عند كل الناس الأمر كذلك. قد يبقى واحد في جهنم لو أن الله يأمر بذلك، ولكن كل واحد سيصل إلى الحضرة الإلهية المقدسة. الله لن يترك عبيده بين يدي الشيطان... رحمته لن تترك أحدًا في جهنم إلى الأبد"!!! ا هـ

قلت هذا ترجمة كلامه بحروفه وهو صريح في تكذيب دين الإسلام ونقض عراه. قال ربنا عز وجل
{إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} سورة الأحزاب/64 – 65. وقال تعالى {لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيى} سورة طه/74. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش فيذبح ثم ينادي منادٍ يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت] رواه البخاري. ونقل أبو منصور البغدادي وغيره إجماع الأمة على بقاء نار جهنم وخلود أهلها الكفار فيها. وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة بين العالم والجاهل من المسلمين فمن عاند فيه فقد كفر والعياذ بالله تعالى.

ولا يكتفي ناظم المذكور بالتصريح بهذا الأمر مرة أو مرتين بل هو يكرره بصيغ مختلفة وعبارات متنوعة لا تترك أيّ لبس في كلامه ولا تفتح مجالا حتى لضعيف فهم ليؤول كلامه الصريح في الكفر والعياذ بالله، وذلك ليرسّخ في قلوب عُبّاده عقيدة الباطنية ويبعدهم تمامًا عن عقيدة المسلمين. يقول في الصحيفة 59 من الكتاب نفسه: لذلك نحن نبلغ الناس المبشّرات والأخبار المفرحة. لو قلنا لغير المؤمنين أنتم ستُعذّبون هل سوف تكبر محبتهم لإلههم، أم أن الأخبار المبشرة عن رحمة ربهم التي لا نهاية لها هي ستفتح قلوبهم. لذلك نحن نبشر الناس ولا نخوفهم أو نحزنهم. لو أنك قلت للناس مثلا عن ملك إنه طيب، عادل، رحيم أليس هذا يحببه لقلوبهم؟ لكن لو أنك أخبرتهم عن ملك شرير أنه صعب، ذو عقوبة وقصاص، سجونه ملأى بالمساجين. أليس هذا يسبب كراهية الناس له. الله قال لموسى " يا موسى حببني إلى الناس"!! هذا أمر الله. ليس محبة البغض. لذلك نحن نبشّر كل الناس سواء قبلوا اعتقاداتنا أم لا هذا غير مهم". إنتهى كلامه الخبيث.

قلت: هذا تكذيب صريح لقول الله تعالى
{وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} سورة السجدة/13.
ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة] رواه أبو داود.

ولا يكتفي القبرصيّ بما ذكر بل يقول في الصحيفة 65 من الكتاب عينه: لو أن واحدًا من الأولياء أُعطيَ الشفاعة يوم القيامة فهو لن يترك شخصًا واحدًا في نار جهنم. ا. هـ. ولما يسأله بعض أتباعه بعد برهة عن أبي لهب وزوجته ويقول له أليس أمر عذابهما مذكورًا في القرءان؟ يجيبه القبرصيّ قائلا "هذه السورة سورة اللهب إنما أنزلها الله كإنذار حتى لا يفعل الناس مثل أبي لهب. الله سيوقف كلإنسان على عمله لكنه يرحم من يشاء. أمة النبيّ أحب إليه من الأولاد إلى والديهم... لذلك في الآخرة يقف عند مدخل الجنة فيقول له الله تعالى ادخلها فيقول يا رب لا أستطيع دخولها حتى تدخل أمتي. ثم يبدأ الرسول بالعد واحد اثنان ثلاثة، أربعة إلخ وإذا بقى واحد منهم لم يدخل يقول يا رب لا أستطيع الدخول حتى يدخل!!!... لا تقلقوا الأوروبيون هم أمة الرسول، والأمريكيون أيضًا، والروس والصينيون والهندوس والزنوج أيضًا كلهم أمته، الرسول عليه السلام قال إذا أعطيت الإذن فلن أترك أحدًا خلفي... هناك مبشرات كثيرة لنا". ا هـ

قلت: هذه ترجمة كلامه بحروفه وهي مليئة بالكفر الجليّ الواضح الذي لا يحتاج إلى شرح، ويكفي أن كلامه هذا تكذيب صريح لقول الله تعالى
{وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} سورة الأنبياء/28. ولقوله عز وجل {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} سورة غافر/18. ولقوله تعالى {فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} سورة ءال عمران/32. ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الله ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب، قيل وما الحجاب يا رسول الله؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة]. رواه ابن حبان. وقد نصّ القرافيّ المالكي وابن حجر الشافعي وغيرهما من أهل العلم على كفر من يدعو بالمغفرة للكافر بعد موته فكيف بمن يجزم بأنها تحصل لهم جميعًا بحيث لا يبقى في جهنم منهم أحد؟!! نسأل الله السلامة، ءامين.

فصل في دعوة ناظم القبرصيّ إلى الإباحية.

من المعلوم من الدين بالضرورة، لا يختلف في ذلك مسلمان، بأنّ غَضَّ البصر عن العورات واجب. وهو أمر مدحه الله تعالى في القرءان ومدح فاعله فقال عز وجل
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} سورة النور/30. وقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطورة النظر إلى العورات فقال [كل عين زانية وزنا العين النظر] رواه البخاري. فشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر إلى العورات بالزنا - مع كونه أقل من الزنا الحقيقيّ خطورة-، وذلك لتنبيهنا للابتعاد عنه والحذر منه.

هذا ما أرشدنا إليه نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم ولكنّ القبرصيّ صياد نساء، همه فرجه وبطنه، وهو في سبيل ذلك ينقض دين الله عروة عروة ويسعى في إبعاد الخلق عن هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم مااستطاع، فتراه يجيز النظر إلى العورات ويحث على ذلك. ولأنه باطنيّ فإنه يغلّف هذه الدعوة بخداع مكشوف يضحك منه الأطفال ولا يقتنع به إلا السخفاء الذين يسلمون له تسليم الغنم للجزار يذبحها.

يقول في كتابه " محيطات الرحمة " ص20: "لكل عمل قد تجد ثلاثة طرق أو جوانب واجب أو سنة أو حرام وسنوضح ذلك ببعض الأمثلة. أعلى طبقة في البشر هم الأولياء، عندهم في أعينهم ضوء مقدس، قوة مقدسة تحرق الشرور في الناس الذين ينظرون إليهم. فبسبب هذه الصفة المقدسة يجوز لهم النظر إلى أي مكان، إلى الرجال أو النساء. هم مأمورون بالنظر. لا يوجد تحريم بالنسبة إليهم. لذلك نظرهم واجب". إنتهى كلامه.

قلت: كلامه هذا تكذيب صريح لنصوص الشريعة التي ذكرنا بعضها ءانفًا. ومن يقول هذا الكلام لا يُسْتَبْعَدُ عنه أن يُحِلَّ لنفسه تقبيل النساء وضمهن وجماعهن بدعوى تطهيرهن طالما هو يزعم أنه سلطان الأولياء وطالما يعتقد أتباعه أنه ممتلئ بالقوى المقدسة. ومن يعرف الرجل وكبار أتباعه يعرف أنهم يتهافتون على مصافحة النساء ومسّ جلودهنّ، ولعلّ شخصًا يهتم بتتبع العلاقات التي تربط هذا القبرصيّ بنساء أتباعه ليتضح كم من الوقت يستغرقه كل يوم في التحديق إليهن والنظرإلى عوراتهن بدعوى تطهيرهن طالما هو يعتبر هذا عبادة بل واجبًا!!!


ومما هو معلوم لمن قرأ كتب الحديث، بل لمن درس صحيح البخاريّ فقط أنّ الفضل بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كان من خيار الصحابة صار ينظر يومًا إلى وجه امرأة جميلة جاءت تسأل رسول الله مسئلة شرعية فأدار رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه ابن عمه إلى الناحية الأخرى. مع أن وجه المرأة ليس عورة.

فانظر ما أبعد الفرق بين طريق حبيب الله محمّد صلى الله عليه وسلم وبين ناظم هذا الذي يريد أن ينشر مذهب الإباحية تحت ستار الإسلام أو التصوف أو الطريقة النقشبندية، وهو يصرّح عن هدفه تصريحًا لا تلميحًا فيقول في نفس الصحيفة وفي نفس الكتاب "في الأصل لم يكن هناك شيء محرم، إنما جاء التحريم للعمل الذي يبعد الشخص من الله". ا.هـ

قلت: فعلى زعمه افعل ما يحلو لك وادّعِ أنّ هذا لا يبعدك من الله ولا اعتراض عليك ولا حرج. وهل مذهب الإباحية إلا هذا؟ وهل دعوة الباطنية إلا إلى هذا؟ فتنبهوا أيها المسلمون.

فصل: فى نفى ناظم لعذاب الآخرة.

قال فى كتابه " محيطات الرحمة " ص 15: الله ينظر إلى عبده مرة كل يوم!! من منتصف الليل إلى طلوع الفجر!!! ( أنت خبير بأن منتصف الليل والفجر يختلفان باختلاف البلدان فالله المستعان على هذا القبرصى الذى يكلم أتباعه وكأنه يخاطب مجانين. نعوذ بالله من الحذلان.) ولماذا يفعل ذلك؟ ليرى ماذا يفعل ابليس!!! ( وهل يخفى على الله شىء. قطعا لا، ولكن القبرصى يعتقد فى الله صفات العبيد من الجهل والنقص. جزاه الله بما يستحق.) الله يرى القذارات التى رماها إبليس على عباده فى النهار، ومثل الأم التى تمسك ولدها المتسخ بعد نهار من اللعب!!! الله يغسل عنهم تلك الأوساخ. برحمته التى لا نهاية لها يمحو عنهم أعمالهم السيئة!!! كل ليلة بسبب هؤلاء الذين يقومون فى الليل للدعاء بالمغفرة الله يرحم كل البشر النائمين. إنتهى كلامه.

أقول: إن لم يكن كلامه نفيا لعذاب الآخرة وتشجيعا للناس على المعصية فماذا يكون؟ فهو يقول: يا ناس افعلوا ما شئتم بالنهار فالله سيغفره لكم بالليل!! وهذا تكذيب لقول الله تعالى: والله شديد العقاب. ولقوله تعالى: لم يكن الله ليغفر لهم. وقوله عز وجل: إن الله لا يغفر ان يشرك به، وأكثر البشر كما هو معلوم مشركون، فعطل هذا الرجل الآيات القرءانية والأحاديث النبوية الثابتة كدحيث البخارى وغيره: دخلت امرأة النار فى هرة حبستها، الحديث. فبأى لسان بعد هذا يدعى القبرصى الإسلام والطريقة.

بل هذا يكشف حقيقة مذهبه وأنه باطنى متستر بالإسلام مقصده تحريف الدين ونقض عراه ونشر الفساد والعصيان تحت ستار التصوف، وصوفية الحق منه لا شك بريئون.

فصل: فى إنكار القبرصى فرضية الصلاة.

من المعلوم لكل مسلم بالضرورة ذكرا كان أو أنثى، أن الصلوات الخمس فرض فرضه الله عز وجل. وأن من أنكر فرضيتها أو أنكر فرضية ركعة واحدة منها فهو كافر بلا شك. وذلك لأن الله تعالى قال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ. سورة النور/56. ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمس صلوات كتبهن الله على العباد. الحديث رواه أحمد. ولأن الأمة أجمعت على ذلك، يعرف هذا الكبير والصغير. ومع ذلك كله يسأل شخصا ناظما القبرصى: ما هى التكاليف التى على زوجاتنا؟ فيقول له: النطق بالشهادة ثلاث مرات كل يوم. وأن يكن على طهارة دائمة!! وللمبتدِئَات سجدة واحدة فى وقت كل صلاة من الصلوات الخمس. فى وقت كل صلاة تكفى سجدة واحدة!!

فيقول السائل: ماذا إذا أرادت أداء الصلاة كاملة، هل هذا مناسب؟!!
فيجيبه – وبالفم الملآن – للمبتدئات سجدة واحدة تكفى، وعندما يتقدمن يطلبن الإذن ( هذا ما أمرنى به شيخى ) !!! ا.هـ. ذكره فى كتابه " محيطات الرحمة ".
أقول: هذا عين الضلال. وهو كفر كما قال ابن حجر الهيتمى فى الإعلام وغيره.

كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بنى الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة .... الحديث رواه البخارى، بينما هذا القبرصى المفتون يكذب سيد الخلق ويرد كلامه ويقول الصلاة ليست واجبة. فتأمل!!.

فصل: فى إنكار ناظم لمشروعية الصيام.

مما لا يختلف فيه اثنان من المسلمين أن صوم رمضان فرض، وأن صوم سائر أيام السنة هو سُنة إلا ما ورد الشرع بالنهى عن صومه كيوم العيد. وقد مدح الله تعالى المكثرين من الصيام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يومى الاثنين والخميس كما رواه الترمذى. ولما سئل عن صوم يوم الاثنين قال: ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل علىّ فيه رواه مسلم.

وأما ناظم القبرصى – وهو الشره إلى الطعام وملء البطن – فبدل أن يرغب فى الصيام يقلل من شأنه. يسأله أحد أتباعه. هل هناك بأس فى صيام الأيام البيض فى كل أسبوع " كذا ". فيجيب: لا حاجة لذلك. فيقول له: ما زلنا نصوم كل اثنين وخميس منذ رمضان ". فيجيبه: لا حاجة!! إن أردتم صوموا عن النظر المحرم، صوموا عن الغضب، صوموا عن الكلام القبيح، أما أن لا تأكلوا ولا تشربوا فهذا لا أريده!! ا.هـ. ذكره فى كتابه " محيطات الرحمة "


أليس هذا من ناظم القبرصى ردا لأيات الكتاب وتكذيب للنبى صلى الله عليه وسلم؟! بلى والله. فإلى الله الملتجأ فهو حسيب هذا الرجل وأمثاله، وهو المقتدر القهار.

فصل: فى تحليله أكل اللحم الحرام.

من المعلوم أن أول ما ينتن من الإنسان فى القبر بطنه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به. رواه البيهقى. لكن ناظما القبرصى متعلق القلب بمعدته وبشهوة الأكل فإذا حذر الطعام المشتهى عنده أكله ولا يبالى حرام هو أم حلال. وكيف يبالى من مات قلبه ووصل إلى حد أن يقول – والعياذ بالله – إذا كنت فى بيت ضيفا فقدم لك اللحم وشككت هل هو حلال أم حرام فلا تسئل عنه!!! بل قل الشهادة ثلاث مرات ثم استغفر سبعين مرة وكل مع بسم الله فإن الله يحول هذا اللحم إلى حلال بعد أن ترفعه من الصحن وقبل أن تضعه فى فمك. ذكره فى كتابه " محيطات الرحمة ".

قلت: إننى أتحدى هذا الدجال أن يأتى بنص واحد لأحد الأئمة يقول فيه بقوله هذا المخالف لشريعة فضلا عن ءاية من القرءان أو حديث نبوى ثابت. فإنه لن يجد لهذه الخرافة أصلا. إذ أنه هو الذى ابتدع هذا الكذب وألفه، ولا إخاله يجهل ذلك. وعلى كل حال فقد قال ربنا
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} سورة النمل/64. والله الموفق.

فصل: فى انتقاص القبرصى لنعمة العقل.

ناظم القبرصى يريد أتباعا يلحقونه من غير تفكير وينفذون أوامره من غير سؤال، وهو لهذا يريدهم معطلين عن العقل وعن الفهم. وليصل إلى هذا يكذب الشريعة ويناقض القرءان. يقول فى إفتتاح كتابه محيطات الرحمة ص3 فى تعريف الإيمان: القلب يؤمن بما ينفيه العقل. هذا يجب فهمه من الأول وإلا فلا إسلام!!! تأسيس الإيمان على العقل أو تقويمه بالعقل لا فائدة فيه!! لأن العقل يشك فى أى شىء لا يمكن الوصول إليه بالحس. إنتهى كلامه.

قلت: هذا تعريف القبرصى العجيب للإيمان!! وهذا رأيه فى نعمة العقل!! وهو بلا شك ليس قول المسلمين الذين لا يكذبون بقول الله تعالى
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ} سورة ءال عمران/190. ولا يردُّون قوله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} سورة الحج/46.

كيف وقد ذم الله تعالى الكفار لتضييعهم نعمة العقل فبين حالهم فى نار جهنم بقوله
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} سورة الملك/10. ولكن القبرصى يريدنا أن نكون كأصحاب سائر الأديان الباطلة: كلامنا بغير مستند، واعتقادنا لا يعتمد على دليل، ليسهل عليه وعلى أسياده فعل ما يحلو لهم بدين الله وأمة محمد عليه الصلاة والسلام.{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} سورة الجمعة/8.

فصل: فى رد إحدى فريات ناظم الحقانى.

يقول ناظم هذا ( يلقبه أتباعه بسلطان الأولياء فى زمانه والحقيقة أنه من شياطين الإنس، ولست أشك أنه لو كان جنيا لكان إبليس قد ألبسه التاج على رأسه سرورا به وقدمه على غيره من الشياطين.) فى كتابه " محيطات الرحمة " ص58: إن جبريل نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له إن الله تعالى يبشرك بأن من قرأ من أمتك الفاتحة ولو لمرة واحدة فى حياته هذا كافيا له بل وزيادة على الكفاية. فإن من يقرأ الفاتحة يحصل له من الرحمة ما يلازمه إلى أخر عمره. وحتى لو كان كافرا فإن قراءتها مرة واحدة تجلبه إلى الإيمان ربما فى أخر لحظة فى حياته، وهذا لأن نفس الإنسان مجبولة على الإيمان وأما الكفر فطارئ فيما بعد. ا.هـ.


قلت: واقع الحال يكفى شاهدا على كذب هذا الإدعاء. فكم من أناس قرءوا الفاتحة مرات ومرات ثم ماتوا على الكفر. المنافقون الذين ذكرهم الله فى القرءان كانوا يقولون بألسنتهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصلون مع النبى صلى الله عليه وسلم ثم ختم لهم بالكفر والعياذ بالله، قال الله تعالى فى سورة التوبة {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} سورة التوبة/84.


فهذا إخبار من الله تعالى أنهم ماتوا كافرين وكانوا قرءوا الفاتحة مرات كثيرة وصلوا خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومع هذا يزعم القبرصى أن من قرأ الفاتحة مرة واحدة لا يموت إلا على الإسلام. فهذا منه رد صريح للقرءان وضد عقيدة المسلمين بالإجماع. وقد روى البخارى أن رجلا كان حفظ سورة البقرة وءال عمران وصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة ثم ارتد بعد ذلك وسكن مع الكفار ثم مات كافرا، فلما دفنه الناس حيث كان لفظته الأرض. أخبر عن ذلك من شهده كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحى من الله تعالى. زد على ذلك كله أنه لو كان قراءة الفاتحة مرة واحدة فى العمر كفاية للمسلم بل وزيادة على الكفاية فلماذا أوجب علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل صلاة؟ فما أبعد ما بين تعاليم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاليم ناظم القبرصى وقى الله المسلمين شروره. ءامين.

فصل: فى نموذج عن جلسة لناظم مع مريديه وكيف يتلاعب بهم ويرميهم في بحار الحيرى والضياع والغباء فضلا عن الكفر.

يقول فى الصحيفة 91 من كتابه " محيطات الرحمة " أغلب العلماء يقولون بأن الله غاضب علينا ( البشر ). شيخنا عبد الله الداغستانى كان يقول الله ليس غاضبا علينا هو لا يوقف رحماته عنا الرحمات تنزل علينا وحولنا ونحن نسبح فى محيطات من الرحمة. وهنا يسأله أحد أتباعه:" لكن أليس الله غضب على بنى إسرائيل لما عبدوا العجل؟! أليس موسى كذلك غضب منهم؟ فيجيبه ناظم: وهل موسى هو الله؟" وهنا يتدخل أحد أتباعه فيقول:" الله يغضب بلسانه لا بقلبه ( أنظر إلى سخافة أتباعه الذين يستهزئون بالله ويصفونه بصفات المخلوقين من غير خوف ولا حياء.) فيضحك الجميع. ثم يقول الحقانى: غضب الله ليس مثلنا. نحن إذا غضبنا على شخص نقطع عنه كل شىء. لكن الله تعالى يرسل الرحمات. كيف يغضب إذن؟" لو كان يغضب لكان يمنع رحماته لكنه يعطى الكثير ( أنظر كيف يتناقض كلامه هنا مع أول الجملة.) الله يغضب من هؤلاء الناس الذين يصدرون الأحكام بحق عبيده ( أنظر كيف يتناقض كلامه هنا مع ما قبله تماما.) ومع ذلك يرحمهم.
وهنا يسأل أحد مريديه وقد اختلطت المفاهيم عنده: إذن ماذا عن أولئك الذين دمرهم الله فى زمن نوح؟ فيجيب القبرصى: الله دمر أجسادهم لا أرواحهم!! غضبه المقدس ( أنظر كيف رجع إلى إثبات الغضب بعد نفيه.) دمر الأجساد التى كانت ترتكب المعاصى ( هذا يزعم أن الروح لا دخل لها بارتكاب المعاصى!! وهل يتحرك الجسد إلا بالروح!!؟ إنما حاله كحال أهل الجاهلية الذين كانوا يطوفون بالكعبة عراة يقولون لا نطوف بالبيت فى ثياب عصينا الله فيها. ولا عجب فى التشابه بين قوله وقولهم فإن الكفر ملة واحدة.) ثم لما دمرة الأجساد صارت الأرواح حرة تسبح فى محيطات رحمة الله.
هنا يسأله مريد حائرا: لكن أليس أجسادهم ستبعث يوم القيامة؟
فيجيبه القبرصى: لا، هذه ستكون أجسادا جديدة. وهنا تزداد حيرة المريد فيقول لكن أى الجسدين سيدخل إذن النار ليتطهر؟
وهنا ينقطع حبل الكذب بالشيخ المحتال فيقول: الله يعلم أى الجسدين سيدخل النار؟؟
ثم لما يسأله مريد عن عذاب القبر يقول: هو مثل رجل وقع من الطابق الثانى فكسر رأسه ورجليه وعنقه، هذا قد يبقى فى المستشفى سنة أو ستة أشهر حتى يتعافى ثم يخرج. وهكذا الذى يجرح نفسه فى هذه الدنيا بحربة الشيطان سيبقى للعلاج مدة فى القبر وفى جهنم ثم لما يتعافى يدخل الجنة!!! ( انظر كيف يزعم أن جهنم دار علاج لا دار عذاب) ماذا تظنون فى كل أولئك الناس الذين فى المستشفيات هل هم فى عقاب أم فى حال الرحمة؟
وهنا يجيبه اثنان من مريديه: بعدما عكر شيخهما تفكيرهما تماما: فيقول أحدهما فى رحمة بينما يقول الآخر فى عقاب. ومن جديد يضحك الكل ( من تضارب أقوالهم! ) ويستمر القبرصى فى التلبيس عليهم فيقول: من جهة هم فى عقاب ومن جهة هم فى رحمة. انحباسهم فى المستشفى ليس كما لو كانوا فى سجن. هذا رحمة لهم. هل فهمتم. هذا مذكور فى كل الأديان وفى كل الكتب المقدسة!!!


لكن من يأتى الفهم لهؤلاء المسلوبين، وكلام شيخهم متضارب وعقولهم معطلة. فيجيبه أحدهم: لما نسمعك تقرر مسئلة تبدو واضحة حتى نبدأ بالأسئلة ثم تجيب، عند ذلك يظهر لى أن النقطة التى كنت أظن أننى فهمتها هى غير مفهومة لى على الحقيقة. فيجيبه شيخه ليزيده ضياعا: نعم هذه كلها مثل البذر فإنها ستنمو إن وجد الإيمان فى قلبك ثم ستزهر ثم ستثمر وفى الأخير سيأتى دور الأكل. أما الآن فهى مجرد بذور. لا تخف. إ.هـ. أنتهت وقائع الجلسة. وما فيها من تلبيس وتدجيل وكفر واضح لذى عينين لا يحتاج إلى زيادة تعليق.

خاتمة


ليعلم أن ما نقلناه هنا من أقوال ناظم الحقانى القبرصى وشيخه عبد الله الفائز الداغستانى وتلميذه هشام قبانى إنما هو غيض من فيض من ضلالاتهم.
فما ذكرناه هو بعض ما فى كتابين فقط من كتب القبرصى وشيخه، ومازال فى الكتابين فضائح كثيرة وضلالات مشينة. وكذا الحال مع سائر كتب هذه الطائفة ككتب هشام قبانى وغيره من النظاميين ( وهى موجودة عندنا ) وإنما ذكرنا ما ذركنا تنبيها وتذكيرا ولم نقصد بيان كل ما خالفوا فيه الشريعة المطهرة فإن هذا يحتاج إلى مجلدات. إذ أن من طالع مجلتهم المسماة ( النصيحة ) ومنشوراتهم وما نشرته الصحف معهم من مقابلات واستمع إلى شُروطهم المسجلة لعدنان القبانى وغيره ( وعندنا البعض منها أيضا ) يرى العجب كالقول بأن أى شىء يفعله الكافر يكون حراما، إلى الزعم بأن عقاب المسلم أعظم من عقاب الكافر، إلى القول بأن أبا يزيد البسطامى رضى الله عنه طلب من الله أن يعظم جسده ليكون بحجم جهنم كلها فيدخلها وحده ولا يبقى مكان لغيره فيها فينال هو وحده العقاب ويدخل كل البشر الجنة بذلك!!!، إلى الادعاء بأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه نبى منذ طفولته قبل نزول الوحى عليه!!! والادعاء بأن ناظما القبرصى هو وزير المهدى المنتظر، وأن المهدى عندما يظهر ستتبعه سبعة أمم أو ثمان من جملتها الأمة البريطانية!! إلى غير ذلك من الخرافات والكذبات الى ما أنزل الله بها من سلطان.


وشبيه بهذه المقالات ما قاله باوا محيي الدين السيريلانكى من ادعائه حلول الإله فى الأشخاص!! وتسميته الله بالأب، وتسميته العبد بابن الرب!! وزعمه أن الفوارق الدينية لا أهمية لها!! وأن الجنة وأنهارها هى فى القلب!! وأن جهنم هى اتصاف القلب بالصفات السيئة!! وأن الشخص يكون رجلا إلها تحل فيه صفات الله ويسكنه جزء منه!!! تعالى الله عن ذلك. ذكر ذلك فى كتابه الشيخ والمريد وفى غيره. ومثله الدجالون التيجانية كالشيخ أحمد التيجانى النيجيرى الساكن فى الولايات المتحدة الأمريكية حاليا الذى قال بلسانه أمام جمع من الناس كبير فى شيكاغو: إن النبى أقرب إلى العبد من الله.!!! وهذا كفر صريح سمعناه من بآذاننا وأنكرناه عليه فورا وفى المجلس نفسه. وليس غريبا صدور ذلك منه، فإن كتب التيجانية – ككتاب بغية المريد – مليئة بأمثال ذلك الكفر كالقول بأن من أخذ وردهم غفرت له فورا كل ذنوبه وصار أفضل من القطب من غيرهم، وكالقول بأن صلاة الفاتح!! التى يقرءونها – وهى صيغة صلاة على النبى – تعدل ستة ءالاف من ختمة القرءان الكريم والعياذ بالله. إلى غير ذلك من غرائب وعجائب تبث هنا وهناك تحت ستار التصوف.


وهذا كله يوجب علينا التحذير من مثل هؤلاء الدجاجلة أمرا حتما حفظا للشريعة وانتصارا لكتاب الله تعالى، وغيرةً على دين محمد صلى الله عليه وسلم وسنته. ولا يجوز التهاون فى هذا الأمر، فإن مستعظم النار من مستصغر الشرر، والقطرة تجتمع إلى أختها لتصير سيلا جارفا. وليس علماء المسلمين ومخلوصهم من التفريط والإهمال ولا من العجز والجبن بحيث يتركون مثل هؤلاء الذئاب يفترسون أبناء المسلمين وبناتهم.
والله الموفق وهو من وراء القصد وعليه التكلان.


ملحق: فى تحقيق ما حصل بين سيدنا موسى والخضر عليه السلام.

اعلم أيها الأخ الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له دينان دين ظاهر ودين باطن. وإنما دينه هو الإسلام بأحكامه التى أوحاها الله تعالى إليه وبلغها الرسول عليه السلام للأمة. لذلك قال أكابر الصوفية كالسيد الجيلانى والسيد الرفاعى وغيرهما: كل باطن يعارض الشريعة فهو زندقة. أ.هـ.


وقد احتج ناظم القبرصى بما جرى بين نبى الله موسى ونبى الله الخضر ليزعم بأن للدين باطنا يعارض أحكامه الظاهرة. وهذا يظن أنه مخالف، وهو فى الحقيقة ليس مخالفا، ولو كان مخالفا ما سكت سيدنا موسى للخضر، لكن لما بين له الخضر أن ما حصل منه لم يكن مخالفا حقيقة لظاهر الشريعة سكت. فلو كان هناك مخالفة حقيقية لم يسكت. على أن كليهما نبى – أى موسى والخضر – لأن الله قال عن الخضر: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي. سورة الكهف/82. ولو لم يكون الخضر نبيا ما أمر الله تعالى موسى أن يتبعه، لكن لما كان كل منهما نبيا أمره بأن يستفيد منه شيئا من أمور الدين.


فمن احتج بقصة موسى والخضر عليهما السلام مدعيا أن الدين له باطن يعارض الشريعة، أو زاعما أنه صوفى وأن التصوف يعارض شريعة الله فهو زنديق ليس مسلما. فما حصل من الخضر موافق للشرع من حيث الحقيقة، وأما القبرصى وأمثاله من مدّعى الطريقة فما يفعلونه مخالف للدين مخالفة حقيقية وينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم. فهؤلاء يُعلمون أمورا معارضة للشرع معارضة حقيقية ليس لها تأويل. إذ أنهم يحللون الحرام الذى اتفق المسلمون عليه منذ أربعة عشر قرنا بينما أولياء الله الصوفية اتفقوا على أن الحقيقة هى ثمرة العمل بالشريعة، فمن لم يعمل بالشريعة ويتركها وراء ظهره ويقول ما عليكم أن تتركوا العمل بالشريعة لأن الباطن يخالف الشريعة فهذا يسوق الناس إلى الكفر. ولا يصل الإنسان إلى الحقيقة من غير ان يطبق الشريعة على نفسه وعلى من يتبعه. وأما هذا القبرصى فإنه يحلل للرجال مصافحة النساء الأجنبيات ويفعل ذلك بنفسه وقد سمى رسول الله ذلك بزنى اليد. فإن لله وإنا إليه راجعون. والله المستعان وهو نعم الوكيل.

تمت والحمد لله
سبحان الله، الحمد لله الذى يسر لنا أهل علم صادقين علمونا أمور ديننا
اللهم الطف بنا وارزقنا حسن الختام
رابط ذو صله :
القسم : فرق ومذاهب أخرى
الزيارات : 8392
التاريخ : 20/3/2011