ابن تيمية يكفر الإمام أحمد بن حنبل
الحمد لله المنزّه عن الهيئة و المكان، و عن الأشباه و الزمان، لا يحلُّ فيه شىء و لا ينحلُّ منه شىء و لا يحل هو في شىء لأنه ليس كمثله شىء .. و أشهد أنّ الله واحد لا شريك له, أحدٌ صمد, لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد ...
أما بعد أحبابنا الكرام، كلنا يعلم أن التبرك بآثار النبي صلوات ربي عليه و سلامه جائز والدلائل الشرعية واضحة و جلية للعيان .. إلا أن بعض الجهال ينكرون ذلك مع وجود الدليل القويم ومن الأدلة الواضحة الحديث الوارد في الصحاح عن اقتسام شعر الرسول صلى الله عليه و سلم، فالحديث الذي "أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الوضوء: باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان" "ومسلم في صحيحه: كتاب الحج: باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق والابتداء في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق" من حديث أنس وأحمد "أخرجه أحمد في مسنده 4/42" من حديث عبد الله بن زيد، ففي لفظ مسلم عنه قال: لما رمى صلى الله عليه وسلم الجمرة ونحر نسكه وحلق، ناول الحالق شقه الأيمن فحلق، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال [احلق]، فحلق فأعطاه أبا طلحة فقال [اقسمه بين الناس].
فكيف يجرؤ أولئك المجسمة المشبهة .. نفاة التوسل و نفاة التبرك أن ينهوا الناس عن التبرك بآثار الرسول .. بل تدفعهم وقاحتهم إلى تكفير المتوسل و المتبرك بآثاره صلى الله عليه و سلم ... والدلائل كثيرة على إثبات ما أوردناه و لسنا الآن في مورد البحث و إثبات ذلك ... و لكن ما سنسلط الضوء عليه هو تكفير أو نسبة الشرك للإمام أحمد بن حنبل من قِبَل ِ ابن تيمية الحراني ..
اقرأوا و قارنوا أحبابنا الكرام:
في كتاب "العلل و معرفة الرجال" ج 2/35 لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل .. قال [سألته – يعني أباه الإمام أحمد – عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه و سلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل و عز ... فقال – أي أبوه- : لا بأس بذلك].
وانظروا في كتاب "زيارة القبور و الاستنجاد بالمقبور" لابن تيمية الحراني يُسأل السؤال نفسه و يُقال له [هناك عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه و سلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل و عز، فيجيب ابن تيمية: هذا لم يفعله أحد من الصحابة ولا العلماء ولا السلف، بل هذا منهي عنه بالاتفاق بل هذا من الشرك - و العياذ بالله تعالى!]
الإمام أحمد يقول "لا بأس" و ابن تيمية يقول "هذا من الشرك" ... و من قال عن الشرك "لا بأس به" فقد كفر وأشرك .. و من رضي بالشرك فهو كافر، فإذا كان الإمام أحمد يقول لا بأس و ابن تيمية يعتبر ذلك شركاً معناه كفر الإمام أحمد بن حنبل ....
لا تلتفتوا إلى أتباع ابن تيمية الذين يقولون إن ابن تيمية شيخ الإسلام و يعظمونه و يفخمونه ضاربين بكلام الله عز و جل و حديث رسول الله و أقوال العلماء و الأئمة المجتهدين المعتبرين عُرض الحائط..
و الله تعالى أعلم وأحكم