البيع الصحيح الموافق للشرع يكون جائزا مهما رفع البائع السعر، فلا يجوز أن يقال عمن رفع سعر بضاعه بدون كذب ولا غش حرامي أو سارق أو هذا حرام والعياذ بالله. فقد غلت الأسعار في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له سعّر لنا يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام [إن الله هو المسعّر]، ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسعر لهم. وجاء في حديثِ أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إنما البيعُ عن تراضٍ] رواه ابن ماجه، وقال عليه والصلام في تحريم الربا أي الزيادة في بيع نقدٍ بنقدٍ أو مطعومٍ بمطعومٍ [فإذا اختلفت هذه الأجناسُ فبيعوا كيف شِئتُم إذا كان يدا بيد] رواهُ مسلمٌ وغيرُه. فقولُه عليه الصلاة والسلام [فبيعوا كيف شِئتُم] نصٌّ في عدمِ التَّحديد في الربح، وقال شيخ الإسلام الحافظ الهرري رضي الله عنه [فإذا عُلِمَ هذا وجبَ الزَّجرُ عن هذه الكلِمةِ]. وصحَّ عن عبدِ الله بنِ سلامٍ رضيَ الله عنه أنه اشترى شيئا بسبعمائةٍ وباعَه بأربعةِ ءالافٍ، ذكره الحافظ ابن حجرٍ في المطالبِ العاليةِ وذكرَ النوويُ في روضة الطالبينَ تحريمَ التسعيرِ.رمضان
والله أعلم