الذهبي يجيز التبرك بقبر الرسول وقبور الأولياء
اعلموا رحمكم الله أن جمهور الأمة الاسلامية اجمعت على جواز التبرك بالنبي وبآثاره الشريفة، والتبرك بقبره الشريف وقبور الأولياء الصالحين واستحباب الدعاء والتوسل في هذه المواضع. ولم يتجرأ أحد أن يزعم أن هذا الفعل شرك أو كفر الا الوهابية التكفيرية ، جعلوا جمهور الأمة عباد قبور والعياذ بالله !!
ذكر الحافظ الجزري في كتابه الحصن الحصين وكذلك في مختصره قال [من مواضع إجابة الدعاء قبور الصالحين].اهـ وهذا الحافظ جاء بعد ابن تيمية بنحو مائة سنة ولم ينكر عليه أحد من العلماء المعتبرين !! وقد ثبت عن السلف الصالح انهم تبركوا بالرسول وقبره وقبور الأولياء، وممن نقل هذه الأخبار "الذهبي" في عدة مواضع من كتبه ناقلاً ومقراً لها وزاجراً من يشنع على المسلمين الذين يحرمون هذا الفعل من غير حجة ولا دليل. وسنضع باذن الله كلام الذهبي (الذي يعتبره الوهابية حافظاً ثقة) من كتبه فلا ندري هل سيقوم الوهابية برمي الذهبي بالشرك ونعته بانه قبوري يعبد الأوثان !؟؟
- اثبات الذهبي أن الامام أحمد بن حنبل رحمه الله أجاز التبرك بمس قبر النبي ورمانة منبره: يقول الذَّهبي في كتابه "سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ" المُجَلَّدُ الحَادِي عَشَرَ ص212 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: رَأَيْتُ أَبِي يَأْخُذُ شَعرةً مِن شَعرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُهَا عَلَى فِيْهِ يُقبِّلُهَا. وَأَحسِبُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَغْمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَشرَبُه يَسْتَشفِي بِهِ. ورَأَيْتُهُ أَخذَ قَصْعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسلهَا فِي حُبِّ المَاءِ، ثُمَّ شَرِبَ فِيْهَا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ يَسْتَشفِي بِهِ، وَيَمسحُ بِهِ يَدَيْهِ وَوَجهَه. قُلْتُ: أَيْنَ المُتَنَطِّعُ المُنْكِرُ عَلَى أَحْمَدَ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ سَأَلَ أَبَاهُ عَمَّنْ يَلمَسُ رُمَّانَةَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَمَسُّ الحُجْرَةَ النَّبَوِيَّةَ، فَقَالَ: لاَ أَرَى بِذَلِكَ بَأْساً. أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ رَأْيِ الخَوَارِجِ وَمِنَ البِدَعِ].اهـ الذهبي يثبت ان الامام ابن حنبل رحمه الله يجيز التبرك بمس الحجرة النبوية ورمانة منبر الرسول بل يصف المنكرين بانهم من الخوارج ومن اصحاب البدع!!
-الذهبي يثبت قول الامام احمد في جواز لمس القبر والمنبر متبركا به !!!! بل ويرد على امثال الوهابية الذين يقولون الصحابة ما فعلوا هذا.... يقول الذهبي في معجم الشيوخ الجزء الأول ص73 [فإن قيل: فهلا فعل ذلك الصحابة؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون على وضوءه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه. ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل!!. الا ترى كيف فعل ثابت البناني، الذي كان يقبل يد الصحابي خادم رسول الله أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول : يدٌ مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم]. ثم يقول الذهبي معلقاً [وهذه الأمور لا يحركها من المسلم إلا فرط حبه للنبي صلى الله عليه وسلم]!! فاين الوهابية من حب النبي؟؟؟ فهم جفاة نفاة قلوبهم قاسية محرومون من بركات النبي صلى الله عليه وسلم!!
و ساسرد لكم كيف ان الذهبي في كتابه "سير اعلام النبلاء" ذكر كبار العلماء والأولياء وكيف ان المسلمين تبركوا بقبورهم وتوسلوا بهم الى الله زمن القحط:
- سير أعلام النّبلاء، الذّهبي، المجلّد التّاسع، الطّبقة التّاسعة: معروف الكرخيّ، أبو محفوظ البغداديّ: وعن إبراهيم الحربيّ، قال: قبر معروف التّرياق المجرّب.اهـ قال الذهبي: يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأنّ البقاع المباركة يستجاب عندها الدّعاء، كما أنّ الدّعاء في السّحر مرجوّ، ودبر المكتوبات، وفي المساجد" انتهى كلام الذهبي (انظروا يا وهابية كيف أقر الذهبي قول الامام ابراهيم الحربي عن ان قبر الامام معروف الكرخي ترياق مجرب ويقول اي يستجاب عند قبره الدعاء!!
-سير أعلام النّبلاء، الذّهبي، المجلّد الثّاني عشر، الطّبقة الرّابعة عشرة: أبو عبد الله البخاريّ، محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، ذكر وفاته: وقال أبو عليّ الغسّانيّ: أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السّكتيّ السّمرقنديّ، قدم علينا بلنسية عام أربعين وستّين وأربع مائة، قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، فاستسقى النّاس مرارا، فلم يسقوا، فأتى رجل صالح معروف بالصّلاح إلى قاضي سمرقند فقال له: إنّي رأيت رأيا أعرضه عليك قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج النّاس معك إلى قبر الإمام محمّد بن إسماعيل البخاريّ، وقبره بخرتنك، ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا.قال: فقال القاضي: نعم ما رأيت. فخرج القاضي والنّاس معه، واستسقى القاضي بالنّاس، وبكى النّاس عند القبر، وتشفّعوا بصاحبه، فأرسل الله تعالى السّماء بماء عظيم غزير أقام النّاس من أجله بخرتنك سبعة أيّام أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته، وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال!!