www.sunnaonline.org

الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي يكفر المجسمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي العزة والجلال والقدرة والكمال والإنعام والإفضال الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وليس بجسم مصور ولا جوهر محدود ولا مقدر ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات، كان قبل أن كوّن المكان ودبر الزمان وهو الآن على ما عليه كان، استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة والإستقرار والتمكن والحلول والإنتقال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقول أهل الغي والضلال، بل لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته،
احاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا، مطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر.

قال الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي ت 699 هـ في كتابه بهجة النفوس وتحليها بمعرفة مالها وما عليها (شرح مختصر البخاري) في شرح الحديث الثالث صفحة 35 من الجزء الاول بعد ذكره للمبتدعة وذكر القدرية والجبرية ثم قال رحمه الله [ومنهم المجسمة لأنهم يقولون بالجسم والحلول ومعتقد هذا لايصح منه الايمان بعموم اللفظ المذكور في الحديث لانه لا يصح الايمان بمقتضى لفظ الحديث حتى يصح الايمان به عز وجل بمقتضى ما اخبر به عن نفسه حيث يقول {ليس كمثله شئ} وشئ يطلق على القليل والكثير وعلى كل الاشياء فمن خصص هذا العموم وهو قوله
{ليس كمثله شئ} لم يصح منه الايمان بعموم لفظ الحديث وان ادعاه لان من لا يعرف معبوده كيف يصح له الايمان به وذلك محال.]
رابط ذو صله :
القسم : مقالات وردود شرعية
الزيارات : 3915
التاريخ : 12/3/2011